العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ

الوضع السياسي والأمني في البحرين أشد حرارة من الصيف واستنكار لصراع «المنبر» و «الأصالة»

دعوة للصبر على المصائب ومساعدة المحتاجين والفقراء... في خطب الجمعة أمس:

تباينت الموضوعات التي تناولها أئمة وخطباء الجمعة يوم أمس، ففي الجانب السياسي برز الحديث عن الوضع السياسي في البحرين، إلى جانب الاستنكار من الصراع الدائر بين جمعيتي المنبر والأصالة الإسلاميتين. أما في الجانب الديني والأخلاقي فتحدث الخطباء عن أهمية الصبر على المصائب والابتلاءات، ودعوا إلى دعم المحتاجين والفقراء، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.

ففي خطبته بجامع عجلان في عراد، استنكر الشيخ ناجي العربي «الخلاف الدائر بين جمعية الأصالة وجمعية المنبر الإسلامي»، رافضاً «وقوع ذلك من مثل هاتين الجمعيتين».

وقال العربي: «نربأ بإخواننا أن يدخلوا في هذا الوضع، الذي جاء على إثر الوضع المتأزم بين الجمعيتين على خلفية الملاسنات الصحافية بين مرشحيهما لانتخابات 2010، في أحقية كل جمعية ببعض الدوائر الانتخابية من الأخرى».

ودعا إمام وخطيب جامع عجلان المترشحين عموماً إلى المنافسة الشريفة، معتبراً أن ذلك «لن يتحقق إلا بعد الوقوف بصدق مع النفس ومحاسبتها والتأكد من أهليتها بين المترشح ونفسه».

وبيَّن أن «صفة الصدق أصبحت نادرة الوجود فيمن يمارس السياسة»، مشدداً على عدم اتفاقه التام مع من يفرق بين الدين والسياسة. واستشهد العربي بقوله إن «أكبر سياسي عرفه العالم لم يكذب قط وهو النبي (ص)، وعلى ذلك سار بعده الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم».

وأوضح أن «داء التلون والنفاق استشرى في المجتمع بشكل كبير، حتى وصل سمّه الزعاف إلى من يدعي التدين، كل ذلك من أجل أن يحصل المرء على حطام من الدنيا قليل».

وذكر العربي أن «الظهور بوجهين بين الناس اعتاده الأبناء والبنات، بل وحتى الآباء والأمهات، وهذا المرض ومثله هي الأمراض الحقيقية التي تحتاج إلى علاج عاجل».

تبريد الساحة

السياسية والأمنية

وفي سياق سياسي آخر، وصف إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم، الوضع السياسي والأمني في البحرين بأنه «أشد حرارة من الصيف».

وقال قاسم: «إن الساحة البحرينية سياسياً وأمنياً في تصاعد حراري، حرارتها تسابق حرارة صيف البحرين وتزيد، فملف المحاكمات في تزايد وتراكم، والمداهمات في استمرار وتوسع، والاستدعاءات والتوقيفات والتحقيقات لا تتوقف، وأحكام سياسية متشددة متصلبة، وتراجع عن أي كلمة لين وكلمة تسامح وحالة عفو».

وأوضح أن «أسباب التوتر متوالية متنوعة من فسادٍ مالي وإداري، واختلاق أزمات، وتمييز طائفي، وتجنيس سياسي، ولغة سياسية متشنجة».

وأشار إلى أنه «لا يعقل لهذا المسار أن تسلم معه السفينة وتصل إلى شاطئ الأمان، فهل من عزم السياسة في البحرين أن تخرب البحرين، وأن تهدم السقف على رؤوس الجميع؟».

وأكد «صار ضرورياً جداً لسلامة الوطن وأبنائه، وأولهم مترفوه والمتصرفون بحرية واسعة في أرضه وثروته وسمائه، أن تعدل السياسة من مسارها، وأن يأخذ ساسة البلد في حسابهم أن معهم في هذا الوطن شركاء في أرضه وثروته وسمائه، شركاء ليسوا أجانب ولا عملاء ولا متآمرين، إنما هم الشعب كل الشعب على اختلاف فئاته، وأنهم يتطلعون إلى أن يعيشوا على أرضهم عيشاً مستقراً كريماً آمناً مريحاً مطمئناً، وأن من حقهم ذلك».

وأضاف إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، أن «لهذا الشعب صوته وكرامته وإرادته واحترامه الذي لابد من الاعتراف به وتقديره، وإعطائه وزنه الكبير الحق».

ودعا قاسم إلى تهدئة الوضع السياسي وتبريده».

دعوة لتوظيف العاطلين

وفي موضوع آخر عن توظيف العاطلين، طالب إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، المسئولين بـ «التحرك السريع والجاد لحل هذه الأزمة العالقة، واتخاذ الخطوات الفاعلة لإنهاء أزمة العاطلين، فإن البحرين لا تتحمل هذا العدد من العاطلين مع وجود من يزاحمهم من الأجانب في الوظائف».

وقال عيد: «صار الأجنبي مواطنا فتوفر له الوظيفة الراقية والتي لا يملك مؤهلاتها, ويوفر له المسكن في أسرع وقت من حين وصوله وحصوله على الجنسية, في حين صار المواطن أجنبيا يعيش الغربة في وطنه فيبحث عن الوظيفة اللائقة فلا يجدها, والوظيفة التي تتاح له يشغلها براتب زهيد, وبعقد مؤقت, وينتظر الأيام والشهور والسنين الطويلة للحصول على المسكن الذي يأويه وعائلته».

واعتبر أن ما قامت به المواطنة كوثر عبدالأمير، وبيعها قناني الماء في الشارع «صرخة استغاثة قوية لتحريك الضمائر النائمة عن قضية العاطلين البحرينيين، والذين يعملون برواتب زهيدة لا تكفي لسد حاجاتهم وحاجات عائلاتهم».

وتابع: «وربما لا يحصل على البيت الذي يأويه إلا أن يأتي بكفيل، لأنه يعمل في شركة أو مؤسسة صغيرة, أو مجهولة لا تتعامل معها وزارة الإسكان وبنك الإسكان»، معتبراً أن»هذا من الغريب العجيب أن يحتاج المواطن وفي وطنه إلى كفيل يكفل له أداء أقساط المنزل الذي يريد أن يسكنه وعائلته، فلو أتيحت للمواطن الوظائف المناسبة في المؤسسة الحكومة والشركات الكبيرة لما احتاج إلى كفيل للحصول على المسكن».

المفاوضات الفلسطينية

وفي الشأن الفلسطيني، تحدث إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم، مبيناً أن أطراف المفاوضات الفلسطينية العربية ثلاثة، هم (إسرائيل، السلطة الفلسطينية وأميركا).

وقال قاسم: «إن الطرف الأول إسرائيل، وهي ذات مواقف ثابتة متشددة صارمة لا تتغير إلا إلى ما هو أشد منها، والثاني السلطة الفلسطينية وما يسمى بمحور الاعتدال العربي، ووظيفته تنازل بعد تنازل، يصاحبه تهديد وحسم بأنه آخر تنازل، ودخول في جولة جديدة من المفاوضات الفاشلة على يد إسرائيل، لتتوقف هذه الجولة بعض الوقت ثم يأتي دور التنازل التالي، وتهيئة الرأي العام العربي لقبوله».

وأضاف: «أما الطرف الثالث وهو أميركا، وهي التي لا تملك ولا تريد أن تضغط على إسرائيل، وإذا مارست شيئاً من الضغط على المستوى الإعلامي على إسرائيل استغفرت من ذنبها وعادت ممتثلة للإرادة الإسرائيلية، وهي لا تكف عن ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي للعودة إلى المفاوضات ولإعطاء تنازلات جديدة من هذا الجانب للعدو الإسرائيلي الغاصب والعرب لا يردون رغبة لأميركا حبا أو احتراما أو رهبة أو لأمر غير ذلك».

وبيَّن أن «السلطة الفلسطينية لا ترد رغبة للعرب، ولا تقاوم ضغطا رغبة أو رهبة أو لتلاقٍ في الرأي والتوجه».

وتساءل قاسم: «هل هناك خريطة تنازلات متفق عليها بين الأطراف كلها وأدوار موزعة بينهم لا خلاف عليها، وفي كل مرة يبدو جزء من المخفي حتى يصل الأمر إلى نهايته الكارثية؟».

قرب حلول شهر رمضان

أما في الموضوعات الدينية، فتطرق إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر إلى قرب حلول شهر رمضان المبارك، داعياً في خطبته إلى دعم ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وخصوصاً في هذا الشهر الذي هو شهر الرحمة.

وقال الجودر: «إن شهر رمضان تسمو فيه النفوس، وتصفو فيه القلوب، ويزداد إيمان العبد، يترك الناس ما يشتهون، ويصبرون عما يرغبون، استجابة لربهم، يتركون الشراب والطعام، ويتلذذون بطول التهجد والقيام، قلوب تبكي، وعيون تدمع، وألسن تناجي وتنادي وتسأل، مع أول ليلة من رمضان».

وأفاد أن «شهر رمضان أفضل شهور العام، لأن الله سبحانه وتعالى اختصه بأن جعل صيامه فريضة، وركناً رابعاً من أركان الإسلام».

وأشار الجودر إلى أنه «لا يعرف معنى الدين، ولا يدرك سر الصوم إلا من صدق إيمانه بالله، وصح لله تعبّده، وأخذ الأحكام بعزم، واستمسك بالدين بقوة، صائم بالنهار، قائم بالليل، بري من الأنانية والأثرة، يعيش مع أسرته ومجتمعه وأمته بقلبه وروحه ووجدانه، يفرح لفرحهم، ويأسى لأساهم، يجوع معهم، ويفطر معهم، ينفق من ماله وهو راض النفس، طيب القلب، من أجل هذا فإن نفس الصائم الصادق أسمى النفوس، وأجودها بالعطاء، وأقربها إلى ربها والناس».

ومن جانبه، استعرض إمام وخطيب جامع عجلان الشيخ ناجي العربي النداءات القرآنية الموجهة إلى المؤمنين، مبيناً أنها «تلامس الروح والقلب بحيث ترجع الأمة إلى القرآن وتتخذه منهج حياة قولاً وفعلاً».

ودعا إلى «التأمل والتفكر في الموت حتى تلين قساوة القلوب وتنتصح منها النفوس المستبصرة والسالكة إلى رضا ربها».

المصائب في الدنيا

وتحت عنوان الصبر على المصائب والابتلاءات، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان: «إن الابتلاءات والمصائب في هذه الدنيا أمر لابد منه، فمَن منا لم تنزل به مصيبة، أو يتعرض لمشكلة، ولم يفقد حبيباً أو يخسر تجارة أو يتألم لمرض ونحوه».

وأكد القطان في خطبته أمس (الجمعة)، ضرورة الصبر على الابتلاءات، والرضا بالقضاء والقدر، مشيراً إلى أن «الحياة الدنيا مليئة بالحوادث والأمراض والقواصم، فالإنسان بينما هو في صحة وعافية وإذا به يفاجأ بمرض ينكد عليه حياته».

وعدد وصايا تعين المسلم على الصبر على الشدائد، من بينها «إعداد النفس، والإيمان بالقضاء والقدر، وتذكر حال الرسول (ص) والسلف الصالح، وتذكر حسن الجزاء، إلى جانب ترك الجزع وكثرة التشكي».

وشدد في حديثه عن الوصايا المعينة على الصبر، على ضرورة أن «يهيئ الإنسان نفسه للمصائب قبل وقوعها، وأن يتذكر زوال الدنيا وسرعة الفناء». وأوضح أن «القضاء والقدر لا يرد ولا يؤجل، والمؤمنون هم أقل الناس تأثراً بمصائب الدنيا».

وأفاد بأن «الله سبحانه وتعالى أعد للصابرين من الأجر والثواب الكثير، وكذلك الجنة، وهذا ما دللت عليه الكثير من الآيات القرآنية في كتاب الله عز وجل».

وبيَّن القطان أن «كثرة الجزع والتشكي يضاعف الشدة والحسرة على الإنسان، فالأولى به تركها، وعدم تكرار شكواه».

وأوضح إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «الله أمرنا بالصبر وجعله من أسباب العون على المصائب والابتلاءات، فالصبر سبب بقاء العزيمة ودوام البدل والعمل

العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:52 ص

      ترستوا ابطونكم

      ترستوا ابطونكم ومخابيكم وحساباتكم ما لها عدد من الفلوس على حساب الفقاره بعتوا دينكم بدنياكم ويايين اتصبرون الفقاره بالحجي البايخ اللي لا يودي ولا اييب بسكم ترا وراكم حساب ولا تصدقون روحكم انكم من اهل الجنه الجنه ما يدشها المنافق

    • زائر 2 | 4:10 ص

      ماذا بعد!

      ماذا بعد الخطبة من قبل الخطباء هل انتهى دورهم بانتهاء الخطبة!؟ أم هناك واجب عملي صادق يأتي بنتائج إيجابية.... إذا كان على الكلام الشارع البحريني من زمان يتكلم وليس هناك جديد في خطبهم ... بسنا استغفال وضحك على الذقون

    • زائر 1 | 3:30 ص

      لا تكرر شكواك !

      وبيَّن القطان أن «كثرة الجزع والتشكي يضاعف الشدة والحسرة على الإنسان، فالأولى به تركها، وعدم تكرار شكواه».
      هل فهمتم المغزى ؟! أكيد فهمتون يا أحبابي يا حلوين...

اقرأ ايضاً