العدد 2911 - الأربعاء 25 أغسطس 2010م الموافق 15 رمضان 1431هـ

وقفة على خيال المؤلفين!

عالمية الخيال الإيجابي المُقدس مُركب من الاتجاهات يذكرني بـ عالمية النظام الإسلامي القائم على مبدأ الحوار الذي دعا مراراً إليه الراحل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، على إمكانية بناء أرضية خصبة قابلة لأن تثمر وعياً إسلامياً راقياً، وفي مثل هذا الجانب الذي يحتاجه الخيال لأن يكون إيجابياً ألا يخضع لأمورٍ سلبية بعد أن فسدت على طاولة الحوار بالدليل.

وإذ إن قدسية الخيال من عدمها تُنتج أو لا تُنتج ثماراً على الساحة فهو شيءٌ غير قابل للتشكيك بانه مُنتج، وإذا تطرقنا مثلاً إلى أحد الأفلام التي تخيّل مؤلفُها رحيل عدد من الأفراد عن الأرض للفضاء وتعرضهم لموجاتٍ ضوئية سافرت بهم إلى ملايين السنوات إلى كوكبٍ غريبٍ بمكوناته ومخلوقاته، حتى هُنا الخيال حُر في لَعِبِه في ساحة من التأمل اللذيذ، لكن ما إن تدخُل الإيدولوجيات الخيالية الباطلة حتى يتحول الخيال إلى نموذجٍ من الثمار الفاسدة، نعم فهؤلاء الأفراد يعودون إلى الكرة الأرضية بعد دهورٍ من السنين للأرض فيندهشون بأن الأرض أصبحت للقرود، نعم فـ القرد هو الشرطي والقرد هو الموظف والقرد هو كُل شيء، ولعل البعض يراها حدثاً عادياً، ثم إذا ما لبثت وتأملت في رمزية القرد فإنك ستصل إلى نظرية داروين التي تشير لأصل الإنسان وهو القرد الذي تطور مع السنين ليصبح إنساناً، ثم ربما أراد المؤلف أن يوصل لنا أن الإنسان عاد لأصله !

نعم أؤمن بعالمية الخيال الإيجابي دون السلبي الذي يجُر العقول لإيدولوجياتٍ خرافية، ولعلنا لا نقف عند هذا الحد ففي رواية ملائكة وشياطين التي أصبحت فلماً فيما بعد، يُشير المؤلف في أحد فصول الأحداث إلى أن القسيس ذهب ليلتقي شخصياً مع الله سبحانه! فإذا ما تأملنا في مغزى هذه اللفتة فإننا نقع في زوبعةٍ من الأهوال والأقوال تجاه الخالق الذي لا يعرف الإنسان كيف هو؟ فسُبحانه نشعرُ به ولا نراه، نرى عظمة صنعه وخلق سماواته لكن لا نراه بالعين المجردة، إن هذه المنزلقات التي عادةً ما تراها لدى المؤلف تتعمّد وضع رموزٍ سلبية في نواحي الخيال، بينما يستطيع المُتخيّل أن يتجنّب ذلك وأن يكتب محاوراً حقيقيةً بالدليل الناصع لا التوهم والتشكيك.

فإذا ما سعت المبدئيـة بالتوسع في لعبتها المطاطية فإننا سنبقى بعيدين كُل البُعد عن محاورة ما يُلصق بالمخيلة من شذرات، وإننا بإمكاننا استبدالها لدى العقول القارئة لنُقدّس ساحة الخيال من انحرافاتها.

العدد 2911 - الأربعاء 25 أغسطس 2010م الموافق 15 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:54 م

      نشر القداسة

      عملية نشر القداسة، تفيد زيادة التقديس، فتترجم إلى عصمة الكثير من الأمور حتى الخيالية.. والحال لا قداسة إلا للقرآن الذي حفظه الله سبحانه وتعالى، ولا قداسة إلا لآل البيت (النبي وآله) الذين نص عليهم حديث الكساء وهم (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين)، وما نصت عليه الروايات الصحيحية الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش.. وهم أبناء الحسين التسعة، آخرهم المنتظر فقط. سفانة

اقرأ ايضاً