العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ

الصفار يدعو لتعزيز الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على دعاة الفتنة

صحيفة "الوطن" السعودية – 21 سبتمبر 2010 

تحديث: 12 مايو 2017

دعا رجل الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار إلى الاستفادة من المواقف الإيجابية التي تبناها رجال الدين والمثقفون الشيعة في المملكة ومنطقة الخليج العربي إزاء المتشدّدين العراقي مجتبى الشيرازي والكويتي ياسر الحبيب في قضية الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها.

وأشار الصفار في بيان تلقت "الوطن" نسخة منه إلى أهمية "البناء على ذلك في تعزيز الوحدة الإسلامية وتصليب الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على الأعداء والحاقدين الذين أرادوا إشعال الفتنة وبث الضغائن والأحقاد".

وقـال "ينبغي النظر بإيجابية وتقدير لمواقف الإدانة والشجب والاستنكار التي صدرت عن كثير من علماء ومثقفي الشيعة وخاصة في وطننـا الحبيب تجاه الإساءة إلى أم المؤمنين السيـدة عائشـة, حيث توالت بيانات وتصريحات العشرات من علماء الشيعة في القطيف والأحساء والدمام والخبر والمدينة المنورة, وكلها تتبرأ من ذلك الفعل المشين وممن قام به"، مؤكداً أن هذا هو "الاتجاه العام في المجتمع الشيعي الذي يتبنى الاعتدال ويرفض إثارة الخلافات, وتوجهات التشدد, والإساءة إلى الرموز الدينية والشخصيات الإسلامية المحترمة كصحابة الرسول، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وزوجاته الطاهرات، رضي الله عهنّ.

وعتب الصفار على بعض الجهات التي اتجهت "مع الأسف الشديد لاستغلال ما حدث في التحريض على الكراهية, ومواصلة الشحن الطائفي, وفرض مطالب على الشيعة بأن يقولوا كذا ويفعلوا كذا", واصفـاً ذلك بأنه "أسلوب استعلائي اتهامي, وكأن كل الشيعة وخاصة السعوديون منهم مسؤولون عن أي كلمة أو ممارسة يقوم بها متطرف شيعي في أي مكان من العالم".
وتساءل الصفار "هل يتحمل المسلمون مسؤولية أي عمل إرهابي ينسب لمسلم في العالم..؟ أو هل يتحمل أهل السنة كلهم مسؤولية أية فتوى تكفيرية للشيعة أو أي عمل إرهابي يستهدفهم في كل مكان..؟".


ودعا الصفار الجميع أن يسعوا إلى "صنع أجواء جديدة تكرس الاحترام المتبادل, وتقوّي المناعة في الساحة الوطنية والإسلامية ضد محاولات الفتنة والاختراق".

وطالما صدرت إساءات للشيعة من دعاة داخل المملكة فلم يكلف أحـد مـن هؤلاء الذين يطلبون من الشيعة ويطلبون, عناء الردّ على تلك الإساءات.
كما انتقد الصفار "بعض الدعاة الذين يرون التقريب بين المذاهب خرافة ووهماً, ويدعون إلى التعايش فقط", مضيفاً أن "التحريض على الكراهية, وتأييد الشحن الطائفي الذي تقوم به بعض الفضائيات, قد يحوّل التعايش أيضاً إلى وهم وخرافة لا سمح الله, كما حصل في بلدان أخرى, لأن الشحن الطائفي يدفع نحو ما لا تحمد عقباه".
وأوضح "إن التقريب إذا كان يعني التنازل عن القناعات المذهبية فهو بالفعل وهم وخرافة, لأنه ليس ممكناً أن تفرض على أحد أو تطلب من أحد التنازل عن شيء من قناعاته التي يؤمن ويعتقد بها، وإنما المقصود هو التعارف والتواصل والاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب, وذلك ما يحقق التعايش".

واختتم الصفـار بيانه بقوله "أجدد دعوتي وندائي إلى إخوتي العلماء والدعاة بأن ننطلق مما أعلنته بيانـات علماء الشيعة من رفض الإسـاءة لصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وزوجاته الطاهرات, لتأكيد رفض دعوات التكفير والتحريض الطائفي, تحقيقاً للأخوة الإسلامية, وحماية لوحدتنا الوطنية, وتعزيزاً للتعايش الإنساني".
 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 5:15 م

      نتمنى أن يكون هذا الرأي هو رأي جميع الأخوة الشيعة

      ومع كل الأمنيات الجميلة نتفاجأ في حياتنا اليومية بعكس ذلك ونجد بعض الإخوة الشيعة-وليسوا بالقليل-يغرسون في أبنائهم كراهية الصحابة وبعض أمهات المؤمنين حتى أن ذلك يتم حفظه في قصائد شعرية وقصص مروية للأطفال،،، ونسمع من الأطفال كلمات بريئة تفضح تلك التوجهات
      فلنتحد جميعا للم شملنا وتربية أطفالنا على المحبة واحترام الآخر
      والله من وراء القصد

    • زائر 17 | 1:29 م

      تصفية القلوب بعد تصفية المراجع

      كلام الأخ البارباري كلام جميل و منطقي . و لكن و مع الأسف كثير من الكتب و المراجع المهمه فيها كثير من اللغط مما يثير حفيظه الأخرين . فمن سيراجع هذه المصادر و يزيل كل ما يعكر صفو الأمة الأسلامية . تحياتي .

    • زائر 12 | 11:03 ص

      القطيف

      كم اتمنى من باقي العلماء ان يكونون بنفس المسؤليه ويفوتون الفرصه على شياطين الانس مثيرين الفتن بين ابناء الدين والوطن الواحد لك كل الحترام والتقدير ياشيخ حسن

    • زائر 11 | 10:51 ص

      أبو علي...

      في ميزان حسناتك يا شيخ حسن ...بارك الله فيك ومن عليك بالصحة والعافية والرأي السديد إنه سميع مجيب

    • زائر 5 | 8:01 ص

      البرباري .... ظاهرة ياسر الحبيب تحتاج منا الى وقفة تأمل ومصارحة

      فهي تثير سيلا من القضايا دات العلاقة بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر مهما بلغت من حدتها لما لها من اهمية لنهضة مجتمعنا العربي الاسلامي ، فهي من ناحية تنبهنا الى قضية الكيفية في قراءة التاريخ من اجل معرفة الحقيقة ، ومن ناحية اخرى تدعونا للتوقف عند مفهوم الرواية ومواطن الضعف والوهن فيها وهل تصلح لوحدها في كتابة التاريخ ، اضافتا الى ضرورة مناقشة المتناقضات بشفافية وتقبل الرأي الآخر بصدر واسع ومقارعة الحجة بالحجة بعيدا عن الاقصاء

    • زائر 4 | 7:51 ص

      نحن ندعو للوحدة بين الطوائف

      المفروض من كل الطوائف اذا رأت خطأ عند جماعتها ان يقومو بالرد عليهم وعدم الاساءه لاي أحد ولكن الموجود على ارض الواقع نريد من العقلاء ان لا يأججون الوضع وووو

    • زائر 2 | 6:40 ص

      سماحة الشــــيخ حســــن الصفار من رجال الدين المعتدلين

      ودأئما ما يدعوا الى الوحده والتقارب بين جميع المذاهب وخاصة بين الطائفتين الكريمتين
      بارك الله بك يا شيخ

    • زائر 1 | 6:16 ص

      بارك الله فيك وكثر من امثالك

      نتمنى ان يتم التقارب والتفاهم والاحترام لي مختلف طوائف المسليمن.

اقرأ ايضاً