العدد 2965 - الإثنين 18 أكتوبر 2010م الموافق 10 ذي القعدة 1431هـ

وزارة «العقوبات» الاجتماعية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

باختصارٍ شديدٍ... ماذا تريد «وزارة التنمية الاجتماعية» من إجراءاتها العقابية الأخيرة ضد الصناديق والمؤسسات الإسلامية الخيرية؟ ومن هم المتضرّرون من إجراءاتها العقابية الجماعية؟

قبل أربع سنوات، فوجئت الصناديق الخيرية ذات صباحٍ بتعميمٍ غريبٍ أرسلته الوزارة المذكورة عبر الفاكس، تشعرها فيه أنها لم تعد مؤسسات شرعية، وإذا أرادت أن تواصل عملها فعليها التحوّل إلى «جمعيات»! وظلت مجالس إدارات أكثر من ثمانين صندوقاً تضرب أخماساً في أسداس لمعرفة سر هذا الانقلاب الغريب! وتبيّن أن طاقم الوزيرة الجديد اكتشف نظرية تقول بأن الصناديق يجب ألا تبقى «صناديق»، وإنّما يجب أن تتحوّل إلى «جمعيات»! واحتاج الأمر إلى أربع سنواتٍ من المماطلات والتسويفات والنقاشات السفسطائية، حتى اضطر مجلس الوزراء إلى التدخل وإصدار أمرٍ بإنهاء هذا الجدل وحلّ عقدة التحويل بشكل سهل وميسّر.

قبل أربعة أسابيع، فوجئت عشرات الصناديق الخيرية بتعميمٍ مفاجئ أصدرته الوزارة المذكورة على المصارف المحلية، يقضي بتجميد حساباتها المصرفية.

القرار أقل ما يقال عنه كارثي وغير مسئول وينم عن ضعف الإحساس الاجتماعي. فمثل هذا القرار سيكون ضحاياه آلاف الأسر البحرينية ذات الدخل المحدود، التي يعيش أكثرها حول خط الفقر الذي تحاول الوزارة أن تنفي وجوده في البحرين.

الوزارة نفسها صنّفت هذه الصناديق في ثلاثة مستويات، حسب موازناتها السنوية التي يحددها ثقلها السكاني. أصغر صندوقٍ يخدم قريةً لا يزيد سكانها عن ألف نسمة، يساعد شهرياً مئة مواطن على أقل التقديرات. أما الصناديق الكبيرة (كالبلاد القديم والمحرّق والمنامة ومدينة حمد وسترة مثلاً)، فأنت أمام مئات الأسر، وآلاف الأفراد، في كل منطقةٍ ذات كثافة سكانية. والوضع لا يحتمل مثل هذه القرارات التي تخلق مزيداً من الأزمات الاجتماعية.

لكي نعرف مدى بشاعة هذا القرار، علينا أن نعرف ما تقوم به الصناديق الخيرية، من صرف معوناتٍ شهريةٍ للأسر المحتاجة، ومساعدات تعليمية، وشراء أجهزةٍ كهربائيةٍ كالمكيّفات والثلاجات للأسر التي أقعدها الزمن عن توفير هذه المستلزمات الضرورية. وهناك مبالغ أخرى تُصرف لترميم البيوت واستكمال مرافقها كبناءٍ مطبخ أو مرفق صحي أو ترميم سُلّم متهالك.

الصناديق الخيرية تقوم أيضاً بصرف مبالغ لتغطية علاج بعض المرضى، أو شراء نظّارات طبية، أو شراء أدوية غير متوافرة في صيدليات وزارة الصحة. وبعض الصناديق تقوم بدفع رسوم تسجيل الجامعة لطلبة الأسر الفقيرة، في سعي مشكورٍ لكسر حلقة الفقر، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.

مثل هذه الجهود الضخمة، التي يقف وراءها مئاتٌ من خيرة شباب ورجالات ونساء البحرين، كان من المفترض أن تلقى كل التأييد والمساندة والمؤازرة من وزارة التنمية، بدل وضع العراقيل أمامها.

مثل هذه التجارب الناضجة، كان حرياً بالوزارة أن تقدّمها للمحافل الدولية كواحدةٍ من التجارب التنموية الناجحة، القائمة على روح التكافل الاجتماعي، دون أن تكلّف الدولة فلساً واحداً من الموازنة العامة.

وزارة التنمية الاجتماعية تعاني من خلل إداري كبير، يرجع أساساً إلى خلفيات الطاقم الحاكم فيها، فلا يمكن إدارة وزارةٍ تتعامل مع مؤسسات المجتمع المدني على طريقة إدارة المدارس الابتدائية، فما هكذا تدار التنمية. ومعيبٌ بحق الوزارة أن تصرخ بعض مديراتها بوجه مراجعيها ممن كرّسوا أوقاتهم وجهودهم لخدمة المجتمع. وسياسة العقاب الجماعي من مخلّفات الإدارات الاسكولائية القديمة من عصور ما قبل أرسطو وأفلاطون.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2965 - الإثنين 18 أكتوبر 2010م الموافق 10 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 2:04 م

      من له حيلة فليحتال

      هولا يدفعون بالناس إلى العمل السري وإن كان عمل خير وتطوع. لأن النتيجة ستكون حتمية بالشكل المذكور لا محال. وعلى العقلاء التدخل إن كان هناك عاقل

    • زائر 34 | 1:21 م

      خوش اسم

      وزارة العقوبات الاجتماعية

    • زائر 31 | 10:31 ص

      ليس هالقرارات؟

      غريبة هالتصرفات، ما أرحمك وما اخلي رحمة السماء تنزل عليك!!! لمتى يفكرون بهذي الطريقة؟ ليش؟ ما ليه داعي الهتصرفات والقرارات الخاطئة التي تدل على سوء ادارة وتنظيم. ما اقول إلا الله يهديهم.

    • زائر 30 | 9:11 ص

      قل الحقيقة

      ماذا تعرف انت أو الوزيرة المحترمة عن المساعدات التي تقدم للفقراء إذا كنت تقصد الأكديب التي بثتها الجهة المعروفة ان صناديق أوجمعيات خيرية فمعروف كل نشاطاتها والله انها تقوم بدور الحكومة المقصرة والله عيب عيب عليكم طائفة متكتفة لكنكم تعملون في خنذق واحد

    • زائر 29 | 8:55 ص

      بحجت التنظيم والعالم الله ؟

      منذ ان انشئت الصناديق وهي تعمل علي مساعدة الفقراء في هذا البلد النفطي ! من مساعدات للعوائل الفقيره ومساعدات علاج ودفع رسوم الجامعات وزواج وووووو.... مما يرفع عن هولاء بعض مايعانون وايضا عن الدوله التي تخلة عن مسئوليتها ؟ فبدل ان تتلقى هذه الصناديق الدعم من وزارة العقاب الجماعي تلقى المحاصره والتضييق ! ياوزاره كوني عونا للفقراء بل ان تكوني فرعون . والله المستعان على هذه القوانين .....

    • زائر 27 | 7:36 ص

      كفاية تطفل

      خالد الشامخ يدعي ان اللي يعرفونه ما يعرفه السيد، ويدعي ان عند الوزاره معلومات تفيد بأساءة التصرف من البعض. واللي أعرفه ان السيد.. عضو مجلس ادارة الصندوق الخيري في منطقتهم منذ سنوات، وهو يعرف اللي ما تعرفه انت ولا غيرك. كفاية تطفل. وإذا كان فيه ناس يسيئون التصرف ويستخدمون الاموال في الانتخابات فهم أكيد يعرفونهم بالاسم واللازم يوقفونهم وما يعاقبون الجميع، لأن صناديقنا معرفوة ومعروف شنو تسوي بالضبط.وكفاية تطفل.

    • زائر 26 | 7:33 ص

      الوزارة تريد تطبيق قول المام علي (ع) : لو كان الفقر رجلا لقتلته

      والوزارة عندها فكرة جهنمية، فلكي نقتل الفقر علينا ببساطة أن نقتل الفقير وبذلك تنتهي المشكلة

    • زائر 25 | 7:01 ص

      بسنا فسسسسسسسسساااااااادددد

      بسنا فساد عاد والله العظيم ذبحتونا من هذا الخاق بسنا فساد ترى كثر التضييق يولد الانفجار بسنا فساد عاد والله العظيم بسنا فساد ويش هذي الديرة الي لا ترحم ولا تخلي رحمة الله تنزل على هذين الفقارة بسنا فسااااااااااااااااددد عاااااااااااااااااد والله بنموت من كثر هذا الفساد بسنا فساد عاد ذبحتونة بسنا فسااااد الله ياخذ الحق من الظالم بسنا فساد عاد حتى الفقارة المسحتين وقفتون معوناتهم والله بسكم عاد جوزو خافو ربكم وبسكم فسا وحنا بسنا فساد منكم عاد

    • زائر 24 | 6:38 ص

      خالد الشامخ : اللي يعرفونه ما تعرفه

      عند الوزاره معلومات تفيد بأساءة التصرف من البعض..روح أسألهم ....

    • زائر 23 | 6:14 ص

      في انتظار الفرج

      خلالالالالالالالالالالالالالاص كفانا ظلم واخبار حزينة

    • زائر 19 | 3:58 ص

      وزارة العقوبات الأجتماعيه بحق

      لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل !!!
      نفس التصرفات التعسفيه طالت الجمعيات المتخصصه برعاية الأيتام وخصوصا تلك اللتي تدعم غير يتامى البحرين كيتامى العراق مثلاً.
      الى متى هذا التخبط والى اين سيصل بنا الوضع !!

    • زائر 18 | 3:42 ص

      وزارة العقوبات الاجتماعية

      عجبني العنوان جدا جدا وفعلا هذا تعبير ادق فنحن لا نسمع صوت هذه الوزارة الا في مجال العقوبات

    • زائر 17 | 3:35 ص

      حسن الفردان

      ماهي الا جزء من تفيذ خطه مدرسة ياسيد .. واضح

    • زائر 15 | 2:48 ص

      هذا ما حدث بالضبط

      ما طرحته يا استاذ حدث مع بعض مسؤولي الصناديق الخيرية، إذ قامت احدى المديرات بالوزارة بالتعامل معهم بالصراخ وكأنها في روضة اطفال، اثناء مراجعاتهم الاخيرة. وإذا اردتم اية تفاصيل هؤلاء مستعدون، بل لديهم وثائق والمراسلات التي ارسلوها للوزارة ولم يتلقوا منها رداً على الاطلاق. شكرا لجهودك في الدفاع عن حقوق الفقراء.

    • زائر 14 | 2:06 ص

      نعم الكاتب

      بارك الله فيك ايها الكاتب المميز ،، كتبت ووفيت

    • زائر 13 | 1:54 ص

      أبويي ما يخاق إلا من أمي ؟؟؟

      إعذروا الوزارة فنحن في هذا البلد مساكين مغلوب على أمرنا ونخاف من غضب أمنا العوده أمريكا ,, نهتنا عن صرف النقود للناس إلاّ بمواصفاتها خوفاً من إن تتحول إلى إرهاب المجتمع الغربي فلا بد أن نسمع ونطيع ولو إضطهدنا شعوبنا ,, (ابويي ما يخاف إبا م أمي)

    • زائر 12 | 1:47 ص

      ببساطة دكتور جامعي

      بأختصار هل ينفع دكتور جامعي لم يتبوء في حياته اي منصب رئاسي لأن يصبح وزير بين ليلة وضحاها؟ الخبرة هي صك من احدى الجمعيات الأسلامية لذلك الوزير.. والبقية تأتي هي نقل ملف حقوق الأنسان لوزارة الهدم الأجتماعي..

    • زائر 10 | 12:48 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ؟ مازلت أعمل في الصندوق الخيري منذ سبع سنوات وما ذكره الكاتب هو عين الصواب والواقع والحقيقة.

    • زائر 9 | 12:44 ص

      لديكم متسولون ...

      احد المدرسين المعارين من مصر الحبيبة ام الدنيا اول ما وطئت قدماه الوطن وفي اول جمعة ذهب يصلي في الجامع مع المصلين وفي اليوم التالي حاء مدهوشا ومتذمرا ، ها مابك يا استاذ قال : انتم في دولة خليجية ولديكم متسولي على باب الجامع كيف يصير هذا ؟؟؟وهذا عل ما اذكر في الثمانينيات ، فكيف اليوم الحالة الاقتصادية العالمية منقلبة فوق تحت ، يا سيدنا يا وطني يا شريف تحب وطنك كثيرا وتغار عليه كأنه عرضك. رحم الله والديك ووالد والديك ويكون في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .

    • زائر 8 | 12:42 ص

      عنوان المقال اختصر المقال

      من يقرأ عنوان المقال يكفيه ذلك ، وسيعرف ماذا يحوي ، استاذ قاسم في وزارة التنية شلة من توجه واحد وفكر واحد لن يتغير شيء الا اذا تنوع الفكر ، والتعديل الوزاري الجديد ليس ببعيد نتمنى أن ينظر في موضوع تلك الوزارة ومن فيها .

    • زائر 7 | 12:39 ص

      الأم تيريزا من كالكوتا الهند.

      تلقت الأم تيريزا جوائز عديدة منها جائزة مؤسسة كينيدي الأميركية وجائزة ساندروا برتيني الإيطالية وجائزة نوبل للسلام السويدية. وفي حفل تسلمها جائزة نوبل للسلام عام 1979 حوّلت قيمة الجائزة إلى الفقراء وطلبت إلغاء حفل العشاء على شرفها وحوّلت تكلفته إلى الفقراء, وخاطبت السويديين] قائلة: "إذا سمعتم بامرأة تريد الإجهاض, أقنعوها بأن تحافظ على جنينها وعندما تولد أعطوني المولود, أنا سأحبه, سأرى فيه علامة محبة الله لنا". والأم تيريزا ليست مسلمة ولكنها إنسانة عرفت معنى الإنسانية. نبيل حبيب العابد

    • زائر 6 | 12:19 ص

      قلم حبر ..!

      في الصميم ..

    • زائر 5 | 12:10 ص

      اشياء مؤسفة يا وزارة.... ؟

      ما أكثر الاخبار المؤسفة في هالديرة ، وانا متاكد من أن إقبال الوزارة على مثل هذا العمل سيؤدي إلى الكثير من المشاكل ومنها السرقات بل وحتى الطلاق لانني أعرف الكثير من العوائل عندها مشاكل . ولكن لان الصندوق الخيري يساعدهم فهم صابروووون ، وقانعوووون .
      ((( ااااه يحفظ نعمة الصناديق من الزوال ))) .

    • زائر 4 | 12:04 ص

      ما خفي أعظم وادهى وامر ....

      الوزارة بدلا من ان تحارب الفقر تحارب الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة وتحارب معهم من يساعدهم ويعمل تطوعا من أجلهم كيف تجرأون على محاربة فقير ومنع اللقمة من ان تصل له الله الله في الفقراء انهم باب من ابواب رحمة المولى اتقوا الله العاقبة وخيمة والاخرة ليست ببعيدة والحساب عسير ....

    • زائر 2 | 11:17 م

      القضاء على الصناديق الخيرية

      الهدف ببساطة من كل هذه العقوبات والحرب على الصناديق من قبل وزارة التنمية هو لانهاء وجودها تماما لما تعكسه من حجم كارثي للفقر وللرقم المخيف للفقراء في البلد... وما يمثله ذلك من حرج كبير امام الراي العام الدولي الذي يقرأ كل يوم عن حجم هذه المشكلة في بلد يستقطب اعداد هائلة من الخارج يزاحمون اهله في رزقهم بدل ان تعمل على القضاء على هذه الكارئة.

    • زائر 1 | 11:09 م

      خفافيش

      لو سألت الوزيرة ما سبب هذه التصرفات لاجابت عملية تنظيمية هي تقوم بدورها كباقي الوزارات
      بتضييق الخناق للشرفاء السؤال الكبير {من المستفيد من تجميدحسابات تدعم فقراء؟؟ }
      ولمصلحة من تعملون ؟؟!!

اقرأ ايضاً