العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ

قصر قامته أثار غضبه... ساركوزي يرفض حراساً طوال القامة

قصار القامة قد يعانون من عقدة «نقص الرجولة»

«نعم أحبها وهي تبادلني العواطف، لكنني أشعر عندما أسير إلى جوارها أن المارة يصوبون نظراتهم إلينا. أحياناً أخالهم يسخرون منا وكأن كل ما يلفتهم نحونا هو فارق الطول بيننا الذي لا يتجاوز سبعة سنتيمترات، لكن هذا الفارق بات يؤرقني. فكرت في الطلاق، لكن تمسكها بي جعلني أتراجع عن أفكاري التي كادت تطيح بزواجنا».

هذه الواقعة تعبر عن حالة بعض الرجال الذين قد يرتبطون بالزواج أو بقصة حب بنساء يفقنهم في الطول. وهي حالات قد لا تعبر عن السواد الأعظم من الناس، وربما لا تمثل ظاهرة تستحق الدراسة، لكنها في النهاية حالات موجودة بالفعل، وقد تسبب الحرج لأصحابها.

ولعل أشهر نموذج يجسدها حالياً هو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته العارضة السابقة، كارلا بروني، وقبلها زوجته السابقة سيسيليا، فضلاً عن النجم العالمي توم كروز الذي ارتبط لفترة بالنجمة الأسترالية نيكول كيدمان، التي كانت تفوقه في الطول بنحو عشرة سنتيمترات، ليكون الطلاق خاتمة المطاف.

ولعل أغلبنا يتذكر مقولتها الشهيرة بعد إعلان الطلاق أنها أخيراً ستتمكن من ارتداء أحذية بكعوب عالية، في إشارة إلى أنها حرمت من هذه الموضة خلال فترة زواجها. غير أن هذا لم يمنع توم كروز من الزواج من امرأة طويلة هي كايتي هولمز.

ويحاول ساركوزي نتيجة قصر قامته تجنب جميع المواقف التي من الممكن أن تظهر ذلك، كما أنه شديد الحساسية بشأن طوله الذي يُعتقد أنه يبلغ 165 سنتمتراً.

وقد التقطت له صورة ذات مرة وهو يرتدي حذاءً بكعب عالٍ، وشوهد في مناسبات أُخرى وهو يلقي خطباً من على منصات مخفية وراء المنابر، وذلك لإظهاره بأنه طويل القامة.

واعتقد ساركوزي أن صعوده للصندوق الصغير، كان كافياً لإخفاء الإحراج الذي تسبب به الظهور المتكرر له أمام عدسات المصورين إلى جوار زوجته الإيطالية كارلا بروني والرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل، والذين بدا ساركوزي الأقصر بينهم جميعاً، فيما سبب حرجاً بالغاً له، وكشف عن العقدة التي تحكم الرجل الأول في فرنسا.

لقد خاطر ساركوزي عندما اختار الوقوف فوق الصندوق الصغير خلف منصة نورماندي، بأن يخطف له مصورو الفضائح اللقطات الأشهر له، وهو يخفي «عقدة» النقص التي يشعر بها تجاه قصره، وخاصة عند وقوفه بجوار الأكثر طولاً، وعلى رأسهم أوباما الذي يبلغ طوله 185 سنتيمترا، ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي يبلغ طوله 180 سنتيمترا، لكن قرر الرئيس الفرنسي أن يدفع ثمن عقدته، حتى لو كانت النتيجة هي فضيحته أمام الشعب الفرنسي، الذي يقبل أن يحكمه رئيس «قصير»، لكنه لا يقبل أبدا أن يحكمه رئيس مهزوز، حتى لو بدا لهم أن الرجولة الفرنسية ضعيفة وهشة أمام الفحولة الأميركية والبريطانية.

وقد سئم ساركوزي من رجال الحرس الجمهوري كونهم يتميزون بطول القامة، ويظهرون قصر قامته في المناسبات العامة.

كما ان زوجته عارضة الأزياء السابقة كارلا بروني لا ترتدي مطلقاً الأحذية ذات الكعب العالي في المناسبات العامة، تجنباً لإحراج زوجها قصير القامة!

الخبراء النفسيون في دراساتهم يؤكدون أن مشاعر الإعجاب والحب لا علاقة لها بالطول والقصر، وأن أجمل الجميلات قد يرتبطن بأزواج لا يتمتعون بالوسامة، و»أن يكون الرجل أقصر من زوجته حتى ولو ببضعة سنتيمترات قليلة، فتلك مسألة قد يرفضها المجتمع الذي يعتمد على مفهوم تفوق الرجل في كل شيء، القوة والسيطرة والقوامة والطول أيضاً.

وتزداد المشكلة لدى بعض الرجال إذا كانت زوجاتهم يتمتعن بدرجة عالية من الجمال اللافت للأنظار، فإذا لم يكن الزوج شديد الثقة بنفسه، ومقدراً لإمكاناته وحب زوجته له، فإن الأمر قد يسبب له بعض الأرق أو الحرج من الخروج معها في مناسبات عامة، مع أن لا علاقة للمشاعر العاطفية بالطول أو القصر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض التجارب التي قد يمر بها هؤلاء الرجال من رفض نساء الارتباط بهم بسبب فارق الطول، قد يسبب لهم بعض الحرج من الارتباط بامرأة طويلة، حيث تصر بعض النساء على صورة فارس الأحلام الممشوق القامة». لكن هناك نماذج كثيرة لرجال حرموا نعمة طول القامة، لكن قاماتهم المعنوية حققت لهم المقام والمكانة، واحتلوا مناصب مميزة في العلم والسياسة.

وفي دراسة أخرى في عالم الرجال لقصار القامة، هي الظاهرة المعروفة باسم «عقدة نابليون»، والتي كشفها عالم النفس «ألفريد إدلر»، في تحليله لشخصية نابليون بونابرت سواء العسكرية، التي تميزت بالعنف، أو العاطفية، التي تميزت بالرقة تجاه محبوبته «جوزفين»، والتي كانت أيضا أطول منه قامة، وهنا تظهر شخصيات أخرى تتميز بقصر القامة، منها ستالين الذي كان طوله 163 سنتيمتراً، وهتلر وموسوليني، ورغم تميز معظم هذه الشخصيات بالعنف الشديد، إلا أن الباحث الهولندي حاول تفنيد نظرية إدلر، التي تربط بين العنف وقصر القامة، وذلك بأن عرض نماذج أخرى لشخصيات قصيرة القامة، مثل خورشوف وغاندي، البالغ طولهما 160 سنتيمترا، ورغم ذلك فإن تاريخهما غير معروف بالعنف.

وكان عالم النفس الأميركي «جون جيمس» قد أصدر كتاباً في العام 1984 بعنوان «صغير جداً... طويل جدا»، حيث أظهر الكتاب أنه طوال تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، منذ العام 1904 إلى 1984، أنه لا يوجد دليل واحد على تأثير طول القامة سياسياً في السياسة، ولكنه أشار إلى أن التأثير الحقيقي يكون في إدارة الانتخابات نفسها، حيث بذل مساعدو جيمي كارتر، الذي يبلغ طوله 175 سنتيمترا كل ما في وسعهم، حتى لا يتم التقاط صورة له مع الرئيس الأميركي «فورد»، الذي كان يفوقه في الطول بـ 10 سنتيمترات.

وهناك بعض المشاهير قصار القامة يلجأون لارتداء الكعب العالي لإخفاء طولهم الحقيقي مثل المغني البريطاني كليف ريتشارد الذي اعترف بارتداء حذاء ذي كعب مرتفع أثناء أدائه لبعض الفقرات الغنائية حتى لا يبدو أقصر من الراقصين، وكذلك فعل مغني فريق رولينغ ستون ميك جاجر الذي ارتدى حذاء نايكي عالياً أثناء إحدى الحفلات في هوليوود وذلك حتى لا يظهر أقصر من صديقته.

وفي مقارنة بين أطول الرؤساء والزعماء يظهر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف كصاحب أقصر قامة حيث يبلغ طوله 1,63 متر، يليه ساركوزي وطوله 1,65 متر، ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني يبدو أطول قليلا من ساركوزي فيبلغ طوله 1,65 متر، ثم يأتي رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بطول يبلغ 1,80 متر، وأخيرا باراك أوباما الأطول قامة 1,85 متر.

وفي عالم السينما لا يعاني الممثلون من قصر قامتهم لأن الكاميرا تتكفل بتعويض ذلك فمن شاهد فيلم توب للممثل الأميركي توم كروز لا يمكنه ملاحظة فارق الطول بين كروز والممثلة كيلي ماغيليس التي تفوقه طولا، ولكن الكاميرا لا تسعف كروز خلال حياته اليومية فهو متزوج من طويلة القامة كيتي هولمز وهو فرق يظهر واضحا في الصور التي تجمعهما.

العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً