العدد 2991 - السبت 13 نوفمبر 2010م الموافق 07 ذي الحجة 1431هـ

أطفال السكري ينتظرون إنشاء وحدة جديدة لعلاجهم في «السلمانية»

في اليوم العالمي لمكافحته الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام...

ممرضة تُعلم طفلة مصابة بالسكري كيفية قياس السكر في الدم
ممرضة تُعلم طفلة مصابة بالسكري كيفية قياس السكر في الدم

الوسط - علياء علي، محمد باقر أوال 

13 نوفمبر 2010

ينتظر ألف طفل مصاب بالسكري في البحرين إنشاء وحدة جديدة لعلاج سكري الأطفال في مجمع السلمانية الطبي بحيث تضم كافة المرافق والتجهيزات المطلوبة.

وتزداد أهمية وجود هذه الوحدة في ظل ازدياد الإصابة بالسكري بين الأطفال سنوياً في البحرين التي تعتبر الرابعة على مستوى العالم في الإصابة بهذا المرض بعد كل من الإمارات والسعودية.

في غضون ذلك، يحتفل العالم اليوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني باليوم العالمي للسكري الذي كشف العام الماضي عن تسجيل67 إصابة جديدة به بين الأطفال بمعدل 23 حالة لكل 100 ألف من سكان العالم. من جهته، أكد استشاري أمراض الأطفال والسكري وهرمونات الأطفال منصور رجب، أن الفريق المتكامل لعلاج أطفال السكري في وحدة علاجهم في السلمانية تمكن من خفض معدل إدخالهم إلى المستشفى من 10 إلى 3 أيام فقط».

إلى ذلك، كشف رئيس وحدة الأوعية الدموية بمجمع السلمانية صادق عبدالله لـ «الوسط» أن نحو 15 في المئة من مرضى السكري معرضون لبتر الأطراف على اختلاف نوع البتر، وأشار إلى أن النسبة انخفضت خلال العامين الماضيين.

على سياق متصل، دعت المحاضرة في التمريض في الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا - جامعة البحرين الطبية دانة أحمد سميث الجهات الرسمية إلى تبني مشروع إقامة مركز لتدريب الكوادر الصحية وإقامة البحوث على مستوى وطني في مجال السكري.


محاضرة التمريض بجامعة البحرين الطبية دانة سميث لـ «الوسط»:

إنشاء مركز وطني للتدريب والبحوث عن «السُكري» سيُحسن مخرجات العلاج

البسيتين - علياء علي

دعت المحاضرة في التمريض في الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا – جامعة البحرين الطبية دانة أحمد سميث الجهات الرسمية إلى تبني مشروع إقامة مركز لتدريب الكوادر الصحية وإقامة البحوث على مستوى وطني في مجال الوقاية من السكري وعلاج السكري بشتى أنواعه وإيجاد السبل والحلول لتحسين مخرجات العلاج.

وأكدت سميث أهمية الاستفادة من تجربة فريق الرعاية الصحية لأمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال في مجمع السلمانية الطبي الذي بدأ أواخر العام 2006 واستمرت بنجاح حتى الآن. كما أشارت إلى ضرورة تعميم هذه الخدمات للفئات العمرية الأخرى كالناشئة والبالغين وذلك في جميع المنشآت الصحية في مملكة البحرين وربطها بشبكة عيادات السكري في جميع المراكز الصحية في البلاد.

وعن ذلك وغيره كان لنا معها هذا اللقاء:

ما هو حجم الإصابة بسكري النوع الأول؟

- عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ويُقدر عدد المصابين بالسكري من النوع الأول في البحرين بأنه يفوق الألف طفل، ولاحظنا أن هناك ازدياداً في حالات الإصابة المتأخرة لسكري النوع الأول لدى البالغين في المرحلة العمرية من 18 إلى 30 عاماً.

وخلال السنوات العشر الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من نحو 18 حالة سنوياً في العام 1997 إلى 67 حالة سنوياً في العام الماضي، وهذه الأرقام تتماشى مع الزيادة في عدد السكان في المملكة.

ما مصادر هذه الإحصاءات؟

- الإحصائيات المتوافرة في البحرين عن سكري النوع الأول غير دقيقة بسبب عدم وجود سجل وطني للسكري في المملكة، والإحصاءات التي سنتحدث عنها خلال اللقاء مبنية على أساس سجلات قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي فقط.

ماذا عن سكري النوع الثاني؟

- أجرت الفيدرالية الدولية للسكري دراسات في المنطقة عن الإصابة بسكري من النوع الثاني ووجدت أن 5 من دول مجالس التعاون الخليجي تعاني من أعلى النسب للمصابين بالمرض. وتحتل البحرين المركز الخامس في العالم في نسبة المصابين بسكري النوع الثاني والتي بلغت 15.4 في المئة في الفئة العمرية ما بين 20 و79 عاماً، ومن المتوقع زيادة في الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأطفال بسبب السمنة والعوامل الوراثية وسوء العادات الصحية.

حدثينا عن دورك في تأسيس مشروع إنشاء فريق متكامل لعلاج الأطفال المُصابين بالسكري في مجمع السلمانية الطبي؟

- لقد عملت في قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي طوال سبع سنوات، وأعمل حالياً كمحاضرة في مدرسة التمريض بالكلية الملكية للجراحين – جامعة البحرين الطبية منذ عامين، وكوني متخصصة في مجال المزاولة المتقدمة للأطفال ذوي الحالات الحادة والمزمنة، قمت بطرح مشروع لتشكيل فريق الرعاية الصحية لأمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال في أواخر العام 2006 والذي حقق نجاحاً كبيراً. ومازلت أُتابع المشروع مع أفراد الفريق. وأود هنا أن أشيد بمجهود الفريق على استمرارية نجاحه إلى يومنا هذا.

ما هي أهداف المشروع التي حققتموها طوال أربع سنوات؟

- تتلخص أهداف المشروع في تطوير الخدمات الصحية ذات الجودة العالية بأقل كلفة، وإنشاء فريق صحي متكامل ويتكون من عدة تخصصات للعناية بالأطفال المصابين بالسكري، لتقديم خدمات الرعاية الشاملة والمستمرة، بالإضافة إلى تطوير عيادة تمريضية ومركز للاتصالات والمتابعة للأطفال المصابين بالسكري، وتطوير الأنظمة وإعداد وسائل ومواد تثقيفية صحية لزيادة الوعي عن كيفية العناية الذاتية بالسكري.

كما نقدم ورش عمل بالتعاون مع خدمات الصحة المدرسية إلى جميع المدارس ابتداءً منذ العام 2007 والذي نأمل أن يستمر سنوياً.

كما يهدف المشروع إلى تحسين سبل التعاون بين أعضاء الفريق والخدمات الصحية الأخرى في مجمع السلمانية والمجتمع، وتقليص من فترة بقاء المرضى حديثي الإصابة بالسكري في المستشفى من 6 إلى 13 يوماً أي ما متوسطه 7.5 أيام إلى 0-6 يوماً ومتوسطها 3.5 أيام، علماً بأنه قد تم تقديم الرعاية اللازمة لبعض الأطفال حديثي التشخيص من خلال العيادة الخارجية من دون الحاجة إلى إدخالهم إلى المستشفى.

ويتم تزويد الطفل المريض وأهله بكل ما يحتاجه وأهله من إرشادات للعناية الذاتية في المنزل من خلال خطة علاجية متكاملة للمريض منذ أن يدخل إلى المستشفى عبر الطوارئ إلى أن يُشخص ومن ثم يُعالج، ومن سن ست سنوات يُعلم الطفل كيف يُجري تحليل السُكري لنفسه، ومن سن تسع سنوات نبدأ بتعليم الطفل أخذ إبرة الأنسولين بنفسه، ويتم تنسيق الخطة العلاجية للطفل مع الممرضة المسئولة عن الحالة بالتعاون مع جميع أعضاء فريق الرعاية الصحية لأمراض الغدد الصماء والسكري.

ولا ننسى الأهداف الأخرى المتمثلة في تقليل الضغط على شغل الأسرة في قسم الأطفال عن طريق تقليل إعادة دخول الطفل للمستشفى بعد التشخيص بسبب التحمض الكيتوني أو الهبوط الشديد لدرجة الإغماء أو التشنج أو عدم الالتزام بالعلاج علماً بأن الفريق المُعالج يقوم حالياً بعلاج التحمض الكيتوني البسيط أو الهبوط الشديد في المنزل بأمان، وبمساندة الممرضة المناوبة وإشراف الطبيب الاستشاري.

وأحد الأهداف المهمة أيضاً في هذا الجانب لتفعيل استراتيجيات وزارة الصحة في تحسين مخرجات الرعاية الصحية على المدى القريب والبعيد (Improving Short & Long term Health Care Outcomes) بحيث تشير الإحصاءات المبدئية إلى تحسين ملحوظ في مخرجات العلاج وهو ما يتضح من خلال تقبل أفضل من الطفل والأسرة للمرض والالتزام بالعلاج، والتحسن الملحوظ في معدل ترسب سكر الدم (HbA1c) إلى أقل من 7 في المئة، وعدم ظهور التكتلات الشحمية في مواقع الحقن في 98 في المئة من المرضى الذين تم تعليمهم على نظام تغير مواقع الحقن.

ومن المتوقع أن تُثبت الدراسات خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة نتائج إيجابية نتيجة تطبيق هذا النظام المبني على البراهين العلمية والمعايير العالمية في تجنب المضاعفات الجانبية لمرض السكري.

إلى أي مدى تم خفض إدخال الأطفال المصابين بالسكري إلى المستشفى؟

- كانت الحالات التي تمت إعادة إدخالها المستشفى بعد التشخيص قبل العام 2007 نحو 3 إلى 4 مرضى شهرياً وانخفضت بعد ذلك إلى نحو مريض واحد في الشهر.

وما هي الآثار الأخرى لتطبيق هذا المشروع على نمط حياة هؤلاء الأطفال؟

- وجدنا أن تطبيق هذا المشروع على أطفال السكري أدى إلى قلة تغيبهم عن المدرسة بسبب السكري، وندرة إعادة دخول الطفل إلى المستشفى بعد التشخيص بسبب التحمض الكيتوني أو الهبوط الشديد لدرجة الإغماء أو التشنج أو عدم الالتزام بالعلاج، كما أدى إلى تحسين جودة الحياة لدى الطفل والأسرة، بتوفير أدوات وحقن حديثة سهلة الاستخدام ولا تسبب ألماً لفحص السكر وأخذ جرعة الأنسولين.

أصبحت هناك مرونة أكثر في نظام العلاج وحرية في اختيار الطعام وتناول المواد التي تحتوي على الكربوهيدرات (عن طريق نظام حساب الكربوهيدرات) وتغيير جرعة الأنسولين بناءً على ذلك، وإمكانية صيام شهر رمضان بأمان تحت إشراف الفريق.

حدثينا عن أسباب الإصابة بنوعي السكري الأول والثاني؟

- بالنسبة للنوع الأول من السكري يكمن سبب الإصابة في خلل في الجهاز المناعي إذ يُهاجم الجسم البنكرياس ويفقد قدرته على إنتاج الأنسولين وهو هرمون يحتاجه الجسم لتنظيم مستوى السكر في الدم.

سكري النوع الأول يحدث بصورة مفاجئة، يُهاجم الجسم نفسه وتظهر الأعراض بشكل مفاجئ وسريع حيث يفقد الجسم قدرته على إنتاج الأنسولين بسرعة ولكن إذا تم الالتزام بالعلاج فإن نسبة ظهور مضاعفات السكري مثل مشاكل الكلى والعين تنخفض بشكل كبير.

أما سكري النوع الثاني فتنجم الإصابة عنه بسبب العوامل الوراثية وتكون قوية إذ تزيد النسب عند إصابة الأبوين كما أن الإصابة بالسمنة تعتبر أحد العوامل الأساسية للإصابة بالمرض، بالإضافة إلى سوء الأنماط الصحية الحياتية، في السابق كان يعتقد أن النوع الأول يختص بالأطفال والنوع الثاني يختص بالكبار، وذلك غير صحيح حالياً لأن نسبة الأطفال المصابين والناشئة والبالغين أيضاً ازدادت مؤخراً في كلا النوعين.

ما هي أعراض الإصابة بالسكري عند الأطفال؟

- انخفاض الوزن وعدم القدرة على التركيز وكثرة التبول وشرب الماء كل هذه مؤشرات قوية تدلل على إصابة الطفل بالسكري، وإذا كان معدل السكر في الفحص أكثر من 7 ملمول وهو صائم أو أكثر من 11 ملمول وهو غير صائم معناه أن الطفل مصاب بالسكري.

ما مدى صحة تسمية الناس لنوعي السكري بسكري الدم وسكري البول؟

- التسميات الشائعة بين الناس لنوعي السكري وهي تسميات خاطئة، إذ يُسمي البعض سكري النوع الأول بأنه سكري الدم و أنه النوع الخطير من المرض، كما يعتقدون أيضاً أن سكري النوع الثاني هو سكري البول وأنه نوع أبسط، و لكن الصحيح هو أنه في جميع أنواع السكري عندما يزداد معدل السكر في الدم فوق الطبيعي فإن الجسم يقوم بالتخلص منه عن طريق البول. وتكمن الخطورة في تجاهل أعراض المرض وعدم الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الاختصاصين الصحيين.

من أكبر الاعتقادات الخاطئة عن سكري النوع الثاني أن الإصابة به أقل شدة من النوع الأول لأنه يعتمد على دواء على شكل حبوب وذلك غير صحيح لأن السكري من النوع الثاني قد يحتاج علاجه إلى الأنسولين، وخاصة في الحالات المتأخرة للمرض عندما يقل إنتاج الجسم الداخلي للأنسولين بسبب الكبر في السن أو السمنة ومقاومة الأنسولين. لأن الكثيرين لديهم وصمة للمرض وذلك ما يجعل المريض لا يتقبل بسرعة مرضه ما يؤخر بدئه في العلاج ظناً منه أن تحسين نمط حياته وغذائه كافٍ لمواجهة المرض ما يعرضه للإصابة بمضاعفات السكري.

السكري من النوع الثاني يبدأ وكأنه مرض كامن. لأنه في المراحل الأولى للمرض يكون هناك إنتاج جيد للأنسولين فلذلك ظهور الأعراض الشائعة للسكري تكون متأخرة. عندما تظهر أعراض سكري النوع الثاني مثل كثرة شرب الماء وكثرة التبول وارتفاع سكر الدم فهذه تعتبر حالة متأخرة من المرض وغالباً ما تكون المضاعفات قد بدأت تؤثر على العين والكلى ولكن هذه الفترة تختلف من شخص لآخر، وما يجدر التأكيد عليه في هذا السياق هو أن المريض يجب أن يبدأ في العلاج منذ تشخيصه لأن المرض قد بدأ في التأثير على الجسم ويجب تدارك الأمر بأسرع وقت ممكن.

ما هو دور الجامعة في تطوير الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بمرض السكري؟

- تتعاون الجامعة مع الجهات الرسمية والخاصة التي تقوم بتقديم خدمات صحية للأطفال المصابين بالسكري، وعلى رغم عملي محاضرة في الجامعة مازلت أتابع المشروع الذي بدأته في مجمع السلمانية مع الفريق هناك.

كما تقوم الجامعة بنشر البحوث التعليمية في هذا المجال، والتي كان من بينها نشر بحث علمي للبروفيسور ديفيد وتفورد وطالبة الطب عبير خلف عن استخدام العلاج البديل من قبل مرضى السكري من النوع الثاني في البحرين، بالإضافة إلى تقديم أوراق علمية في المؤتمرات في البحرين وخارجها من قبل الأكاديميين المتخصصين في هذا المجال.

الجامعة حريصة على تقديم الخدمات المجتمعية من خلال المشاركة الفعالة في تقديم الخدمات الصحية المجتمعية للأطفال المصابين بالسكري من خلال عدة برامج ومشاريع أبرزها المشاركة مع جمعية البحرين لرعاية مرضى السكري في أنشطتها للاحتفال بيوم السكري العالمي، والتعاون معها في تنظيم المخيم السنوي للأطفال المصابين بالسكري، وتدريب الممرضين المؤهلين وطلبة التمريض المتطوعين للمشاركة في هذه البرامج من خلال إعداد وتقديم ورش عمل تدريبية لإعدادهم للمشاركة في المخيم السنوي لأطفال السكري»شروق»، والجامعة شاركت في هذا المشروع منذ 3 سنوات.

يشار إلى أن هذا المشروع كان له مردود إيجابي كبير على الطلبة المشاركين من حيث توعيتهم بالطرق والأساليب المتبعة للعناية بالأطفال المصابين بالسكري في المجتمع. ولقد أشاد الطلبة بأهمية هذه التجربة في إثراء خبرتهم ومعرفتهم في هذا المجال حيث وصف بعضهم هذه التجربة بأنها كانت نقطة تحول في حياتهم المهنية وسيكون لها تأثير كبير في خياراتهم المستقبلية في مزاولة مهنة التمريض.

لك مساهمات شخصية في توعية وإرشاد المصابين حديثاً بالسكري، ما أبرز التجارب التي أثرت فيك؟

- زرت مؤخراً عائلة بها أب مصاب بالسكري من النوع الثاني، وقمت بشرح تفاصيل العلاج وما يتعلق بالمرض وحيثياته وكان جميع أهل المريض موجودين خلال اللقاء.

ولاحظت أن أغلبية أفراد هذه الأسرة كانوا يعانون من السمنة، وهناك معلومة مهمة هي أن المريض عندما يكون سميناً قد يظهر خلف رقبته تغير في لون الجلد على شكل خطوط بنية غامقة تميل إلى السواد تعرف بالشواك الأسود (Acanthosis Nigricans) وهي بسبب إفراز الجسم كميات كبيرة من الأنسولين وهي مؤشر على زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم.

لقد وجدت خلال فحص أفراد الأسرة أن الأفراد السمينين منهم لديهم الشواك الأسود خلف الرقبة فوجهتهم إلى ضرورة مراجعة المركز الصحي لفحص السكري والدهون والضغط، وبعد الفحص وجد الأطباء أن ثلاثة من أخوات وأخ المريض يعانون من ضغط وسكر مرتفعين، بالإضافة إلى الدهون المرتفعة، أما الطفل ذو الثماني سنوات فقد كانت لديه مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، ما يعني ضرورة البدء بالعلاج الوقائي وتغير أنماط حياة أفراد هذه العائلة.

إن الكثير من الناس يعانون من السكري أو قد يكونون معرضين للإصابة به ولكن لا يعلمون بالأمر. وما يجب على الجميع معرفته هو أن إصابة الأقارب من الدرجة الأولى (الوالدين) أو الثانية (مثل العم و الخال) بالسكري معناه أن الأبناء معرضون إلى الإصابة بدرجة كبيرة جداً بالسكري من النوع الثاني. لذلك يجب البدء بأخذ الخطوات اللازمة لتجنب المرض فوراً مثل ممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي و متوازن.

لو انتقلنا للحديث عن بتر الأطراف، باعتقادك ما هي أسباب وصول مريض السكري إلى هذه المرحلة المتقدمة؟

- في البداية يجب التأكيد على أهمية الاستمرار في العلاج بانتظام حيث يساهم ذلك إلى حد كبير في تقليل نسبة حدوث مضاعفات خطيرة مثل بتر الأطراف. كما يلاحظ أن بعض من ظهرت لديهم مؤشرات المرض يرفضون أخذ العلاج ويدخلون في صدمة ولا يتجاوزونها إذ لا يتقبلون المرض بالتالي لا يبدأون في العلاج، ومن المهم جداً أن يتم التوضيح للمريض أنه يجب أن يبدأ العلاج فوراً ويواظب عليه، بالإضافة إلى تغييره لنمط حياته وهو ما يؤدي في مجمله إلى تحسن صحته، وبعض المرضى الجدد يعتقدون أن مجرد تغيير نمط الحياة كافٍ من دون أخذ الدواء وذلك غير كافٍ بطبيعة الحال.

أي من نوعي السكري يؤدي إلى بتر الأطراف وفي أية مرحلة؟

- المصاب بمرض السكري قد يُصاب ببتر الأطراف إذا كان السكري غير منتظم عنده لسنوات بحيث يكون معدل السكري التراكمي أكثر من 7 في المئة، وهذا الفحص يُجرى كل ثلاثة أشهر، ومع الأسف هناك مرضى لا يعلمون بأهمية هذا الفحص.

وبهذا الصدد نحن نؤكد على مرضى السكري دائماً أن هذا الفحص هو أهم شيء في الحياة بعد الصلاة.

إن ارتفاع السكري لمدة طويلة ومع التقدم في السن تقل فعالية الدورة الدموية ويزداد ذلك مع الإصابة بتصلب الشرايين أو انسدادها بسبب الدهون أو الكولسترول، واجتماع كل هذه العوامل يؤدي إلى عدم التئام الجروح والالتهابات في أطراف الجسم والتي لا يشعر بها المريض بسبب ضعف نهايات الأعصاب وتلفها بسبب ارتفاع السكري، ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى البتر. لذا فإنه من الضروري تقديم الإرشادات اللازمة لمريض السكري للعناية بالقدمين لتجنب هذا الأمر.

هل تعتقدين أن الخدمات المقدمة لمرضى السكري حالياً متكاملة؟

- على رغم وجود بعض الخدمات المتفرقة للعناية بمرضى السكري، إلا أنه وللأسف الشديد لا توجد حالياً خدمات متكاملة ومترابطة لهذه الفئة من المرضى في البحرين.

كما توجد هناك نواقص أخرى مثل عدم وجود اختصاصي نفسي لمُساعدة مرضى السكري على تقبل مرضهم والتعايش معه، بالإضافة إلى عدم وجود فريق صحي متكامل للعناية بمرضى السكري من فئة الناشئة والحوامل وكبار السن.

ماذا عن إمكانية الوقاية من الإصابة بالسكري؟

- لقد أظهرت دراسات عالمية أن بعض الدول الأجنبية تزداد في مناطقها الإصابة بسكري النوع الثاني بعد ازدياد فروع محلات الوجبات السريعة فيها، ومن الضروري التأكيد على الانتباه إلى تعليم الطفل العادات الغذائية الصحيحة منذ الصغر.

- بالنسبة لسكري النوع الثاني فهناك فرصة لتجنب الإصابة به بشرط أن يكون لدى الإنسان وعي بأن السمنة وسوء النظام الغذائي وقلة الحركة هي الأسباب الأساسية في الإصابة بهذا المرض، فلماذا ينتظر الناس إصابتهم به؟


مركز الخليج التخصصي يفحص 115 مشاركاً بيوم السكر العالمي

 

المنامة - مركز الخليج التخصصي للسكر

أجري مركز الخليج التخصصي للسكر فحصاً طبياً مجانياً لنحو 115 مشاركاً باحتفالات مملكة البحرين بيوم السكر العالمي التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع جمعية السكر البحرينية ومجموعة الراشد تحت شعار «اهزم مرض السكر».

وقام الطاقم الطبي العامل بالمركز، على هامش مشاركته بالفعالية، بإجراء الفحوصات الطبية للمشاركين للتأكد من عدم إصابتهم بمرض السكري وقياس نسبته في الدم، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم.

يذكر أن إدارة مركز الخليج التخصصي للسكر تحرص على المشاركة بكل الفعاليات المجتمعية لإيصال رسالتها الطبية والتوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع البحريني وتعريفه بأمراض السكري ومخاطره وطرق علاجه.


رئيس وحدة الأوعية الدموية صادق عبد الله لـ «الوسط»:

من مرضى السكري معرضون لبتر الأطراف... و70 من حالات الفشل الكلوي سببها المرض

الوسط - علياء علي

كشف رئيس وحدة الأوعية الدموية بمجمع السلمانية الطبي صادق عبدالله أن نحو 15 في المئة من مرضى السكري معرضون لبتر الأطراف، سواء كان البتر صغيراً لإصبع مثلاً أو كبيراً لرجل، كما أنه مازال أكثر من 65 إلى 70 في المئة من الإصابات بالفشل الكلوي نجمت عن مضاعفات السكري.

وأضاف عبد الله أن «أكثر من 20 في المئة من مرضى السكري معرضون خلال فترة حياتهم للإصابة بتقرحات السكري التي تعتبر أهم سبب من أسباب الإصابة ببتر الأطراف».

وأوضح أن «نسبة بتر الأطراف انخفضت في البحرين عموماً ومجمع السلمانية الطبي خصوصاً والذي انخفضت فيه نسبة البتر إلى أكثر من 35 في المئة خلال العامين الماضيين بسبب تقدم العلاج في جناح (11) للأوعية الدموية ووجود عيادة متخصصة للأقدام السكرية في المجمع ورفدها بعلاجات متقدمة».
وأضاف أن «وجود فريق متكامل من الاختصاصيين من استشاريي الأوعية الدموية والتجميل والعظام والطاقم التمريضي المتخصص ما نتج عنه التقليل الواضح في نسبة حالات البتر الكبيرة، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في وعي المرضى خلال السنوات الخمس الأخيرة».
وواصل «مازالت هناك حالات تأتي متأخرة وبالتالي تحتاج إلى بتر وخاصة إذا كانت هناك أجزاء ميتة في الجسم «الغرغرينا» والتي تحتاج إلى بتر، ولكن عامة هناك تحسناً في انخفاض نسبة البتر في البحرين».
واستطرد «عامة هناك الكثير من الدول التي حققت نجاحات في تقليل نسبة بتر الأطراف في أوروبا مثل سويسرا وألمانيا وذلك يُعزا إلى عوامل كثيرة من بينها وجود علاجات متقدمة والتزام المرضى الكبير بالعلاج، ووجود الوعي المتقدم بطريقة العلاج وخاصة أنه يستغرق وقتاً طويلاً وكلها عوامل تقلل من حدوث حالات المضاعفات ومن ثم البتر، ومازال أمامنا مشوار طويل للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال».
وأوضح استشاري الأوعية الدموية أن «من المهم جداً التعامل مع السكري على أساس أنه مرض مزمن سيظل مع المريض مدى الحياة، ومن الضروري أن يتم ضبط السكري من خلال المواظبة على العلاج والأدوية وتغيير نمط الحياة بحيث تكون حياة مريض السكري أكثر نشاطاً وذلك له أهميته القصوى وأثره البالغ على صحتهم».
وذكر أن «مريض السكري أكثر عرضة للإصابة بنوعين من المضاعفات التي تؤدي إلى حدوث التقرحات؛ الأولى هي تلف الأعصاب الحسية حيث يفقد المريض الإحساس في قدميه ما يؤدي إلى تعرضه إلى إصابات تؤدي إلى حدوث تقرحات، وعادة ما يشعر المريض بأن رجله منتفخة بينما هو لا يشعر بها أصلاً، أما النوع الثاني من المضاعفات فيتمثل في انسداد الأوعية الدموية الطرفية وهو ما يؤدي إلى حدوث التقرحات».
وتابع أن «حدوث هاذين النوعين من المضاعفات شائع في البحرين ما يجعل علاج المشكلة صعباً في بعض الأحيان، ومن المهم جداً للمرضى الذين نكتشف لديهم فقدان الإحساس أن يلبسوا أحذية خاصة مصنوعة من جلد خاص وروعي في تصنيعها أمور كثيرة تقلل من الإصابة بتلف الرجل».
ويمضي عبدالله «بالنسبة للمرضى الذين لديهم قصور في توارد الدم يحتاجون إلى أشعة قسطرة لتشخيص موقع الانسداد وفتح الانسدادات بالبالون، وفي المراحل المتأخرة يحتاجون إلى عملية جراحية بفتح الأوعية الدموية ووضع أوعية دموية جديدة».
وأردف أن «جناح (11) يُقدم للمرضى الكثير من الدعم والتهيئة، فإذا احتاج المريض إلى بتر نأخذ عوامل معينة في اعتبارنا قبل طرح موضوع البتر مثل تفهم المريض والدعم العائلي والجوانب الاجتماعية منها أن بعض المرضى يسكنون في أدوار علوية، كل المسائل تؤخذ في الاعتبار ونحن نقدم الدعم، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة باختصاصي نفسي واجتماعي بحسب الحاجة».
وبسؤاله عما إذا كان المرضى المحتاجون إلى بتر أطرافهم يتقبلون الأمر، أجاب عبد الله بأن «البتر مرفوض من الناس ولكن هناك فرقاً بين أن تكون الحالة ضرورية مثل التهاب «الغرغرينا» الخطير الذي قد يتوفى المريض بسببه خلال ساعات إذا لم يُزال لأن «الغرغرينا» الرطبة تؤدي إلى تسمم الدم، ونمر بمواقف أحياناً تتطلب حالة المريض أن يُجرى البتر بسرعة فائقة». وفصل أن «لدينا مئات الحالات التي تم فيها رفض البتر وأخذ المريض إلى مستشفيات خارج البحرين وأحياناً يُجرى في بعض المستشفيات الأخرى تحت مُسمى «تنظيف» بينما ما حدث هو علاجات لا ترقى إلى أن تكون علاجات صحيحة ولا تؤدي إلى التئام الجروح لذلك لدينا حالة مؤكدة بأن بعض المرضى يُعرضون أنفسهم للمرور في دائرة مفرغة».
وعن بعض التجارب التي تعرض لها المرضى من خلال خبرته الطويلة في مجمع السلمانية مؤخراً «ترك ثلاثة مرضى سكري العلاج بمجمع السلمانية وتوجهوا لمستشفيات أخرى وساءت حالتهم، علماً بأن ما تعرض له أحدهم من إزالة كل عضلات قدمه وأصبح لون عظامه أسود وهذا ليس علاجاً وما قام به هذا المستشفى مجرد محاولة لإزالة الأجزاء الميتة وذلك مربح لبعض المستشفيات والعيادات الخاصة لأن ذهاب المريض إلى المستشفى الخاص يتكرر وفي النهاية يقولون للمريض بأنه لا فائدة من التنظيف ويجب أن يُجرى البتر».
وأكد عبدالله «يجب أن يُصارح المريض بحقيقة وضعه وحاجته للبتر وذلك في مصلحة المريض، الكثير من الأطباء يعرفون من أول زيارة أن الحالة تحتاج إلى بتر وعلى رغم ذلك يستمرون في تنظيف العضو، وكان أحد المرضى مؤخراً يبكي على الوضع الذي آلت له رجله وعلى المال الذي صرفه في أحد المستشفيات الخاصة من دون جدوى».
وعما إذا كان استعمال مرضى السكري لجهاز مضخة الأنسولين ناجعاً في تنظيم السكري الذي يُجنب المضاعفات التي من بينها بتر الأطراف، قال استشاري الأوعية الدموية: «إن الفكرة ليست الأجهزة فقط بل يجب أن يُغير المريض نمط حياته وغذائه، جهاز مضخة الأنسولين جهاز واعد ويُساعد على التحكم في السكري ولكنه لا يُغني عن وعي المريض، وأفضل مُعالج لمريض السكري هو المريض الواعي بحيث يحذر من المزالق التي تؤثر على صحته وإن أية طريقة ووسيلة علاج لن تعمل إلا إذا اتبع المريض الإرشادات، المريض بحاجة إلى وعي كافٍ وإرادة حقيقية لأننا نتحدث عن مرض مزمن».
وعن وضع المرضى بعد البتر وجهود المستشفى في رعايتهم، بين عبدالله «بالنسبة للحالات التي تتطلب بتراً نقوم بعد البتر بمتابعة المريض والتعاون مع مركز الأطراف الصناعية حتى يتمكن المريض من أن يعيش حياته، وحتى بالأرجل الصناعية لدينا مرضى يواصلون حياتهم ونشاطاتهم من بينهم مرضى يُشاركون في ماراثونات المشي ويحصدون ميداليات وجوائز، كما يُشجع الفريق الطبي المريض على العودة إلى حياته الطبيعية، فالبتر ليس نهاية العالم، ونتعاون مع مستشفى الطب النفسي في حال حاجة المريض لأية استشارات نفسية».


في يومه العالمي

البحرين الرابعة عالمياً فى نسبة انتشار «السكر»

الوسط - محمد باقر أوال

يحتفل العالم اليوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني باليوم العالمي للسكري، ومرض السكري في البحرين يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً، وتعتبر البحرين رابع دولة على مستوى العالم بعد الإمارات والسعودية.
ويكشف العام 2009 عن وجود عدد 67 حالة جديدة سنوياً بين الأطفال بمعدل 23 حالة لكل 100 ألف من سكان العالم.
ويؤكد الأطباء أن مرض السكري يؤدي إلى مضاعفات عديدة على القلب والعين وغيرهما، ومن أهم المضاعفات اعتلال الأعصاب الطرفية والذي يعني حدوث خلل في الأعصاب بسبب ارتفاع وعدم انتظام مستويات الجلوكوز في الدم بين المصابين بداء السكري, وهو مرض يصيب 26 في المئة من المصابين بالنوع الثاني للسكر.
وفي هذا التحقيق تفتح «الوسط» ملف مرض السكري للوقوف على أسباب المرض وطرق علاجه والوقاية منه، حيث يكشف لنا الأطباء عن مسببات مرض السكري وكيفية طرق تفاديها، والعلاج المقدم لها.
في البداية، تقول استشارية طب العائلة بإدارة تعزيز الصحة عبير الغاوي: «تحتل البحرين المرتبة الرابعة عالمياً بعد الإمارات والمملكة السعودية من حيث انتشار داء السكر الذي يصيب نحو 14 في المئة من البالغين، وعلى مستوى العالم يموت شخص بسبب المرض كل عشر ثوانٍ متاثراً بمضاعفات السكر, وتشكل أمراض القلب أهم مضاعفات مرض السكر المسببة للوفاة، حيث تتسبب في 50 في المئة من وفيات مرض السكر، فيما يتم اكتشاف إصابة كل خمس ثوانٍ».
وتشير الغاوي إلى انطلاق حملة عالمية تحت شعار «دعونا نسيطر على مرض السكر الآن» في خطة تمتد بين 2009 و2013، بمشاركة المجتمع الدولي وشعوب العالم ومؤسساته. باستخدام رمز الدائرة الزرقاء كشعار للحملة حيث ترمز الدائرة للحياة والصحة، ويعني اللون الأزرق لون السماء الزرقاء التي تتوحد معها جهود الأمم في رفع الوعي الصحي وإحداث التغيير».
سكر الأطفال
وتضيف: «تتزايد الإصابة بداء السكر من النوع الثاني بين الأطفال، وقد تم تشخيص حالات إصابة حتى في السن الثامنة بسبب تفشي البدانة بين الأطفال والمراهقين».
وقالت الغاوي»إنه بإمكان تجنب 80 في المئة من حالات داء السكر من النوع الثاني حيث تلعب التدخلات الوقائية دوراً كبيراً في ذلك». وتضيف ان «اعتماد نمط صحي مع التأكيد على تناول غذاء صحي وممارسة الأنشطة الرياضية قد يخفض الإصابة بداء السكر بين 40 و60 في المئة».
وللوقاية من المرض تنصح بالمحافظة على الوزن السليم وتجنب السمنة، وممارسة الرياضة مثل رياضة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة، فوجود الألياف يقلل من حدوث ارتفاع ملحوظ في سكر الدم ويخفض الكولسترول، وتناول الأطعمة النشوية من الحبوب الكاملة حسب الحصص المحددة، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات واستخدام الزيوت النباتية بدلاً من الزبدة أو السمن أو الزيوت المهدرجة، وتناول الألبان، والأسماك مرتين على الأقل اسبوعيا، واستخدام الشواء أو السلق أو الخبز في الفرن بدلاً من القلي، والحرص على شرب 8 أكواب من الماء يومياً، والتوقف عن التدخين وتجنب الضغوط النفسية والعصبية، مع المحافظة على استشارة الطبيب بشكل دوري.
أسباب الإصابة
أما استشاري أمراض السكر فيصل المحروس فذكر، «ان أي شخص ممكن أن يصاب بمرض السكري، ولكن توجد عوامل تساعد على زيادة فرص الإصابة مثل عامل الوراثة فهو من أحد الأسباب القوية للإصابة بمثل هذا المرض. وتزداد فرص الإصابة به كلما تقدم العمر بالإنسان، وأيضاً لمن هم فوق سن الأربعين، ومن يعانون السمنة. كما أن المرأة التي تصاب بالسكر أثناء فترة الحمل (ويعرف هذا النوع من السكر باسم مرض سكر الحمل) هي من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض السكر بعد انتهاء حملها».
ويضيف، أما بخصوص العلاج فتوجد بعض الخطوات التي ينبغي على مريض السكر سواء في النوع الأول أو الثاني اتباعها لكي يحيا حياة صحية.
مريض السكر بحاجة إلى خطة غذائية، وإلى ممارسة الرياضة لأن الرياضة في حد ذاتها تساعد الجسم على استغلال الأنسولين بطريقة أفضل لتحويل الجلوكوز إلى طاقة تستفيد بها الخلايا.
ويحتاج جميع المرضى في النوع الأول وبعض حالات في النوع الثاني إلى الحقن بالأنسولين، وتعتمد حالات أخرى في النوع الثاني في علاجها على الأقراص التي تساعد على إفراز مادة الأنسولين بشكل أكثر، أو استغلال الأنسولين الذي يفرزه الجسم بشكل أفضل.
كما تحتاج حالات في النوع الثاني إلى إنقاص الوزن فقط لكي تتم عملية العلاج وذلك عن طريق اتباع نظام غذائي محدد وممارسة الرياضة.
وتوجد قائمة من الأطباء على مريض السكر أن يقوم بزيارتهم:
متخصص في الغدد الصماء. وتتم زيارته مرة على الأقل كل ستة أشهر، والمتابعة بشكل دوري مع متخصص في النظم الغذائية، ومتخصص في وظائف أعضاء الإنسان، واختصاصي اجتماعي أو طبيب نفسى أو أي متخصص في مجال الصحة النفسية والعقلية وذلك لتخفيف ضغوط وتحديات المعيشة للمصابين بهذا المرض المزمن. إجراء فحوصات طبية مرة كل عام على العين لاكتشاف أي مشاكل مبكراً وعلاجها قبل أن تصبح خطيرة ومزمنة.
خطر السمنة
أما استشارية طب العائلة رابعة الهاجري، ذكرت أن «هناك أسباباً عديدة للإصابة بمرض السكري منها، السمنة، وهي العامل الرئيسي للأصابة بمرض السكري، وأيضاً قلة النشاط الحركي، فعندما يكون الشخص قليل الحركة يكون أكثر عرضة للأصابة بداء السكري، فالرياضة تقلل من تكدس الأوزان وتنظم سكر الدم وتجعل خلايا الجسم أكثر أستجابة وتقبلاً لهرمون الأنسولين، وكذلك العامل الوراثي، مع وجود عامل وراثي قوي قد يكون الشخص أكثر عرضة للأصابة بمرض السكري».
وتضيف: «كما إن الإصابة بسكر الحمل أو أنجاب طفل بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات قد يعرض المرأة للإصابة بمرض السكري أذا لم تحافظ على وزنها».
وتستطرد، يمكن لأي متردد على الطبيب، ان يقدم له اسئلة عن كيفية تجنب مرض السكري، مثال على ذلك:
ما هو المقياس المثالى لمحيط الوسط لدى مريض السكري؟
بالنسبة للرجل أقل من 40 بوصة والمرأة أقل من 35 بوصة، أما ضغط الدم فيكون أقل من 120/80.
ما هى نسبة كولسترول الدم؟
الكولسترول الكلي يجب أن يكون أقل من 200 ملليغرام. والدهون الغير جيدة أقل من 100ملليغرام والدهون الجيدة أن تكون للرجل أكثر من 40 ملليغرام والمرأة أكثر من 50 ملليغرام.
الحمل والسكر
أيضاً بالنسبة إلى المرأة، يمكنها أن تستشير الطبيب وتستفسر عن بعض الملاحظات منها:
الإصابة بسكر الحمل، والمقصود بسكر الحمل هو الأصابة بداء السكري في فترة الحمل.
وفي معظم الحالات تكون المرأة غير مصابة بداء السكري قبل فترة الحمل ويختفي المرض عادة بعد الولادة، ولكن للأسف لا يكون هذا هو نهاية المشوار مع داء السكري.
فإذا اصيبت المرأة بسكر الحمل فهناك احتمالات وفرص كبيرة للإصابة بداء السكري فيما بعد الولادة.
وقد تكون الأحتمالات تعادل أكثر من 7 مرات للإصابة بسكر النوع الثاني عن المرأة غير المصابة بسكر الحمل.
ولتجنب إصابة المرأة الحامل بالسكر يجب أن تراعي عدة أمور منها:
- أن تحافظ على نشاطها: ممارسة الرياضة المنتظمة قد تساعد المرأة الحامل على منع حدوث والإصابة بسكر النوع الثاني، وأيضاً الرياضة تساعد على التخلص من الأوزان الزائدة والتخلص من القلق والتوتر والشعور بالارتياح.
- الرضاعة الطبيعية: الرضاعة الطبيعية قد تزود المرأة الحامل بمنافع قصيرة وبعيدة المدى تعود عليها وعلى الطفل بالفائدة.
- استشارة الطبيب المعالج لها خلال فترة الحمل.
- عمل الفحوصات اللازمة بعد 6 - 12 أسبوعاً من الولادة ويتم تكرارها كل 3 سنوات إذا كانت طبيعية.
- التخلص من الأوزان الزائدة: إذا كان وزن المرأة الحامل أكثر من 20 في المئة من وزنها المثالي؟ فإن فقدان بضع كيلوغرامات قد يساعدها على منع إصابتها بسكر النوع الثاني.
- تقليل نسبة الدهون إلى 30 في المئة أو أقل فى طعام المرأة اليومي ومراقبتها لكمية الطعام، واتباعها لعادات غذائية صحية قد تمنع إصابتها بداء السكر النوع الثاني والمشاكل الصحية الأخرى.
حماية القدمين
إن ارتفاع سكر الدم قد يؤدي إلى تلف أعصاب القدمين ويقلل من تدفق الدم إليهما ووجود الجروح والتقرحات المهملة بالقدمين قد تؤدي الى التهابات خطيرة.
ولتجنب مشاكل القدمين يجب اتباع النصائح الآتية:
- العمل على غسل القدمين يومياً بماء فاتر.
- تجفيف القدمين جيداً وخاصة ما بين الأصابع.
- ترطيب القدمين بمرطب.
- فحص القدمين يومياً والبحث عن أي تقرحات، جروح، تورم أو أحمرار بهما.
- استشارة طبيبك عند وجود قرحة بالقدم أو أي مشكلة بالقدمين تستمر عدة أيام.
وتضيف، إن الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية تشير إلى أن المرحلة العمرية ما بين 20 - 79 عاماً ستشهد ارتفاعاً فى عدد المصابيين بالمرض الى 24.5 مليوناً خلال سنوات قليلة.
وفي البحرين أجري (المسح الوطني للأمراض المزمنة) عام 2007، وكانت نسبة الأصابة بمرض السكري عند الإناث (13.4في المئة) وعند الذكور (9.5 في المئة)، ومع تقدم العمر (عند الفئة العمرية ما بين 60 - 64 عاماً نسبة الأصابة بداء السكري 37.7 في المئة).
مركز متخصص
وحول وجود مركز حكومي متخصص يتابع المصابين بالسكري، تقول الهاجري إن وزارة الصحة تسعى جاهدة في تدريب الكوادر الخاصة بعناية مرضى السكري بالرعاية الصحية الأولية من أخصائيين للسكري، ممرضات، أخصائي تثقيف صحي، وتوفير عيادات تخصصية في المراكز الصحية ليس فقط لمرضى السكري وإنما للوقاية من مرض السكري، وأيضاً هناك تعاون بين الرعاية الصحية الأولية والثانوية لتوفير الخدمات العلاجية لمرضى السكري في جميع التخصصات.
وتضيف «أما بشأن الأدوية فهناك أدوية يأخذها مريض السكري منها، الأقراص والأنسولين».
وتكون الأعراض الجانبية تختلف باختلاف العلاج والجرعة، فالمريض يجب أن تكون لديه الدراية الكاملة بالأعراض الجانبية لأي علاج يأخذه حتى يتم علاج تلك الأعراض أو تجنبها.
وتقول: «إن بعض الأعشاب الطبيعية لها دور في تنظيم سكر الدم، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن أدوية السكري. وأنصح مرضى السكر بتجنب تناول أي مركبات عشبية لا يعرفون مصدرها أو محتواها».

 


 

الاستشاري منصور رجب لـ «الوسط»: نعالج ألف طفل... وخفضنا معدل إدخالهم المستشفى

 

نطمح في وحدة متكاملة لعلاج سكري الأطفال... وتوفير مضخة الأنسولين لهم جميعاً

 

الوسط - علياء علي
أكد استشاري أمراض الأطفال والسكري وهرمونات الأطفال والأستاذ المحاضر في كلية الطب بجامعة الخليج العربي منصور رجب أن ألف طفل يتلقون علاجهم عن مرض السكري في وحدة العناية بسكري الأطفال في مجمع السلمانية الطبي.
وقال رجب في حوار خاص بـ «الوسط»: «نعمل في الوحدة من خلال فريق متكامل فيه ثلاثة أطباء استشاريين ومثقفات السكري وهن ممرضات واختصاصية تغذية وباحثة اجتماعية، وتمكن الفريق من تقديم خدمات نوعية للأطفال المصابين بالسكري وتعليمهم على العناية الذاتية ما أدى إلى انخفاض معدل إدخالهم إلى المستشفى من 10 إلى 3 أيام فقط».
وتحدث رجب عن مؤشرات وأعراض الإصابة والخطوات المتبعة في المستشفى منذ تحويل الحالات حتى بدء العلاج، وذكر أن «مضخة الأنسولين تعتبر أحدث علاج لمرض السكري حالياً ونطمح في توفيرها إلى جميع الأطفال المصابين بالسكري».
واستطرد «نأمل في إنشاء وحدة متخصصة ومتكاملة لعلاج سكري الأطفال بحيث تضم كال التسهيلات والمرافق والأجهزة لعلاجهم».
وأشار رجب إلى أن غالبية الأطفال منتظمون في علاجهم، ولفت إلى أن التواصل مستمر بين المستشفى ومدارس الأطفال لتقديم المعلومات والإرشادات اللازمة لتسهيل متابعتهم صحياً داخل مدارسهم.
وعن ذلك وغيره دار معه الحوار الآتي:
كم عدد الأطفال المصابين الذين يتلقون علاجهم حالياً في مجمع السلمانية الطبي؟
- عدد الأطفال المصابين بالسكري ألف طفل حتى سن الخامسة عشرة عاماً، وسنوياً هناك حالات إصابة جديدة بين الأطفال.
باعتقادك ما أسباب الزيادة السنوية في إصابات السكري بين الأطفال؟
- الزيادة السنوية عواملها كثيرة وتحتاج إلى دراسة، حالياً تجرى العديد من الدراسات في العالم على أثر الرضاعة الصناعية والالتهابات الفيروسية في الجو والاستخدام المفرط للأدوية والمضادات الحيوية وعلاقتها كل هذه العوامل بالإصابة بالسكري، ولم تُثبت الدراسات علاقتها بالمرض حتى الآن.
هناك إشارات إلى أن المناطق التي تعرضت إلى حروب ازدادت فيها إصابات الأطفال بالسكري؛ إلا أن الزيادة في إصابات الأطفال حدثت أيضاً في الدول التي لم تخض الحروب، وهناك عوامل أخرى مثل العوامل الوراثية التي تعتبر من عوامل الإصابة ولكنها ليس سبباً مؤدياً إلى ازدياد الإصابات الجديدة، كما أنه لا توجد علاقة بين إصابة الأطفال بسكري النوع الأول وبين زواج الأقارب.
ما هي مؤشرات إصابة الأطفال بالسكري والتي يجب أن ينتبه لها الآباء والأمهات؟
- من المؤشرات المهمة التي يجب أن ينتبه لها الآباء نقصان الوزن وفقدان الشهية وذلك مهم جداً، كما أن التبول الليلي سواء اللاإرادي أثناء النوم أو الإرادي الذي يستيقظ فيه الطفل من نومه عدة مرات للذهاب إلى دورة المياه مؤشر آخر لابد من الانتباه إليه، بالإضافة إلى كثرة شرب الماء عند الطفل.
ماذا عن الأعراض الأخرى؟ وكيف تكتشف الحالة طبياً؟
- الأعراض الأخرى تتمثل في ألم البطن والقيء والتعب والإنهاك والدوخة والميل إلى النوم، عدم القدرة على التركيز.
وعند ملاحظة هذه الأعراض يجب أن يؤخذ الطفل إلى المركز الصحي لتجرى له التحاليل ويتم قياس نسبة السكر في الدم والبول.
ماذا عن معدل السكر الطبيعي في الدم؟ ومتى يُعتبر الطفل مصاباً بمرض السكر؟
- السكر الطبيعي عادة له نسبة محددة في الدم للجميع سواء الأطفال أو الكبار؛ إذ يجب ألا يتعدى 7.8 ملمول بعد الأكل، فمن 7.8 إلى 11 ملمول معناه أن لدى الشخص قابلية الإصابة، وإذا كان السكر أعلى من 11 ملمول بعد الأكل مع وجود الأعراض معنى ذلك أن الشخص مُصاب بالسكري، وللتشخيص تؤخذ أكثر من قراءة في اليوم نفسه.
أما قبل الأكل من المفترض حينما يكون الشخص صائماً لمدة ثماني ساعات أن يكون السكر أقل من 7 ملمول.
ننتقل إلى خطوات العلاج وكيف يتم البدء في علاج الأطفال بعد تشخيصهم بالسكري؟
- بعد التأكد من إصابة الطفل بمرض السكري يتم تحويل الطفل إلى وحدة العناية بالسكري للأطفال بمجمع السلمانية الطبي يتم الاتصال بالاستشاري المختص بالسكري للبدء في الخطوات العلاجية، ويعمل فيها فريق متكامل مكون من أطباء استشاريين ومثقفات السُكري هن ممرضات واختصاصية تغذية تكون موجودة منذ بداية تشخيص كل حالة وتشرح للأم عن غذاء الطفل والأغذية المستخدمة في حال تعرضه لهبوط وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى الباحثة الاجتماعية التي تُتابع مع الأهل للتأكد من ملاءمة الوضع الاجتماعي للعناية بالطفل المصاب بمرض السكري وخاصة أننا نحتاج إلى وجود تعاون بين الأم والأب وحضورهما مع الطفل.
في الفترة الصباحية يكون جميع الاستشاريين موجودين مع المريض ونشرح للأطفال طبيعة المرض وتكون البداية الدعم والتعريف بالمرض ونوضح لهم أننا كفريق علاج سنساعدهم، وكطبيب مهمتي متابعة الحالات ووصف الأدوية والتأكد من تطبيق خطة العلاج، والمثقفات يقمن بتعليم الأمهات وتوصيل المعلومات لهن وإعلامهن بالعلاج، ففي سكري النوع الأول يكون العلاج متمثلاً في حُقن الأنسولين ويُعلمون الأم كيفية إجراء فحص السكري للطفل وكيفية إعطائه الحقن وكيفية التصرف في حالة ارتفاع أو هبوط السكري والتعامل مع حالات مرض الطفل بأمراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة والقيء والانفلونزا وغيرها.
أطفال السكري يحتاجون دعماً مستمراً، هل هناك إمكانية للتواصل بعد انتهاء الدوام الرسمي وفي حالة حدوث مشكلة ما لدى بعض الأطفال؟
- لدينا خط ساخن لمدة 24 ساعة تم تدشينه منذ العام 2007 وجميع المرضى يعرفونه، ويستقبل الخط مكالمات المرضى وذويهم من خلال الممرضة التي ترد في البداية على المكالمة وتحاول مساعدة الطفل وأهله وحل مشكلتهم وإذا لم تتمكن تقوم بتحويله على الاستشاري ونُحاول السيطرة على المشكلات التي تواجه الأطفال.
هل هناك أي تواصل بينكم كمستشفى وبين مدارس الأطفال وخاصة أن غالبيتهم في السن المدرسي؟
- لدينا تنسيق مع المدارس سواء من خلال الممرضة الموجودة في المدرسة أو من خلال المشرف الاجتماعي في حالة عدم وجود ممرضة ونُعطي الأطفال المصابين بالسكري school package يحملونه معهم إلى المدرسة ويسلمونه إلى الممرضة أو المشرف الاجتماعي حتى تكون لدى المدرسة معلومات كافية عن حالة الطفل وما يحتاج إليه وجرعات علاجه تحسباً لأي طارئ وكيفية التعامل مع حصص التربية البدنية وهذا الأمر مُفعل لدينا والتعاون مستمر بيننا وبين المدارس، فضلاً عن الدورات التثقيفية التي نُجريها للممرضات والمشرفين الاجتماعيين في المدارس.
كيف تتعاملون مع صدمة الأمهات لدى تأكيد إصابة أطفالهن بالسكري؟
- نتعامل مع الأمهات منذ تحويل الحالة لنا بالحوار والاستماع للأم لتتحدث عما يدور في ذهنها من مخاوف، ونحو 99 في المئة من الأمهات قُلن لنا إنهن يتوقعن أن الأعراض التي أُصيب بها أطفالهن هي أعراض السكري، فالأعراض أصبحت معروفة.
ودائماً ضمن خطواتنا عندما يُدخل الطفل إلى المستشفى يتم إدخالهم مع أمهاتهم في غرفة خاصة على حساب المستشفى لتوفير جو من الهدوء للأم والطفل وفي الصباح نرى الأم والأب ونكون معهم خطوة بخطوة، ونخبرهم أن الأعراض ونتائج التحاليل تُثبت إصابة طفلها ونشرح لها أنواع السكري وهما النوع الأول والثاني وأسباب الإصابة بكلا النوعين وغالباً ما تكون إصابة الأطفال بسُكري النوع الأول، ويكون علاجه بحُقن الأنسولين.
هل تتقبل الأمهات في البداية علاج أطفالهن بحُقن الأنسولين بالنسبة لسُكري النوع الأول؟
- بعد أن نشرح للأمهات أنواع السكري وعلاجاته نسمع منهن اقتراحاتهن للعلاج، ونُخبر الوالدين أن علاج الأنسولين لم يكُن مجدياً عندما استُعمل على شكل شراب، كما أنه لم يُجدِ عندما قدم للمرضى على شكل حبوب واستنشاق، وكان مفيداً عندما أُعطي المرضى على شكل حُقن، وفي النهاية نصل بالتدريج إلى إقناع الأهل بهذا العلاج عبر الحوار الهادئ والاستماع لهم وتركهم يتحدثون عما في أنفسهم، ونُطمئن الأهل بأننا سنكون معهم نمد لهم يد المساعدة طوال 24 ساعة من خلال الخط الساخن، ونُخبرهم أنه بإمكانهم في حال عرفوا عن علاج جديد للسُكري أن يُخبرونا وبالتالي يُمكن في حال فاعليته ومأمونيته أن نُقدمه للطفل.
حدثنا عن العلاجات الحديثة للسُكري حاليا؟ وهل تُستخدم مع الأطفال لدى علاجهم في مجمع السلمانية الطبي؟
- أحدث علاج هو مضخة الأنسولين، وتم مؤخراً تركيبها لطفلة رضيعة عمرها شهر ونصف الشهر كُنا قد شخصنا حالتها في عمر ثلاثة أسابيع وتعتبر أصغر مريضة سكري في البحرين، وقد اقترحت علاجها بمضخة الأنسولين نظراً لكونه العلاج الأمثل لها في هذا العمر وخاصة أن العلاج بالحُقن ستكون كمية الأنسولين فيه ضئيلة جداً بحكم عمرها، وتم شراء المضخة للطفلة على نفقة الوزارة.
وتعتبر مضخة الأنسولين من بين العلاجات الناجحة للسُكري ونطمح في توفيرها إلى جميع الأطفال المصابين بالمرض لتحسين حياتهم.
وتم اكتشاف مضخة أنسولين جديدة «ذكية» تقوم بعمل البنكرياس الصناعي وهي لم تُطرح في الأسواق بعد، وتُستعمل في ثلاثة مراكز في العالم وتُجرى عليها الأبحاث والتي إذا نجحت ستكون الأحدث والأفضل لأنها تقوم بمختلف وظائف التحكم في السكر، لأن المضخة الحالية تحتاج إلى أن يقيس الطفل السكر ويُدخل البيانات فيها، ويُدخل كمية الطعام المتناول بينما المضخة الذكية لا يتطلب من الطفل إدخال البيانات لأنها تقوم بكل العمليات كما ذكرت مثل البنكرياس الصناعي.
تحدثت دراسات عن وجود ارتباط بين استهلاك الأحماض الدهنية أوميغا 3 وانخفاض احتمالات الإصابة بسُكري النوع الأول بنسبة 55 في المئة، هل يُطبق ذلك على الأطفال أيضا؟
- في الواقع لم يثبُت ذلك علمياً بالنسبة للأطفال، كان هناك حديث عن الفيتامينات ولكنه لم يثبت علمياً أيضاً.
هل يُمكن علاج السكري لدى الأطفال بالأعشاب الطبيعية؟
- بالنسبة عن سُكري النوع الأول والذي يُسببه نقص الأنسولين، لا توجد عُشبة لحد الآن تحتوي على الأنسولين وعلمياً لم يثبُت دور الأعشاب في علاج مرض السكري، أُخبرت الآباء أنني لا أستطيع منعهم عن إعطاء أطفالهم الأعشاب لأنني لست معهم في المنزل ولكن أُؤكد عليهم أن يُبلغوني حينما يُعطون الطفل أية أعشاب، ونحن كأطباء نخاف أن يُصاب الطفل بمضاعفات من جراء ذلك.
هلا أوضحت لنا العلاقة بين التغذية وإصابة الأطفال بالسُكري؟
- بالنسبة لسُكري النوع الأول ليست له علاقة بشرب المشروبات الغازية وتناول الحلويات، ونحن ننصح الأم بإعطاء الطفل غذاءًَ صحياً مُتكاملاً، أما النوع الثاني فهو مرتبط بالسُمنة وتناول الطفل الكثير من النشويات والمشروبات الغازية والحلويات وفي هذه الحالة ننصح الأم بأن يُمارس الطفل الرياضة يومياً ويُخفف وزنه بإشراف طبي ويُقلل من تناول الدهون والنشويات.
ولكن على أية حال شرب المياه الغازية ضار ويؤدي إلى مشاكل صحية أخرى من بينها على سبيل المثال لا الحصر هشاشة العظام، ولا ننصح الأطفال بالإكثار من تناول الحلويات والسكريات.
ذكرت أنكم تتابعون الأطفال في الوحدة حتى عمر 15 عاماً، ألا تعتقد أن ضم المصاب بالسكري حينما يصل إلى 16 عاماً مع المرضى الكبار الراشدين قد يؤدي إلى إرباك بالنسبة له وخاصة أن النظام المتبع في وحدة الأطفال غير مطبق مع المرضى الكبار بالتركيز ذاته؟
ما يحدث في الواقع هو أننا نُبقي الأطفال معنا إلى سنوات أكثر ونُحب أن نُحافظ عليهم أكثر حتى يستفيدوا من التسهيلات الموجودة ونُساعدهم بقدر ما نستطيع ولكن في النهاية هناك قوانين في المستشفى يجب أن نلتزم بها، فليس من المعقول أن يرقد من عمره 17 أو 18 عاماً في جناح الأطفال، وهم دائمو التواصل معنا ونسعد بخدمتهم.
ماذا عن مُعدل إدخال أطفال السكري إلى المستشفى؟
- في السابق كان الأطفال المُصابون بالسكري يبقون من أسبوع إلى 10 أيام وبعد أن بدأ العمل في هذه الوحدة انخفض معدل مكوثهم في المستشفى إلى ثلاثة أيام وذلك وفر الوقت والمال والأسرة لباقي المرضى، وجود مثقفات السكري وتعليمهم الأطفال على العناية الذاتية قلل من إدخال الأطفال إلى المستشفى الذي كان في السابق أكثر.
كيف تجد تجاوب الأطفال معكم في العلاج وتجاوب ذويهم؟
- الأطفال وأهلهم متجاوبون في كل خطوات العلاج، في البداية يكون رفض الأهل بسبب الصدمة لكنهم سرعان ما يعتادون مع الوقت والحوار، ولدينا أسلوب المكافأة مع الأطفال حيثُ نشجعهم بالهدايا والمكافآت حينما يُحافظون على انتظام السُكري وانتظار ترسب السكري وهو التحليل الذي نُجريه كل أربعة أشهر، كما نُشارك الأطفال من المصابين الجدد في مُخيم شروق فيلتقون مع أقرانهم ويتعلمون العناية الذاتية بأنفسهم بإشراف الممرضات.
كما أننا طبقنا لوحة الشرف في العيادة للأطفال الذين يتبعون الإرشادات ويُحافظون على انتظام نسبة السُكري وتشجيعهم بوضع صورهم في لوحة الشرف التي امتلأت حالياً بصورهم، فغالبية الأطفال لدينا مواظبون ومنتظمون في العلاج.
إلى ماذا تطمحون ؟
- أملنا أن تكون لدينا وحدة متخصصة لعلاج السكري عند الأطفال في مكان مستقل وبه كل التسهيلات والأجهزة اللازمة بحيث يشتمل على عيادات وغرف تثقيف وغرفة رعاية للباحثة وغرفة لاختصاصية التغذية ومطبخ مزود بوسائل تعليمية لتعليم الأطفال كيفية اختيار غذائهم وأهمية الغذاء الصحي لهم. والمشروع بتفاصيله موجود لدى وزارة الصحة ولكنه يحتاج إلى موازنة.
نصيحة أخيرة تُقدمها للأطفال المصابين بالسكري؟
- العلاج المتوافر حالياً في مجمع السلمانية الطبي هو أفضل علاج، وننصح جميع الأطفال المرضى وذويهم بضرورة المواظبة على الأدوية والعلاج، ويبقى الأمل موجوداً فقد يحمل المستقبل علاجاً يشفي من السكري، لذلك يجب أن يواظب الأطفال على علاجهم حتى لا يُصابوا بمضاعفات في العين والكلى وغيرها من الأعضاء وفي حالة الإصابة بمضاعفات لن يستفيد الطفل من أي علاج مستقبلي يشفي من المرض، ونوضح للأطفال أن جسمهم وأعضاءهم سليمة ما عدا كمية الأنسولين التي يجب أن يلتزموا بأخذها.
 

العدد 2991 - السبت 13 نوفمبر 2010م الموافق 07 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 7:05 م

      ..

      انا فيني السكري و هادا شي عادي و اتعووندنا على الابر

    • زائر 12 | 10:50 ص

      اليوم رااضين أشوف

      اشوف اليوم راضين على مستشفى السلمانية و الكادر الطبي و الصحي .
      إلى الأمام يا كوادرنا البحرينية

    • زائر 11 | 7:59 ص

      رحماك يارب

      اللهم فرج عن جميع المرضى،،
      الشكر كل الشكر للوسط، لكن عندي سؤال، بالنسبة لمصابي النوع الأول ألم تتوفر الأسباب بعد، خاصة وان البحرين تحتل أحد المراكز المتقدمه في الاصابات، و هل تم التوصل الى علاج ثاني أم ماذا؟

    • زائر 10 | 7:49 ص

      إنهم فعلاً ملائكة الرحمة

      الأطباء و الممرضات في وحدة العناية بالأطفال المصابين بالسكري هم فعلاً ملائكة الرحمة . تجربتي مع ابني المصاب أعادت لي الثقة في مستشفى السلمانية و في الكوادر الوطنية التي لا تدخر جهداً في علاج الأطفال و تخفيف الألم و المعاناة عن الآباء . لكم منا كل التقدير .

    • زائر 9 | 6:35 ص

      يارب اشفيهم

      اااة يساعد ايلى فيهم السكري

    • زائر 8 | 4:49 ص

      مدارس ما فيها ممرض

      أنا في مدرسة كرزكان وأخويي في مدرسة الخليل بن أحمد عندنا السكري وكل المدارس عدهم ممرضين بس احنا ما في مدرستنا ممرض ليش ؟

    • زائر 7 | 4:12 ص

      أبناء السكري

      الى ستراوي
      هذي الممرضه اسمها ابتسام اذا عندك ضعف نضر أو انك متحجج
      والصراحه احنا مانرضى على فريق هالعمل الجميل بأخلاقه وتعاونه
      والممرضه دانة من أطيب الممرضات والكل يعرفها في السلمانيه وعلى فكره لتصحيح معلوماتك الذهبية فأن دانة استقالت من السلمانية والحين هي أستاذه في الكلية الأيرلندية للجراحين
      دليل على خبرتها

    • زائر 6 | 3:00 ص

      دمستاني سكري

      اشكر الدكتورة ابتسام على لي سوتة واحنا من دمستان اخوان مصابيي باسكري

    • زائر 5 | 1:47 ص

      تعليق

      الاخ ستراوي تعليقك جدا سطحي
      تركت الموضوع والمحاضرة واهميتها وعلقت على اسم المحاضرة
      انت شلك بالاسم بتتزوجها مثلا
      صج صج تفكيررررر سطحي ومتخلف
      بدل هالحجي ادعي لاطفال بالصحة والسلامة وان شاء الله يتحقق هالشي لهم

    • زائر 4 | 1:42 ص

      ^_^

      حلوة الصورة ياوسط ..!
      حلو التعاون ..!

    • زائر 3 | 12:39 ص

      أم باقر وباسم

      تحياتي إلى كل من يعمل في عيادة الأطفال قسم السكري والشكر الجزيل على المجهود الذي يبذلونه من أجل أطفالنا \\ إبتسام\\ دانة\\علياء\\ د ع الجبار\\ علياء \\ فتحية \\ نسألكم الدعاء

    • زائر 2 | 12:02 ص

      الله يشفيهم

      الله يشفيهم يا رب و يعطيهم الصحة والعافيةو بخصوص المحاضرة دانه سميث أمها بحرينية وأبوها مسلم ماليزي على ما أعتقد

    • زائر 1 | 8:29 م

      ستراوي

      اسم المحاضرة "دانة أحمد سميث"، كلش مو داخلة مخي ومئات الأفكار اللي جايتني الحين، وش جاب دانة لسميث؟!؟!؟!، فعلاً شيء غريب عجيب وعيش أكثر تشوف أكثر مع تحيات ستراوي ولد ويليام بن لويس آل جنكيز

اقرأ ايضاً