ذكرت تقارير صحافية اليوم (الأحد) ان بريطانيا تترقب الوثائق الدبلوماسية السرية التي يعتزم موقع (ويكيليكس) نشرها فيما يشعر عدد من السياسيين البريطانيين بحرج كبير ازاء نظرائهم وحلفائهم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت تقارير صحافية ان السفير الأمريكي في بريطانيا لويس سوسمان أطلع بعض المسئولين البريطانيين على محتويات الوثائق السرية وسط مخاوف من أن نشرها سيتسبب في احراج كبير لواشنطن وحلفائها.
ويتوقع أن تشمل هذه الوثائق تقارير دبلوماسية رسمية عن تعاون واشنطن وباقي حلفائها ومن بينهم بريطانيا في عدد من القضايا في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتها الحرب في العراق وأفغانستان.
ونقلت صحيفة (صنداي تايمز) عن مسؤول حكومي قوله ان "الحكومة البريطانية قلقة من بعض الأحاديث الدبلوماسية التي تحوي عبارات معينة من بعض الأوساط الأمريكية والتي قد تصور بريطانيا على أنها قفاز يد الشيطان الأكبر خلال هجومه على الاسلام".
من جهتها حثت وزارة الدفاع في رسالة تلقت (صنداي تايمز) نسخة منها رؤساء تحرير الصحف الى أن "تضع في اعتبارها" الآثار المترتبة على الأمن القومي في حال نشر تلك الوثائق فيما كشفت مصادر رسمية أنه يمكن عقد اتفاق بين الحكومة ووسائل الاعلام لحجب بعض المعلومات والبيانات الحساسة التي تتعلق بالعمليات العسكرية وأجهزة الاستخبارات.
واعتبرت رسالة وزارة الدفاع أن هناك "مفارقة قاتمة" في وثائق (ويكيليكس) فيما أوضحت (صنداي تايمز) أن الدول أبدت حماسا كبيرا في تسجيل كل تفاصيل قضاياها واجراءاتها غير أنها تجاهلت أن مثل هذه التسجيلات تنتهك الخصوصية.
فالوثائق الجديدة بحسب الصحيفة تتضمن بيانات وتقارير مضرة ومحرجة للغاية كانت السفارات الأمريكية قد أرسلتها من مختلف أنحاء العالم وخاصة من لندن الى واشنطن بحكم العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة.
وأضافت (صنداي تايمز) أنه سيتم نشر نحو ثلاثة ملايين وثيقة بما في ذلك برقيات دبلوماسية حساسة أرسلت من السفارة الأمريكية في لندن الى واشنطن.
لكن أخطر الوثائق حسب الصحفية فقد تحتوي على القراءات الأمريكية حول شخصية رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون واحتمالات فوزه في الانتخابات العامة فضلا عن المحادثات السرية بشأن عودة المسؤول عن تفجيرات (لوكربي) الى ليبيا.
وتعتقد مصادر حكومية هنا أن تحتوي الوثائق أيضا تفاصيل عن انتخاب رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون والضمانات التي قدمها الى المسؤولين الأمريكيين معربة عن خشيتها من أن تنشر هذه الوثائق في وسائل الاعلام البريطانية والأمريكية والألمانية بشكل مواز.
وحذرت الحكومة البريطانية الليلة الماضية من نشر أسرار يمكن أن تهدد الأمن القومي فيما نشر موقع (ويكيليكس) في السابق وثائق عن العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان وشكلت تلك الوثائق صدمة للرأي العام العالمي.