العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ

المختار ولد داداه أعلن الاستقلال من تحت خيمة ليؤسس دولة من لا شيء

بعد خمسين سنة من الاستقلال... الموريتانيون:

احتفلت جمهورية موريتانيا الإسلامية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بالذكرى الخمسين لاستقلالها عن فرنسا، واهتمت وسائل الإعلام المحلية، وللمرة الأولى منذ الانقلاب العسكري على حكمه سنة 1978، بمؤسس الدولة (أبو الأمة) كما يتفق الشعب الموريتاني على تسميته.

«أبو الأمة» أرسى تقاليد جديدة في الحياة الموريتانية السياسية أن جعل لزوجته الفرنسية الأصل، السيدة مريم دورا في معظم حياته أو مسيرته السياسية وتطبيقاتها في المجتمع، لذا سعينا إلى هذا اللقاء للحديث عن المناسبة ودلالاتها بالنسبة لها، وتطرقنا إلى ما تحقق أو لم يتحقق من أحلام المختار...وكان لا بد من التطرق إلى مرحلة غيابه منفيا في فرنسا ما بعد الانقلاب ثم عودته الأولى ثم الأخيرة، ساعين إلى التعرف على الوجه الآخر له :الزوج والأب، الذي اختفي وراء الصورة الطاغية له كسياسي ثم دور السيدة زوجته في حياته وما بعد وفاته، ففي جعبتها الكثير والكثير عن تلك المرحلة مما لا يبدو أنها مستعدة بعد للبوح به .


الخمسون: الأحلام والإخفاقات

السيدة مريم: ماذا تعني لك هذه المناسبة؟

- بالتأكيد الذكرى الخمسون هي ذكرى فرح من جهة وواجب لي أنا من جهة أخرى، إنه عمر النضوج إذا ما أردنا مقارنة ذلك بعمر الإنسان، لقد حققت موريتانيا الكثير ولم تتعب، وما زال أمامها الكثير.

ماذا تحقق؟

- حتماً الخمسون سنة لا يمكن وضعها في الخط نفسه، سأتحدث عن العشرين سنة الأولى، وهي حكم المختار الذي يطلق عليه الناس لقب «أبو الأمة» دون أن يتحول ذلك إلى تسمية رسمية حتى الآن!، أما الثلاثون سنة التالية فسأترك لغيري، للمراقبين، للموريتانيين الحكم عليها، وكلي ثقة بذكاء أهل بلدي وقدرتهم على التحليل والاستنتاج.

ماذا تحقق من أحلام المختار؟

- عادة ما أرد على هذا السؤال في حواري مع الأجانب، والفرنسيين خصوصاً لأنني أعرفهم أكثر. ماهي الخمسون سنة في عمر الشعوب؟ فإذا نظرنا إلى التاريخ الفرنسي والأوروبي، لقد مرت عقود تاريخ من الحروب الأهلية والانقسام والكراهية.

خمسون سنة لا يمكن أن تحقق كل ما تريد، الفترة التي حكم فيها المختار كانت قصيرة، يجب أن نكون موضوعيين، البعض يطلق أحكاماً قاسية حتى بعض الأشقاء يظلموننا، لقد عرفت موريتانيا أقداراً متباينة ومتنوعة أعذرها بسبب شبابها وعدم خبرتها.

ماذا يؤخذ على هذه الفترة؟

- البعض يشير إلى انتخابات لم تتم في دورة واحدة، عن بعض الإخفاقات، لكنها دولة كانت ما تزال تبحث عن نفسها، التوازن لم يتحقق لها، وأعتقد أن هذا الأمر لم يحصل لا هنا ولا في أي مكان آخر، ويقال إن حكم ولد داداه كان في العهد الذهبي للثورات و التغيير في المنطقة والعالم، هذا لا ينصف فترة حكمه.

كان حلم المختار دولة موحدة على طريق بناء أمة، لكن كان دون ذلك عقبات كثيرة: حدود غير واضحة أو متحركة أو غير معترف بها، ولا ننسي دور المستعمر وتدخله في شئوننا الداخلية، لقد انطلق الاستقلال معلناً من تحت خيمة في العراء... لم يكن لدينا عاصمة، تضاربت مصالح القيادات التقليدية والأمراء مع ما حاول بناءه: دولة عصرية لا إمارات ومصالح شخصية، جعل لموريتانيا حضوراً على المستوى الإقليمي والإفريقي والعربي بقدر إمكاناتها، خاض معركة ضد الجهل والتخلف وسعى إلى بناء دولة عصرية مستعيناً بالكوادر الكفوءة ولم يكن منها الكثير.

رغم هذا وغيره كثير بنى دولة بإمكانات بسيطة، لكن بإيمان وجهود عظيمة، طبعاً وباشتراك أبناء شعبه ودعمهم، لقد شق آلاف الكيلومترات من الطرقات، المطار، المدارس، المرفأ، سعى إلى توحيد الموريتانيين على اختلاف انتماءاتهم الإثنية والمناطقية والطبقية، باختصار كان رجل دولة.

ما الذي لم يتحقق من أحلامه؟

- الكثير الكثير، لكن أنا بطبعي متفائلة، وأتمنى أن يحقق المسئولون ويتابعوا حلمه، وأنا مؤمنة أن موريتانيا قادرة على لعب دور في المنطقة مرتبط بمحدودية إمكاناتها.

تبدين حذرة في الحديث عن الثلاثين سنة التالية؟

- المهم عندي موريتانيا وحدتها وقوتها، ليس لي أن أحكم عليها، هنالك أمور كثيرة لابد من إماطة اللثام عنها سأكشف عنها في مؤتمر ضمن نشاطات اللجنة الوطنية لتخليد الذكرى الخمسين للاستقلال، ولديّ ما أقوله.

هل هنالك مسعى لتكريم المختار في هذه المناسبة؟

- لا أعلم ... حقيقة لا أعلم ... في حدود علمي، لا أدعي معرفة كل شيء، قد يكون، وقد لا يكون.

بالمقابل يولي الإعلام المحلي الرسمي المناسبة أهمية كبرى، ولا أبالغ إذا قلت إن اتصالاً أتلقاه كل خمس دقائق لمقابلة أو لسؤال، وهذا مثير للاهتمام، هذا إيجابي جداً، هذه التفاتة طيبة.


رجل بلا أخطاء

لقد كنت قريبة منه في مسيرته، ما هي الأخطاء التي حصلت في عهده؟

- لست الشخص المناسب للكلام عن أخطائه، ليست لديه أخطاء.

ولا حتى سياسية؟

- حقيقة لا أرى له أخطاء جسيمة، وكل أمر مرتبط بظروف يجب فهمها، المختار كان رجلاً ذا إيمان كبير، وقد ترجم ذلك في حياته اليومية كإنسان وكمسئول، أنا لا أقصد الصلوات الخمس وقد كان يؤديها طبعاً، ولا الحج وقد أداه مرتين، أقصد ممارسة إيمانه في كل عمل قام به، في رؤيته إلى مسئوليات المسئول: خدمة شعبه، محاربة الفساد، ولو أتى من أقرب المقربين، المساواة بين الناس، السعي إلى الجمع والوحدة ما بين أبناء الوطن، كل هذا أثر بي بل فتنني وأنا محظوظة أنني التقيته وعايشته، كان رجلاً استثنائياً.


السيدة الأولى فرنسية

بالعودة إلى البدايات كيف تقبلك الشعب الموريتاني وأنت الفرنسية القادمة من بلاد المستعمر الحاملة تقاليد وعادات مختلفة؟

- آه ... كانت فترة صعبة جداً ولولا دعم المختار واحتضانه لي، وكذلك والده رحمه الله كان ليكون الأمر أصعب، أنا زوجة رئيس، وهذا يلقي عليّ مسئولية مزدوجة، أنا مكشوفة أمام المجتمع، كاشفة الرأس، لو كنت زوجة رجل عادي لهان الأمر.

اتهمت بأمور كثيرة، وخصوصاً حين بدأت في العمل الاجتماعي، قيل إنني سأسعى إلى تنصير أبنائهم خاصة النساء اللواتي عملن معي، لكن مع الأيام فهمني الناس، الحقيقة ذهبت صوبهم، تقربت منهم بعزيمة وإصرار، هنا أريد القول لم أكن مرفوضة من الموريتانيين فقط، لكن من الفرنسيين أيضاً، واتهمت بأمور كثيرة باطلة لا أريد الدخول فيها، بعد ولادتي لإبني البكر استعنت بمربية تتكلم اللهجة الحسانية المحلية، ومن يومها لم نتحدث في البيت إلا بالحسانية، وهنا لابد من القول شكراً للموريتانيين لأنهم كانوا متسامحين وصبورين معي.

ألم تسع فرنسا إلى العمل من خلالك على التأثير في سياسة المختار؟

- أبداً، أبداً، مطلقاً ولا مرة، كانوا يعرفون موقفي وحبي لبلدي، فأنا حين اخترت أن يكون المختار زوجاً لي قلت زواجي ليس به وحده، بل ببلده وكل ما فيه ونويت، أن أربي أولادي لو رزقني الله بهم ـ وقد رزقني الحمد لله ـ تربية إسلامية موريتانية، وهذا ما حصل، هم موريتانيون قلباً وقالباً ولساناً.


رجل استثنائي بكل المعايير

ماذا عن الوجه الآخر، الزوج، الأب؟

- ماذا أقول عنه؟ رغم انشغالاته الكثيرة وغيابه شبه الدائم عن البيت، كان حاضراً في حياة أولاده وحياتي، يلاعبهم، يتابعهم، يشرف على شئونهم، كان قاسياً، ليس بالمعنى السلبي للكلمة، لكن بالمعنى التربوي الإشرافي التوجيهي، كان ذا روح مرحة، يحيطنا بكل ما قدر من عناية، لقد سحرني بهذا الانسجام الكلي ما بين إيمانه وسلوكه في كل الميادين.

ألم يسع إلى تحويلك إلى الإسلام؟

- أبداً ولا مرة، لم يتدخل في حياتي على الإطلاق، ترك لي الحرية الكاملة، واحترم شخصيتي بدليل أنني لم أتحول إلى الإسلام إلا بعد ثلاث عشرة سنة من زواجنا.


إلى جانبه حتى ما بعد الحياة

أين كان موقعك في حياته، وراءه كما يقول المثل، إلى جانبه؟

- أين؟ سأرد على هذا السؤال بطريقة أخرى، كنت أحب والد زوجي كثيراً، رحمه الله، وكان لي دعماً كبيراً، بمحبته وتفهمه وتسامحه، وأعتقد أن المختار ورث ذلك عنه، عندما عدت من فرنسا، أردت قراءة الفاتحة على قبره، لكنني صدمت إذ لم أجد ما يدل على مكانه في المقبرة، إذ إن الدفن هنا بسيط ومتواضع، ومع الأيام تختفي الآثار ولا يبقى ما يدل على المكان، بكيت كثيراً وأسفت وقررت أن أبني لنفسي قبراً بجواره، فهكذا أكون إلى جانبه في الموت كما كنت في الحياة.

ما الأثر الذي تركته في حياته؟

- حقيقة لا أدري

كيف ذلك وهو يذكر في كتابه تفاصيل عن دورك السياسي والاجتماعي، والمجتمع يعرف ذلك؟

- كانت للمختار آراء ورؤية خاصة حتى قبل وصوله إلى الحكم، كان رجلاً مثقفاً، ذا إيمان واندفاع كبيرين، وقد سعى إلى تحقيق ذلك إبان حكمه، هل يمكن القول مثلاً، إنه لولاي لكان نسي نصف المجتمع مثلاً: النساء ولم يهتم بتعليمهن وتثقيفهن وتطويرهن، هذا أمر لا يعقل، ما قام به كان سيقوم به معي أو بدوني، أضفت ربما نكهة أو لوناً ما، أو ربما أنا كنت المسرّع في تحقيق بعض الأمور، لكن عاجلاً أم آجلاً كان سيفعل ذلك، كان ذا عقلية عصرية، وأراد أن يحدث مجتمعنا .


المنفى ... كرامته وألمها الكبير

هل يمكن العودة أيضاً إلى الوراء عن أيام المنفى في فرنسا كيف عاش هذه اللحظات، كيف تابع علاقته ببلده، ماذا عن عودته الأولى والثانية؟

- هذا أمر مؤلم جداً لكلينا، لكن لن أتحدث عن المختار

لماذا؟

- لأن المختار كان رجلاً ذا كرامة عالية وشديد الاعتزاز بنفسه، كان يكتم مشاعره ولا يتكلم أبداً، أنا متأكدة أنه تألم كثيراً، ورغم ما بيننا من حرية كلام لم يتحدث عن الأمر ولو لمرة واحدة.

ألم يبك مثلاً؟

- من أجل الذي حصل؟ مطلقاً، السلطة عنده وسيلة لا غاية، لم يعتبرها يوماً ملكاً له، ولم يسع لتوريثها لأولاده، لقد بكى لكن ليس لهذا الأمر، بل لأمور أخرى، لقد فكر عدة مرات بترك السلطة، خاصة أثناء حرب الصحراء، لكن ظروف البلد الصعبة منعته من ذلك.

ماذا عنك؟

- إنه ألمي الشخصي الكبير، فبرغم عودتي إلى فرنسا، ولقاء الأهل وخاصة أمي التي وهبتني كل شيء، الدراسة والجامعة والأصدقاء، وكل ما أحطت به من رعاية لم يعوض عني ألمي الكبير، كان أمراً رهيباً (هنا وقفة مع الألم والدموع).

كيف تصفين عودته الأولى بعد عشرين سنة من الغياب القسري؟

- كان ذلك العام 2001 لا شيء كثير أقوله عن مشاعره، كان متعباً جسدياً ومريضاً، فقد تدهورت صحته كثيراً منذ الانقلاب، ولولا تدخل أحد الضباط الموريتانيين الأطباء أثناء اعتقاله في النعمة لما عاش العشرين سنة الأخيرة من عمره، فقد حمل السلطات آنذاك مسئولية ما يمكن أن يحدث له، كانت حياته مهددة لو لم ينقل إلى الخارج، وهذا ما تم وبقينا في فرنسا طويلاً.

والعودة الثانية؟

- هذا ألم آخر، رجعنا معاً، لكنه كان في تابوت، رجعنا مرة أخرى، لكن السلطات لم تبد اهتماماً كبيراً، لم تقم بالواجب، بعض الوزراء والسفراء، وطبعاً الأهل، وبضعة عسكريين وضعوا العلم على نعشه وحملوه، لكن تركوني وحيدة في المطار، فقد كنت الأخيرة في النزول من الطائرة، انطلقوا بدوني لم ينتظرني أحد، لم تكن هناك امرأة واحدة لاستقبالي وأنا ملتفة بالأسود كلياً، احتراماً لتقاليد البلد، أنا زوجة الرئيس المفجوعة، لا أحد اهتم، انطلق الموكب بدوني، ولولا السفير الفرنسي، الذي لم أكن أعرفه، وموريتاني آخر انتبها لوجودي لبقيت في المطار ربما.

لحقت بهم إلى المسجد حيث صلوا عليه (وكنت في الصفوف الخلفية كالعادة) لكن أثناء عودتي إلى البيت كان الأمر مختلفاً، لم تتمكن السيارة من شق الصفوف، آلاف، آلاف من موريتانيا كاملة لا من نواكشوط وحدها، شباب صغار، نساء، رجال، كان أمراً مؤثراً، وقيل لي إن كيلومترات من السيارات كانت تسير خلفه حين أعادوه إلى أرضه في بوتلميت.

بالعودة إلى تكريمه أظن أن ما حصل في ذلك اليوم كان رداً كبيراً على أمور كثيرة.


الميراث

ماذا ترك المختار؟

- مادياً؟ لي؟، لا شيء سوى المنزل الذي أسكنه، ولولا محاولات متكررة لما اقتنع بامتلاك دار، كان يقول لي من أين آتي بالمال، هل أسرق، هذا مال للدولة، لكني كنت أفكر أنه لابد من سقف لي ولعائلتي، فعندي أطفال، ومن يدري، ليست السلطة دائمة، وهكذا اقترضنا من البنك وسددنا على مراحل، وإلا لذهب مع ما أخذ منا.

أما الميراث الحقيقي فهو ما تركه في بلده ولنا من قيم ودروس في الإيمان، والعمل الجاد، والإخلاص لبناء دولة، أرجو أن يستفيد منه أهل بلدي، لكنني متأكدة أن شعبه لن ينسى هذا الميراث.

هل تتابعين في مؤسسة المختار ولد داداه حلمه أم حلمك أم حلمكما؟

- لقد وافقت السلطات سنة 2004 على إعطاء رخصة لهذه الجمعية، وهنا أنا ممتنة وشاكرة، والجمعية تقوم بأمور مهمة منها: حفظ ذاكرة تلك المرحلة وترقية المرأة، قد لا تكون أعمالاً عظيمة، لكنها تسعى إلى خدمة أهل بلدي، وهذا متابعة لما كنت بدأته مع المختار، وأقسم، وليعذبني الله إذا كنت أكذب أنني منذ خمسين سنة أقوم بعمل تطوعي لم أتلق مقابله أي تعويض مادي، أحب البلد، أحب العمل لأجله، وأنا متابعة هذا المشوار إلى أن يقرر مولاي استردادي.

لقد كتب المختار كتابه، سيرته، ماذا عنك هل لديك نسختك الخاصة عن هذه المرحلة؟

- بالتأكيد، أنا في طور الكتابة عن كل شيء، سأميط اللثام عن أمور كثيرة مخفية، لابد من ذلك، ولي دور سألعبه.


... وبعيون شعبه

إذا كانت السيدة مريم زوجة الرئيس الراحل مختار ولد داداه قد رأت في زوجها رجل دولة، ورجلاً عصرياً استثنائياً، وبلا أخطاء، فكيف ينظر إليه شعبه، كيف يتذكرونه في هذه المناسبة؟

سؤال جلت به على العشرات من الموريتانيين، التقيت بهم من جميع الطبقات والأعراق، و الأعمار، من عاصر فترة حكمه أو جزءاً منها، أو سمعوا عنه من الأهل والمحيط.

على هذا السؤال كان الجواب الأول واحداً متكرراً: أبو الأمة، مؤسس موريتانيا، رجل طيب، كان يحب موريتانيا وضحى من أجلها كثيراً، وقدم لها الكثير، أسس دولة من لا شيء، أعلن الاستقلال من تحت خيمة، قاوم كل الضغوط التي كانت تسعى لإلحاق موريتانيا بالسنغال أو بالمغرب، دعم التعليم، ازدهرت موريتانيا في أيامه كثيراً، حارب من أجل قضية العرب الأولى، وطرد «إسرائيل» من العديد من الدول الإفريقية، وجعل لموريتانيا حضوراً على المستوى الدولي.

«تصوري في الثمانينات كانت هنالك 9 دور سينما في العاصمة وحدها، لكن كل ذلك اختفى، وها نحن نحاول معاودة الانطلاق من الصفر». هذا ما يقوله مدير الإنتاج في دار السينمائيين الموريتانيين، سالم دندو ويضيف «إن عهد الانقلابات قد أخذ كل ما تحقق من قبل، وأخذ معه أحلاماً وأمالاً كثيرة».

يتفق الموريتانيون على هذه الصورة للمختار، لكنهم يتفقون أيضاً، وإلى حد بعيد، على أمر آخر ألا وهو الخطأ الأكبر الذي اقترفه: حربه مع الصحراء، هذا خطأ كبير، الصحراويون إخوتنا، لغتهم لغتنا، لباسهم لباسنا، حتى شايهم شاينا، ما كان ينبغي أن يحدث ذلك . ويفاجئك عدد واسع من الشباب الذي لم يعايش المختار، لكنه تعرف إليه من خلال كتابه «مذكراته» (موريتانيا على درب التحديات) بأنه يحفظ هذا الرجل عن ظهر قلب، ويكرر لك صورة بلده ومؤسسها وتأسيسها من خلال كلمات المختار نفسه، ويتبنى عدد كبير منهم التبريرات التي قدمها المختار لكل ما قام به.

يحتفظ الموريتانيون بالمختار ولد داداه في قلوبهم وفي ذاكرتهم، وقد سبقوا الدولة إلى تسمية شارع باسمه في العاصمة صار رسمياً اليوم «شارع المختار ولد داداه».

العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً