العدد 3037 - الأربعاء 29 ديسمبر 2010م الموافق 23 محرم 1432هـ

مؤتمر حقوق الإنسان ومناهج التعليم (1)

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

عقدت كل من الأكاديمية الملكية للشرطة وجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة المؤتمر الدولي الأول حول حقوق الإنسان في مجال التعليم تحت رعاية وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وذلك في الفترة من 14-15 ديسمبر/ كانون الأول 2010، الذي افتتح المؤتمر بكلمة ضافية أكد فيها على النقاط التالية:

1. إن الشرطة البحرينية اجتازت بنجاح الاختبارات الحقيقية في الحفاظ على حقوق الإنسان في عدم تسببها في وفاة أي شخص في مواجهتها لمخاطر أمنية فعلية في الفترة الماضية رغم ما تعرضت له من مخاطر فعلية مثل المولوتوف.

2. إن المؤتمر المكرس لبحث أدراج حقوق الإنسان في المناهج الأكاديمية لمؤسسات التعليم العالي عقد بالتزامن مع احتفالات وزارة الداخلية بيوم الشرطة التي تصون حقوق الإنسان على أرض البحرين أرض السلام، والتي تحافظ على الشريعة الإسلامية والتقاليد العربية والتي تشهد نهضة واضحة في مجالات حقوق الإنسان التي اهتم بها ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين والتي حرصت التوجيهات والأوامر الملكية السامية على صيانتها وتأكيد حمايتها.

3. إن المؤتمر يتناول قضايا حقوق الإنسان من منظور أكاديمي حقوقي وليس من منظور سياسي، وهو بذلك يعد فرصة لتعزيز الدور المنضبط والبناء الذي تقوم به الشرطة في مجال حماية حقوق الإنسان وصيانتها.

4. إن التطور في مجال الاتصالات وخاصة الفضائية والإلكترونية تظهر وجود إمكانيات إساءة استخدامها في مجالات الجريمة الإلكترونية، ما يجعل مهمة الحفاظ على الأمن الوطني والسلامة الوطنية مهمة بالغة الصعوبة، وإن هذا هو أحد التحديات أمام الشرطة التي عليها تطوير أساليب عملها والحفاظ على مصداقيتها ودورها باعتبارها حماية للمواطنين وحقوقهم وأمنهم وسلامتهم وحماية للوطن وسلامته واستقراره.

كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من الدكتور محمد مطر رئيس برنامج حماية حقوق الإنسان في جامعة جونز هوبكنز الأميركية والذي تشارك جامعته في إقامة هذا المؤتمر بالتعاون مع الأكاديمية الملكية للشرطة وبحضور ومشاركة السفير مخلص قطب المستشار الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لحقوق الإنسان. وقد أشاد كل من الدكتور محمد مطر والسفير مخلص قطب بالتطورات الإيجابية في مجال حقوق الإنسان التي شهدتها البحرين في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي قاد مبادرة الإصلاح والانفتاح منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الأمور في البحرين، وحرصه على تعزيز التطور الديمقراطي وإجراء البحرين انتخابات نيابية وبلدية اتسمت بالنزاهة والمصداقية، ما حاز إعجاب العديد من المنظمات الدولية وكذلك قيادات دول مهمة مثل الولايات المتحدة وقيادات أوروبية وعالمية.

أشار الدكتور محمد مطر إلى أن البحرين كانت مبادرة في مجال تطوير حقوق الإنسان، وإن هذا المجال المهم شهد تطورات متعددة في دول عربية وخليجية أيضاً. كما عرض للتطورات في مجال فكر وممارسات حقوق الإنسان في الجامعات الأميركية ومناهج التعليم مع إبرازه لفكرة إنشاء عيادات قانونية لحقوق الإنسان لمساعدة ضحايا انتهاك حقوق الإنسان وخاصة العنف ضد النساء.

أما السفير مخلص قطب مستشار أمين عام جامعة الدول العربية فقد عرض لأنشطة الجامعة في مجال حقوق الإنسان وأيضاً لأنشطة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، حيث كان يتولى منصب أمين عام المجلس لمدة 6 سنوات قبل التحاقه بجامعة الدول العربية.

ومن جانبه، أبرز العميد طارق الحسن آمر أكاديمية الشرطة حرص الأكاديمية على عقد هذا المؤتمر المهم مع جامعة أميركية عريقة هي جامعة هوبكنز لكي تنشر في صفوف الشرطة منذ مرحلة إعدادهم وتأهيلهم مفهوم احترام حقوق الإنسان منذ التحاقهم بالأكاديمية، وكذلك في الدورات التدريبية التي تعقدها لرجال الشرطة في مستويات مختلفة، مؤكداً على الأثر الكبير للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك في فكر الشرطة وسلوكياتها، وأبرز مهام الشرطة في ضوء رؤية البحرين 2030م.

وقد اتسمت أعمال المؤتمر ببحوث متعمقة قدمها المشاركون حول التجارب المختلفة في بلادهم من حيث إيجابياتها وسلبياتها، وكيفية تطويرها لترقى بقضايا حقوق الإنسان في دولهم.

وقد كان المشاركون في أعمال المؤتمر ينتمون لعدة جامعات أكاديمية من الولايات المتحدة والبحرين ومصر ولبنان والعراق والأردن وإيران والسعودية، وبذلك كان المتحدثون والباحثون يعبرون عن مدارس فكرية متنوعة في مجال حقوق الإنسان ودور الشرطة من ناحية، وعن الفكر الأكاديمي الحقوقي بعيداً عن الجوانب السياسية من ناحية أخرى.

ودارت مداولات المؤتمر على مدى يومين كاملين في كل يوم 3 جلسات عمل مكثفة، حيث تركزت الجلسات والنقاش على المحاور المهمة في مجال حقوق الإنسان:

الجلسة الأولى: تناولت وضع تعليم حقوق الإنسان في أكاديميات الشرطة وجامعات الدراسات الأمنية في الشرق الأوسط، وعرضت لتجارب كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. وترأس الجلسة الدكتور حازم جمعة أستاذ القانون الدولي وعميد كلية الحقوق بجامعة الزقازيق سابقاً.

الجلسة الثانية: بحثت تعليم حقوق الإنسان في الجامعات وخاصة كليات الدراسات الدولية والقانون التجاري والاقتصادي. وتناولت تجارب في جامعات مصر ولبنان والأردن. وترأس الجلسة الدكتور محمد نعمان جلال العضو السابق في المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر والخبير في قضايا حقوق الإنسان والقضايا الإستراتيجية الدولية.

الجلسة الثالثة: بحثت تعليم حقوق الإنسان في الجامعات وخاصة كليات الحقوق والعلوم السياسية، وتناولت تجارب جامعة مفيد في إيران، وجامعة مؤتة في الأردن وجامعة بغداد في العراق. وترأس الجلسة الدكتور محمد مطر أستاذ القانون الدولي المتخصص في قضايا حقوق الإنسان والمدير التنفيذي لبرنامج حماية حقوق الإنسان في جامعة جونز هوبكنز.

الجلسة الرابعة: تناولت تجارب متعمقة في مجال تعليم حقوق الإنسان، حيث عرض الباحثون الإيرانيون باستفاضة لمفهوم ودور الجامعات ودور التعليم الجامعي وكذلك وجهة نظر الإسلام في مجال حقوق الإنسان.

الجلسة الخامسة: تركزت على بحث محاور خاصة في مجال تدريس حقوق الإنسان وكيفية تطوير مناهج الدراسة، وأبرز المتحدثون عدة نقاط جوهرية منها أن تدريس وحماية حقوق الإنسان مازال يسيطر عليه الطابع النظري في كثير من الجامعات العربية، وأنه ينظر إليه في مجال كليات الحقوق ويتم تناوله من منظور قانوني بحت بمنهج قانوني تقليدي، ولابد من تطويره بإدخال الممارسة العملية والالتجاء للمناهج الجديدة ومنها تناول المفاهيم والإشكاليات الحقيقية القائمة والنزول بالممارسة للميدان العملي وليس الانعزال بين جدران الجامعة. كما أبرز البعض أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان والتربية عليها لتصبح ثقافة مجتمعية وأن تبدأ من المنزل والمدرسة ووسائل الإعلام باعتبارها المصادر الأولى لتكوين فكر الأفراد وسلوكهم.

الجلسة السادسة: عرضت لمفهوم جديد وهو ما أطلق عليه الدكتور محمد مطر اسم عيادة حقوق الإنسان والتي تم إنشاؤها في كليات الحقوق، وتحرص على ثلاث مهام رئيسة هي، الأولى: الممارسة العملية في تعريف الفئات التي تنتهك حقوقها على هذه الحقوق، والثانية: تقديم المساعدة القضائية لضحايا انتهاك حقوق الإنسان وكذلك الاستشارات القانونية، والثالثة: تقديم المساعدة الطبية في حالة انتهاك حقوق الإنسان وخاصة العنف ضد المرأة. وأبرز أن هذا المفهوم عندما طرح لأول مرة في الولايات المتحدة أثار بعض التساؤلات ولكنه أصبح راسخاً الآن في العديد من الجامعات وأخذت به بعض الجامعات العربية وخاصة جامعة الإسكندرية في مصر.

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 3037 - الأربعاء 29 ديسمبر 2010م الموافق 23 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً