العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ

تداعيات التغيير المناخي

حذر تقرير علمي أميركي من أن التكلفة الإنسانية للكوارث الطبيعية الناتجة عن تطرف الأحوال المناخية من المقدر أن تتضاعف بمعدل 1600 مرة في العشرين سنة المقبلة.

وأفاد التقرير المعنون «التكاليف الإنسانية للتغيير المناخي» والصادر عن مركز فينشتاين الدولي بجامعة تافتس في مدينة بوسطن الأميركية، أن تطرف أحوال الطقس تسبب في 76 في المئة من كافة الكوارث الطبيعية الواقعة في العالم في العقدين الأخيرين.

كما أكد علماء المناخ أن الكوارث الطبيعية مرتبطة فيما بينهما، كما حدث في حالة الفيضانات التي أثرت على حياة 20 مليون شخصا في باكستان، والموجة الحارة المدمرة التي دامت ستة أسابيع في روسيا، علي سبيل المثال.

وشدد كبير العلماء في المركز الوطني الأميركي لأبحاث الغلاف الجوي كيفن ترنبيرث، علي أن «علوم الغلاف الجوي أوضحت هذا الإرتباط المباشر بين فيضانات باكستان وموجة الحرارة في روسيا».

وشرح لوكالة انتر بريس سيرفس أن نظام ضغط عالي وطويل الأمد تسبب أساسا في موجة الحر الصيفية في غرب روسيا، في حين أدي إلي نسبة رطوبة غير معتادة في الرياح الموسمية الهندية، ما أسفر عن سقوط الأمطار بمعدلات قياسية في شمال باكستان والهند.

وأضاف العالم أنه في حين يصعب تحديد ما إذا كان التغيير المناخي هو السبب في هذه الظواهر الاستثنائية، إلا أنه بالتأكيد جعل الأمور أسوأ بكثير، «بدون الاحتباس الحراري لما كان من المرجح أن تحدث مثل هذه المتناقضات».

وقال أن موجة الجفاف في روسيا والامطار الغزيرة في باكستان «هي بالضبط ما يتوقع أن يحدث مع التغيير المناخي، فتغيرات الظواهر الجوية المتطرفة هي الطريق الرئيسي الذي يتجلي التغيير المناخي من خلاله». وأفاد أن العواصف والفيضانات التي كانت تحدث مرة كل 200 سنة، قد تحدث الآن كل 30 عاما.

هذا وأشار مركز فينشتاين الدولي في تقريره إلي «أن البقاء أو الفناء أو الفشل أصبح يتوقف في نهاية المطاف علي قدرة كل أسرة منفردة علي حماية أفرادها من الصدمات المادية والاقتصادية للكوارث».

ومن جانبه، أفاد مدير معهد الحد من خسائر الكوارث بجامعة أونتاريو الغربية في كندا غوردن ماكبين، أن بنغلاديش قد خفضت بشكل كبير التكلفة الاقتصادية والبشرية للأعاصير والفيضانات إثر موجة الأعاصير التي قتلت مئات الآلاف من الناس في السبعينات.

وشرح أن سر هذا التخفيض يكمن في تفعيل نظم الإنذار المبكر، وتثقيف الجمهور، وبناء طرق مرتفعة، وتشييد المباني على ركائز متينة .كما تأقلم أهالي بنغلادش المحلية على الفيضانات المتكررة والتربة المالحة وارتفاع مستوى سطح البحر، وذلك بتربية البط بدلا من الدجاج، وتربية الأسماك، علي سبيل المثال.

وأضاف ماكبين لوكالة انتر بريس سيرفس أن البلدان النامية تحتاج إلى دعم دولي أكثر لمساعدتها علي التأهب للظواهر الجوية الشديدة الوطأة والتعافي منها.

وذكّر بأن الدول الغنية تنفق كميات هائلة من الأموال على مصالحها العسكرية والأمنية، فيما تخصص نسبة ضئيلة لمساعدة البلدان علي مواجهة الكوارث، وهو استثمار أفضل بكثير من حيث متطلبات الأمن

العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً