العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ

«الحشيش»... تجارة الموت العالمية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شد الانفجار الانتحاري الذي وقع أمام كنيسة بمدينة الإسكندرية الساحلية وأوقع ما يزيد على 21 قتيلا و79 مصابا في ليلة رأس السنة الميلادية اهتمام من يتابع تطورات الأحداث في الساحة المصرية، وخاصة بعد أن اتسع نطاق الاشتباكات بين العشرات من الأقباط المتظاهرين وأجهزة الأمن، ليصل إلى هجوم على أحد المساجد، وتطور الحادث كي يأخذ بعدا دينيا، كما أرادت له القوى التي تقف وراء تفجير الكنيسة. نسي الجميع، وهم منساقون وراء ذلك الانفجار، خبراً آخر تناقلته وكالات الأنباء من مصر يتحدث عن نجاح «الأجهزة الأمنية بمديرية أمن مطروح من ضبط سمسار بحوزته 80 طربة من مخدر الحشيش قبل ترويجها بمناسبة رأس السنة، بالإضافة الى بعض الأدوات التي يستخدمها المذكور في نشاطه غير الشرعي... تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق». يكتسب الخبر الثاني بشأن القبض على مروج الحشيش، أهميته لكونه يأتي بعد مضي أقل من عام على التقرير الذي أصدره جهاز الامن العام المصري، وأكد فيه أنه «تم القضاء نهائيا على تجارة الحشيش بمصر بعد ان فرضت وزارة الداخلية سيطرتها من اجل اجتثاثه نهائيا ووجهت ضربة قوية للقضاء على سوق الحشيش بمصر». حيث تمكنت السلطات المصرية، ومنذ مطلع العام 2010، «من مصادرة اكثر من 6 اطنان من الحشيش وهي عملية كبيرة لم تشهد مصر مثيلا لها خلال السنوات الاخيرة».

وليست مصر، كما قد يتوهم البعض منا، الدولة العربية الوحيدة الضحية لتجارة الموت هذه، فوفقا لما تسرب من تقارير موقع ويكيليكس الذي حمل رقم «»أي أو 12958»، وتم «تصنيفها من قبل الضابط دوغلاس غرين عن مظاهر الثراء الذي انتشر في الدار البيضاء المغربية»، فإن نسبة عالية من مصادر هذا الثراء تعود «إلى تجارة المخدرات والنشاطات المرتبطة بها مثل الرشوة». ويرى بعض المتابعين لتجارة المخدرات ان المغرب من «أكبر البلدان المنتجة في العالم لمادة القنب، مع تقدير أن إيرادات تجارة هذه المخدرات التي توجه معظمها إلى أوروبا تبلغ 13 مليار دولار سنويا، أي أنها تعادل مرتين مداخيل المملكة من السياحة».

وليست البحرين بعيدة عن هذه التجارة، الأمر الذي أرغم السلطات هنا على تشديد إجراءاتها الأمنية من أجل الحد من دوائر انتشارها، بعد ان تراوح، كما تروي بعض التقارير «ثمن سيجارة الحشيش بين 26 و66 دولارا بحسب جودة المادة المستخدمة، وبدأت تلك السجائر تأخذ أسماءً مختلفة مثل (بن لادن)، و(هنغاريا)»، وتنقل بعض المصادر عن المحامية فاطمة الحواج تأكيدها على أنها «تترافع بشكل شبه يومي في قضايا المخدرات».

وليست الدول العربية استثناء في تجارة الموت هذه، ففي مدينة هندية واحدة هي مانالي التي تقع في شمال غربي الهند وسط مجموعة من الجبال المغطاة بالجليد، تمكنت الشرطة الهندية خلال عامي 2004- 2004 «من مصادرة 545 كيلوغراما من الحشيش كما اعتقلت 273 شخصا من ضمنهم 75 أجنبيا في المنطقة بتهم تتعلق بتجارة المخدرات».

كما ان الدول النامية ليست هي الوحيدة التي تعاني من أضرار هذه التجارة القاتلة، ففي الربع الأول من العام 2007، نشرت جريدة الرياض السعودية، ترجمة قامت بها ابتهال السامرائي لتقرير صادر عن منظمة (Drugscope ) غير الربحية المعنية بشئون الصحة في بريطانيا أشار إلى «تضاعف تجارة الحشيش خلال السنوات الماضية رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها أجهزة الأمن البريطانية، حيث أصبح تجار الحشيش أكثر دهاءً وحذراً بعد أن أتقنوا الإفلات من قبضة الأمن، وتحولت تجارة الحشيش إلى صناعة محلية، حيث إن 60 % من الحشيش الذي يتم تداوله في بريطانيا يزرع محلياً، داخل البيوت السكنية أو المزارع الخاصة خارج حدود المدن».

ولا تستثنى الولايات المتحدة من أضرار رواج هذه التجارة القاتلة، فكما ورد في تقرير لجنة مكافحة المخدرات الأميركية، تفقد «الولايات المتحدة سنويا منذ العام 1979 إلى العام 1983 ما يزيد عن 27000 مليون دولار في قطاع الإنتاج وحده، وتتضمن هذه التقديرات حجم (الفاقد) في الإنتاج الضائع، بسبب نقص قدرة العاملين على الإنتاج، حسب المعدلات (المفترضة) لهم، بسبب ضعف معدل إنتاج وخدمات الفرد نتيجة الغياب والإهمال والسرقات والاختلاسات والجرائم الأخرى وعدم الانضباط، وكلها نتيجة لتعاطي هؤلاء الأفراد المخدرات على اختلاف أنواعها» .

في حقيقة الأمر ان تجارة الموت هذه لم تعد مقتصرة على دولة معينة دون غيرها، او منطقة جغرافية دون سواها. هذا ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى حجم الاتجار بالمخدرات قد تجاوز مبلغ 700 مليار دولار سنوياً... وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة في العالم بعد تجارة السلاح والدواء وتفوق تجارة النفط. كما بلغ عدد متعاطي المخدرات خلال سنة 2004م حوالي (185) مليون متعاطٍ وهذا العدد يمثل ( 3 % ) من عدد سكان العالم وبزيادة قدرها ( 5 ) ملايين متعاطي عن سنة 2003، ويقدر عدد المتعاطين لمخدر الحشيش بحوالي ( 150 ) مليون متعاطٍ، وعدد المتعاطين للأفيون ( 15 ) مليون متعاطٍ منهم ( 9 ) ملايين يتعاطون مخدر الهيروين، وعدد متعاطي المنشطات بحوالي ( 30 ) مليون متعاطٍ»

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • مواطن مستضعف | 6:03 ص

      عوفيت يا أستاذي الكريم

      اقتباس:
      (نسي الجميع، وهم منساقون وراء ذلك الانفجار، خبراً آخر ......................................... من مخدر الحشيش)).
      هل تودُ الإشارة هنا إلى أنّ من قام بذاك الإنفجار الإنتحاري, هم مروّجو المخدرات, لكي يداروا على فعلتهم؟!!

    • زائر 1 | 2:44 ص

      عجيبه

      الي اهرب طفل الباقي اسهل

اقرأ ايضاً