العدد 3053 - الجمعة 14 يناير 2011م الموافق 09 صفر 1432هـ

المجلس الدستوري التونسي يدعو إلى إجراء انتخابات خلال 60 يوما

قال المجلس الدستوري التونسي اليوم السبت إن تونس ستجري انتخابات رئاسية خلال 60 يوما فيما نظم الجيش دوريات في شوارع العاصمة التونسية في محاولة لكبح الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي من السلطة.
وأضاف المجلس الدستوري أنه بموجب الدستور فإن رئيس مجلس النواب ينبغي أن يتولى رئاسة البلاد مؤقتا.
وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي أمس الجمعة إنه تولى مقاليد الحكم مؤقتا بعدما فر الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان رئيسا لتونس منذ أكثر من 23 عاما إلى السعودية بعد احتجاجات مستمرة منذ أسابيع على الفقر والبطالة والقمع.
ولم يرد الغنوشي الذي كان يجري محادثات اليوم السبت مع المعارضة لتشكيل حكومة جديدة على بيان المجلس الدستوري أعلى سلطة دستورية في البلاد.
وفي علامة على انتهاء حكم بن علي أخرج عمال صورة للرئيس السابق خارج مقر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في شارع محمد الخامس في وسط العاصمة التونسية.
ومنعت حواجز وضعها الجيش الوصول إلى شارع بورقيبة الشارع الرئيسي في تونس الذي كان مسرحا للاشتباكات أمس الجمعة.
ويحرس عدة مئات من الجنود والدبابات وعربات الجيب العسكرية وناقلات الجند المصفحة الطرق المؤدية إلى شارع بورقيبة حيث لا تزال الأنقاض الناجمة عن أعمال العنف التي وقعت أمس الجمعة متناثرة.
وحلقت طائرة هليكوبتر عسكرية فوق وسط العاصمة تونس.
وقال فهمي بوراوي الذي كان يحتسي القهوة في مقهى موتسارت وهو أحد المحلات القليلة التي أعادت فتح أبوابها صباح اليوم السبت "إننا في غاية السعادة لأننا أحرار بعد 23 عاما في السجن."
وقتل عشرات من السجناء اليوم السبت في فرار جماعي من سجن وحريق شب في سجن آخر ولكن لم يتضح ما إذا كان للحادثين صلة بالاحتجاجات.
وقال فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري في تصريح بثه التلفزيون الحكومي إن المجلس يعلن شغور مجلس الرئاسة بصفة نهائية وأنه ينبغي الاحتكام إلى المادة 57 من الدستور التي تنص على أنه ينبغي أن يشغل رئيس البرلمان منصب الرئيس مؤقتا وأن يدعو لانتخابات خلال فترة تتراوح بين 45 يوما و60 يوما.
وفؤاد المبزع هو رئيس البرلمان التونسي.
ولم يتضح ما إذا كان المحتجون سيقبلون بهذا الترتيب لأن المبزع والغنوشي مرتبطان بحكم بن علي.
وقال محلل إن إعلان المجلس الدستوري لم يشر إلى أي صراع بين الغنوشي وشخصيات أخرى كبيرة.
وقال المحلل التونسي نور الدين مباركي لرويترز إن الغنوشي قال إنه رئيس مؤقت لأنه لم يكن متأكدا ما إذا كان بن على فر أو لأنه اعتقد أن بن علي قد يستعيد منصبه.
وأضاف أنه بمجرد التأكد من أن الرئيس لم يعد موجودا وأنه لم يترك تعليمات بتكليف رئيس الوزراء بشغل المنصب فإن رئيس مجلس النواب يصبح تلقائيا رئيسا مؤقتا للبلاد.
وأحدثت أعمال العنف والإطاحة ببن علي صدمة في أنحاء العالم العربي واستقبله بصمت الحكام المستبدون الذين يواجهون ضغوطا من الشبان المستائين من السياسات القمعية للحكام العرب وغياب الفرص الاقتصادية.
وتغض الدول الغربية الطرف منذ فترة طويلة عن الحكام في المنطقة الذين يوفرون لها حصنا في مواجهة الاسلاميين الراديكاليين. وقادت الولايات المتحدة دعوات دولية للهدوء وإعطاء الشعب التونسي حرية اختيار حكامه.
وأغلق المجال الجوي التونسي أمس الجمعة وأعيد فتحه اليوم وقالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء إن جميع المطارات مفتوحة.
وظهر الغنوشي في بث مباشر على التلفزيون عبر الهاتف ليلة أمس ووعد ببذل قصارى الجهد لاستعادة النظام.
وقال الغنوشي انه سيلتقي مع ممثلي الاحزاب السياسية اليوم السبت في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية.
وأردف قائلا لمحطة تلفزيون تونسية خاصة عبر الهاتف ان اليوم سيكون يوما حاسما وانه سيلتقي مع ممثلي الاحزاب السياسية لتشكيل حكومة قال انه يتمنى ان تلبي التوقعات.
ومن بين من وجهت لهم الدعوة للاجتماع مع الغنوشي من اجل محادثات الائتلاف نجيب الشابي وهو محام ينظر اليه الدبلوماسيون الغربيون منذ فترة طويلة على انه اكثر الشخصيات الجديرة بالثقة في المعارضة.
وقال الشابي لتلفزيون آي-تلي الفرنسي "هذه لحظة حاسمة. هناك عملية تغيير نظام جارية.
"يجب أن تفضي إلى إصلاحات عميقة.. لاصلاح القانون وترك الاختيار للشعب."
وقال مصطفى بن جعفر رئيس حزب اتحاد الحرية والعمل لرويترز إنه اجتمع هو وشخصيتان أخريان هما الشابي وأحمد إبراهيم رئيس حزب التجديد مع الغنوشي اليوم السبت.
وقال محتجون إنهم سيستمرون في الخروج إلى الشارع.
وذكر فاضل بالطاهر وهو شقيق واحد من بين عشرات قتلوا في الاحتجاجات أن المتظاهرين سيعودون الى الشارع اليوم في ميدان الشهداء لمواصلة العصيان المدني الى ان يرحل النظام.
وقالت مجموعة يورواسيا للاستشارات إن الاحتجاجات قد تستمر إذا لم يعلن جدول زمني محدد لانتخابات رئاسة جديدة أو إذا لم تتشكل حكومة انتقالية.
وقالت "على الرغم من أن شوارع تونس أكثر هدوء عما كانت عليه قبل سبعة أيام. فمن غير المرجح أن يبدد رحيل بن علي التوترات في أرجاء البلاد على الفور."
وقال اليتسير بيرت من مكتب وزير الخارجية البريطاني إن الساعات الثماني والأربعين القادمة ستكون حاسمة "لتشكيل ائتلاف سيأخذنا إلى انتخابات نتطلع أن تكون حرة ونزيهة."
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي رفض السماح لبن علي بدخول فرنسا الى اجتماع مع وزراء كبار في حكومته لبحث الوضع في تونس. وحثت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تونس على "السعي للتصالح مع المحتجين وإلى تطبيق ديمقراطية حقيقية."
وقالت في رسالة للغنوشي "ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد لدعمكم في هذه البداية الجديدة."
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:19 م

      بلدي وإن جارت علي عزيزة

      يا شعب تونس الأبي يا أحرار تونس يا شهداء تونس ... من هنا من أرض البحرين الطيبة من شعبها الأصلي المرابط هنا وبالتحديد من سترة الإباء نبارك لكم هذا الانتصار على السلطة الجائرة التي خرجت كالجرذان من أرضكم مطأطأة راسها مذولة بعد أن قتلتموها بإرادكم، لا مات الشابي وهو مزروعاً فيكم بشعره الصامد حين قال :
      إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
      ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيدِ أن ينكسر
      هنيئا لكم وتعساً لكل الحكومات الظالمة تعساً تعساً لكل مستكبر......

    • زائر 2 | 10:50 ص

      نعم للحريه ويسقط الظالم

      كل الحريه للشعوب نعم والظلام المرتزقة نهاية مسيرتها هي الهروب لقد نهبوا وسلبوا الشعوب ولكن الله ليس غافل عن الدكتاتوريين الظلمه وتحياتي الى الشعب التونسي الشقيق اللذي كافح وظحه بدمائه من اجل الحرية ولقمت العيش ....

    • زائر 1 | 10:10 ص

      من البحرين الى تونس شعب واحد لا شعبين

      نبارك للشعب التونسي انتصاره و نعزيه بالشهداء الذين سقطو اثناء الاحتجاجات التي جعلت من من تربع على السلطه ان يهرب الى خارج البلاد و يختبئ خلف الستار و لاكن هيهات ان ينسى الشعب التونسي من ظلمهم يجب تقديمه للمحاكمه على ما اقترفه من قتل و نهب المال العام مثلما سقط صدام و سقط شاه ايران سقط زين الهاربين و الفال لبقيه الظلام

اقرأ ايضاً