في حادث مأساوي جديد تشهده رأس الخيمة (الامارات العربية المتحدة)، لقي طفل بحريني الجنسية يدعى “خالد .ع .أ” 3 أعوام و8 أشهر حتفه احتراقاً في حريق شب في منزل أسرته الكائن بمنطقة الشريشة في جلفار مساء أمس الأول، أدى إلى إلحاق خسائر مادية كبيرة بالمنزل .
وقال العقيد محمد عبد الله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة إنه ورد بلاغ لغرفة العمليات في تمام الساعة التاسعة و43 دقيقة من مساء أمس الأول من أحد الأشخاص الآسيويين عن احتراق منزل بمنطقة الشريشة في جلفار، ليتم على الفور انتقال فرقة الإطفاء المكونة من مقدمة حوادث وسيارة إسعاف وسيارة أطفاء من مركز الإدارة، ترافقها وحدة التدخل السريع إلى موقع الحادث الذي تبين عند الوصول إليه احتراق 3 غرف نوم وغرفة تخزين داخل المنزل وتلوث أرجائه كافة بالدخان الكثيف المتصاعد من الحريق ، مضيفاً أن رجال الإطفاء باشروا بإخماد النيران بواسطة المياه وانتشلوا جثة الطفل الذي كان قد فارق الحياة نتيجة الحروق الشديدة التي لحقت به بفعل ضراوة النيران، وتم نقلها إلى مستشفى صقر الحكومي .
وأشار إلى أنه لم تعرف أسباب هذا الحريق الذي أدى بالإضافة لوفاة الطفل، إلى وقوع خسائر مادية كبيرة لم يتم تقديرها بعد وتسليم الحادث للجهات المختصة في شرطة رأس الخيمة بحضور وكيل النيابة والمقدم محمد علي شليك رئيس قسم المراكز بإدارة الدفاع المدني برأس الخيمة والملازم إبراهيم الزعابي ضابط مركز الإدارة بالإنابة .
وأهاب العقيد الزعابي بالأهالي بضرورة مراقبة أبنائهم وبخاصة الأطفال منهم وعدم تركهم لفترات طويلة من دون تفقدهم واستطلاع أحوالهم من وقت لآخر، واستخدام أنواع قابلة للخلع من الحماية المعدنية التي يتم تركيبها على النوافذ لتسهيل التعامل معها في حال وقوع أي طارئ يتطلب إزالتها، منبهاً من خطورة التجمهر في مواقع الحوادث من قبل الجمهور والمتطفلين، ما يعيق عملية وصول فرق الإطفاء والإسعاف والإنقاذ ودوريات الشرطة لمواقع الأحداث، وبالتالي رفع نسبة الخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عن هذه الحوادث التي تتطلب سرعة الوصول والتدخل .
“الخليج” زارت منزل أسرة الطفل الضحية وخيمة العزاء، حيث التقت والده الذي بدأ حديثه ولوعة الفراق والألم تخنق عبراته، بالإشارة إلى أن طفله الضحية الذي يحتل الترتيب الثاني بعد شقيقته نور البالغة من العمر 5 سنوات كان يدرس في مرحلة الحضانة في إحدى المدارس الخاصة، وكان يتمتع بذكاء ومرح كبيرين، في الوقت الذي كان يصحبه معه في أغلب أوقات الفراغ معه في زياراته ومشاويره اليومية .
وعن تفاصيل الحادث أشار الوالد المكلوم الى أنه توجه لأداء صلاة العشاء في مسجد قريب من منزله ومكث فيه ما يقارب الأربعين دقيقة بعد انتهائه من الصلاة ليتوجه بعدها الى منزله حيث جلس مع زوجته في غرف نومهما الواقعة في فناء المنزل لمتابعة التلفزيون، وأثناء ذلك سمع صراخ طفليه، إلا أنه اعتقد أنه صراخ عادي مماثل للصراخ الصادر عنهما عند لعبهما مع بعضهما بعضاً، مضيفاً أنه قفز من مكانه مذعوراً على صوت والدي زوجته اللذين يقيمان معهما في المنزل ذاته، وهما يشيران الى وجود حريق بالمنزل ويخرجان فراش تشتعل فيه النيران إلى الخارج .
وأضاف أنه قام في البداية بالسؤال عن طفليه حيث وجد طفلته نور على مقربة منه، فيما لم يجد طفله خالد ليحاول بمساعدة من عدد من الجيران الذين هرعوا للمنزل على أصوات الصراخ، إخماد الحريق باستخدام أواني ملؤوها بالمياه، إلا أن ضراوة النيران وكثافة الدخان حالت دون دخولهم إلى المنزل، موضحاً أنه كان قد قام قبل ذلك بالاتصال بالدفاع المدني للإبلاغ عن الحادث حيث قام رجال الإطفاء فور وصولهم للمكان بإخلاء المنزل، ومن ثم إخماد النيران لينتشلوا بعدها جثة طفله من المخزن الذي يحتوي على فراش وأغطية وبعض الأدوات .
ولفت إلى أنهم تسلموا جثة طفله صباح أمس من المستشفى، بعد الحصول على الأذون اللازمة من الجهات المختصة، ومن ثم قاموا بدفنها في مقبرة الغب .
من جانبه أشار جاسم قادر جار أسرة الطفل خالد إلى أنه كان يتابع مباراة كرة القدم بين المنتخب الوطني ونظيره الإيراني ضمن بطولة كأس آسيا المقامة في العاصمة القطرية الدوحة، عندما تناهى لمسامعه أصوات الصراخ الصادر من منزل ذوي الطفل الضحية ليتوجه على الفور تجاه المنزل المذكور في الوقت الذي قام فيه بالاتصال بالدفاع المدني للإبلاغ عن الحريق .
وأضاف أنه فور وصوله للمكان ساهم مع عدد من الجيران الذين هبوا إلى المنزل لإخماد النيران المشتعلة، إلا أن ألسنة اللهب الكبيرة والدخان الكثيف حالا دون ذلك إلى حين وصول فرقة الدفاع المدني التي قامت بإخماد الحريق وانتشال جثة الطفل من داخل المنزل .