العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ

الأحداث في العالم العربي كشفت ضعف الدور الأميركي في المنطقة

يرى محللون في واشنطن أن دوامة الأحداث الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسلط الأضواء على ضعف الولايات المتحدة حالياً في المنطقة.

فالوضع حالياً هو عكس ما كان عليه في التسعينات عندما أطلقت الولايات المتحدة عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في سياق حرب الخليج الأولى التي أخرجت الجيش العراقي من الكويت.

وفي غضون أسابيع قليلة توالت سلسلة تحركات شعبية ضد الأنظمة في تونس ومصر واليمن والأردن، وكلها حليفة لواشنطن. وفي الوقت نفسه اسقط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وسورية الحكومة الموالية للغرب.

وفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قرر الفلسطينيون التوجه إلى الأمم المتحدة في حين تبدو عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة تحتضر.

في هذه الاثناء تملأ دول مثل تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية الفراغ الناتج عن ذلك من خلال تعزيز دورها في الدبلوماسية الإقليمية على ما لفت أيضاً المحلل شبلي تلحمي من جامعة مريلاند لوكالة «فرانس برس».

وقال هذا المحلل «ما من شك أن النفوذ الأميركي تراجع بشكل كبير منذ عقدين» مذكراً بـ «السلام الأميركي» (باكس أميركانا) والهيمنة الأميركية في المنطقة بعد 1991.

وجاءت اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة لتغير المعادلة بشكل جذري. فاجتياح أفغانستان والعراق من قبل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة كلف الآلاف من الأرواح البشرية ومليارات الدولارات. كما ترافق أيضاً بتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.

وباتت الولايات المتحدة تتهم إيران بالتدخل في شئون أفغانستان والعراق وأيضاً بتسليح وتمويل حزب الله الشيعي اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

ورأت الخبيرة مارينا اوتاواي من مؤسسة كارنيغي «أن نفوذ إيران في العراق يضاهي بقوته نفوذ الولايات المتحدة».

وأشارت أوتاواي إلى أن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش ارتكب أيضاً خطأً بمحاولته غير الناجحة القضاء على نفوذ سوريا في لبنان. وقالت «إن ذلك جعل الوضع أكثر اضطراباً لأن السوريين يسعون لاستعادة نفوذهم».

واعتبر آرون ديفيد ميلر وهو مفاوض سابق للسلام الأميركي وبات باحثاً في مركز وودرو ويلسون، أن موجة الأحداث الأخيرة في العالم العربي «تسلط الأضواء على الضعف الأميركي».

وهذه التقلبات في الأوضاع بالنسبة للولايات المتحدة تأتي من بعيد لكنها برأي ميلر مذهلة بسبب الوعود التي أطلقتها إدارة باراك أوباما الذي أعلن عن تغيير عهد بعد حكم بوش. وقال إن الرئيس الحالي «أثار آمالاً وإلى حد ما فكرة أننا كنا أكثر اقتداراً مما نحن عليه في الحقيقة».

فبعد «التعثر» في عملية السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، «نلقى بكل تأكيد في تونس ومصر صعوبة في تحديد أي دور أكثر فعالية يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في مواجهة هذه التغيرات»

العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً