العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ

ماذا سيحدث بعد احتجاجات مصر ؟

أقال الرئيس المصري، حسنى مبارك الحكومة لكنه رفض الإذعان لمطالب بتنحيه عن منصبه بعدما أمر قوات ودبابات الجيش بالنزول إلى المدن في محاولة لإخماد احتجاجات عارمة في الشوارع ضد حكمه الذي بدأ قبل 30 عاماً.

* ماذا سيحدث فيما بعد؟

فيما يأتي بعض الأسئلة والأجوبة...

- هل اتخذ مبارك خطوات كافية لإعادة المتظاهرين لبيوتهم؟

لا يزال المحتجون في الشارع بعدما أعلن مبارك إقالة الحكومة وما زالت الحشود تبدي تحديها.

وقال محتج «إن الأمر لا يتعلق مطلقاً بالحكومة. إنه أنت (مبارك) الذي يجب أن يرحل فما فعلته بالشعب كاف».

ووجه مبارك رسالة صارمة وأبدى إصراره على البقاء. وانطوت الرسالة على عصاً غليظة وجزرة صغيرة. جاءت العصا في صورة الدبابات التي نزلت إلى شوارع العاصمة والمدن الأخرى أما الجزرة فكانت اعترافه في كلمته على شاشة التلفزيون بالمظالم الاقتصادية لدى كثير من المصريين ووعد بخطوات لمساعدة الأكثر فقراً بصفة خاصة وتعهدات غامضة بإصلاح سياسي.

وربما يعتقد كثيرون من المصريين إنهم سمعوا مثل هذه الوعود من قبل. ولكن المحتجين الذين سيغامرون بالخروج سيجدون فوهات مدافع الدبابات في مواجهتهم وليس مدافع المياه الخاصة بسيارات مكافحة الشغب.

وقاد الاحتجاج مصريون من الطبقة المتوسطة على درجة أعلى من التعليم يتقنون التعامل مع شبكة الإنترنت ولكنها اجتذبت نطاقاً أوسع بكثير من السكان إلى الشارع مع احتدام الزخم. وربما يريد الفقراء الذين يعتمدون على المواد الغذائية التي تدعمها الحكومة معرفة ما إذا كانت وعود مبارك بالمساعدة ستتحقق قبل اختبار مدى استعداد الجيش لتنفيذ تهديد ضمني باستخدام القوة.

وقال من مؤسسة مابل كروفت لمؤسسة مابل كروفت للمخاطر السياسية، أنطوني سكينر «سيتعين علينا رؤية طريقة رد الناس على ذلك ولكني لا أعتقد أنه سيكون كافياً على الإطلاق».

* ماذا نتعلم من تونس ؟

حين أقال الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي حكومته ووعد بانتخابات مبكرة كانت التنازلات هي بداية النهاية لحكمه. فقد تعهد في الصباح وفر في المساء لكنه فشل في كسب دعم الجيش للسيطرة على المتظاهرين بعد فشل الشرطة.

وأظهر مبارك القائد السابق للقوات الجوية أنه لايزال يمسك بزمام السيطرة على الجيش اعتى قوة في البلاد. ويتطلب تحدي الجيش متظاهرين أشداء.

وقال سيكنر «في بعض الأوجه... يعيد إلى الأذهان ما فعله بن علي في تونس قبل الإطاحة به فقد عزل الحكومة لكنه اضطر للتنحي حين اتضح أن الجيش لن يطلق النار على المتظاهرين. لا نعرف حقاً أين يقف الجيش في مصر في الوقت الحالي».

* ماذا يعني للاقتصاد والأسواق المصرية ؟

اضطربت الأسواق المصرية عقب أحداث تونس قبل اندلاع المظاهرات في مصر. وحين اندلعت المظاهرات في مصر يوم الثلثاء الماضي هوت الأسهم في أكبر هبوط في يوم واحد في تاريخ المؤشر الرئيسي للبورصة. ونزل الجنيه المصري لأقل مستوى في ستة أعوام. وتتعطل الأسواق المالية في مصر يومي الجمعة والسبت وستواجه موقفاً صعباً عند فتح الأسواق اليوم.

واستثمر مستثمرون أجانب مليارات الدولارات في مصر منذ تولي الحكومة الحالية زمام المسئولية في 2004 . وخفضت الحكومة الضرائب والرسوم الجمركية. وساعد ذلك على تحقيق نمو قوي في السنوات الأخيرة يبلغ حالياً نحو ستة في المئة ولكن الفقراء يشتكون من أنهم لم يستفيدوا شيئاً.

وينتاب المستثمرون الآن القلق بشأن من سيتولى الحقائب الاقتصادية الرئيسية وما إذا كان سيتم العدول عن الإصلاحات.

وقال مبارك في كلمته عقب المظاهرات «لقد انحزت وسوف أظل للفقراء من أبناء الشعب على الدوام مقتنعاً بأن الاقتصاد أكبر وأخطر من أن يترك للاقتصاديين وحدهم»

العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً