العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ

التظاهرات الصاخبة وأعمال النهب تغير ملامح العاصمة المصرية

مكبر صوت يطلق بجلبة تعليمات ورجال يصلون على سجادة قذرة وجرحى فاقدو الوعي ينقلون بالعشرات الى جامع باب اللوق الصغير، هكذا بدا المشهد في وسط القاهرة مع المواجهات الدامية الجديدة بين المتظاهرين ورجال الأمن.

ويقول أحمد غاضباً «إنهم يعتبروننا أعداء» وهو يعرض طلقة بندقية يقول إن الشرطة أطلقتها على المتظاهرين خلال الصدامات التي جرت بعد ظهر السبت أمام وزارة الداخلية في وسط العاصمة.

فقد احتشد أمس (السبت) آلاف المتظاهرين المطالبين بـ»رحيل الرئيس» حسني مبارك في اليوم الخامس من حركة الاحتجاج الغاضبة التي تشهدها البلاد.

وهتف المتظاهرون «الشعب والجيش يد واحدة» وهم يحيون العسكريين الذين يمرون بالدبابات في ميدان التحرير في قلب العاصمة حيث جرى تخريب وسلب محلات سلاسل الوجبات السريعة الأميركية ماكدونالدز وبيتزاهات وكنتاكي فرايد تشيكن.

ومع حلول المساء أطلقت قوات الشرطة النار باتجاه المتظاهرين بين ميدان التحرير ووزارة الداخلية. ونقل عشرات الجرحى ومعظمهم فاقدو الوعي إلى مسجد باب اللوق الصغير المجاور لساحة المواجهات.

وكانت الفوضى هي السائدة في هذا المسجد المتواضع حيث أخذت مجموعة من الأطباء والمتطوعين في معالجة الجرحى. ويتساءل محمد خلف وهو محامٍ شاب جاء للمساعدة ساخطاً «الشرطة تطلق علينا النار منذ الأمس وتحمي وزارة الداخلية. ما الذي يفعله الجيش؟».

وانتشرت نحو عشر دبابات بالقرب من وزارة الداخلية لكنها لم تتدخل في الصدامات بين المتظاهرين وقوى الأمن. وقال ضابط لـ»فرانس برس» طالباً عدم ذكر اسمه «هنا وزارة الداخلية ورجال الشرطة يحاولون الدفاع عن أنفسهم بإفزاع الناس. إنهم يريدون الرحيل لكنهم لا يستطيعون».

ومع حطام السيارات المحترقة والمقذوفات التي تملأ الشوارع والدخان الكثيف المنبعث من مقر الحزب الحاكم بدت القاهرة السبت ساحة معركة حقيقية.

وفي شوارع القاهرة ظهر جلياً غياب الشرطة، التي استهدفتها التظاهرات الدامية هذا الأسبوع، فيما عدا أمام مبنى وزارة الداخلية، وتولى شبان يرتدون الجينزات تنظيم حركة المرور.

وبدا منظر حي المهندسين كئيباً مع مشهد عشرات المتاجر المحطمة الواجهات والتي تعرضت للنهب والتخريب. ويقول أحد السكان آسفاً «أتى العديد من الشبان خلال الليل ودمروا كل شيء، كانوا يبدون مثل السكارى».

ويقول مالك محل ملابس «لا وجود للشرطة واللصوص هربوا من السجون. لم أر مثل ذلك في حياتي». وتعرض متجر كبير لسلسة كارفور الفرنسية العملاقة على طريق القاهرة الدائري السبت لعملية نهب وتخريب.

ويقع المتجر في مركز تجاري كبير يضم متاجر أخرى في حي المعادي الذي يقطنه العديد من الأجانب المقيمين في القاهرة. كما شهدت أحياء أخرى عديدة في القاهرة أعمال سلب ونهب.

وفي مواجهة ذلك شكل عدد من الأهالي مجموعات للدفاع عن أحيائهم.وكانت العديد من محطات البنزين مغلقة السبت لتشهد المحطات القليلة التي عملت أمس ازدحاماً من سائقي السيارات

العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:29 ص

      الشرطه

      الشرطه السرية هى التى تسرق وتنهب ولقد انفظحوا من الشرفاء الثوريون امسكوهم

اقرأ ايضاً