العدد 3073 - الخميس 03 فبراير 2011م الموافق 29 صفر 1432هـ

الجيش المصري: الحكم الغامض في الازمة

القاهرة-(ا ف ب)

تطرح المماطلة الواضحة التي يتبعها الجيش المصري الذي لا يستخدم القوة ضد المتظاهرين لكنه ايضا لم يتصد للهجمات التي يتعرضون لها، حسب قولهم، علامات استفهام كبيرة بشان دوره الذي سيكون بلا شك حاسما في انهاء الازمة سواء نهاية دموية او سياسية.
ويتساءل المحللون عما اذا كان هذا الموقف يعود الى تواطؤ مع الشرطة في طريقتها القمعية او الى الحذر حيال وضع متطور او الى انقسام في مؤسسات الدولة او مجرد الرغبة في كسب الوقت للتفاوض على خروج آمن للرئيس مبارك.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه ان هذه التساؤلات "تظهر ان كثيرا من الاشياء تتحرك داخل النظام والجيش".
وكان وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي اول مسؤول رسمي يتوجه الى ميدان التحرير، معقل حركة الاحتجاج الشعبي غير المسبوقة التي تشهدها مصر منذ 11 يوما ضد الرئيس المصري، حيث جاء "لتفقد الاوضاع".
واكد الاميرال مايك مولن ئيس اركان الجيش الاميركي انه تلقى تاكيدا من القيادة العسكرية المصرية بان الجيش لن يطلق النار على المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك.
وقال عماد جاد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتجية ان "الجيش، اي قيادة الاركان وليس المخابرات، لا يريد اعطاء الانطباع بالتدخل لانه يرغب في تولي السلطة. وهو ينتظر مطالبته بذلك كي يظهر في صورة المنقذ".
والجيش هو المؤسسة التي خرج منها كل الرؤساء الذين حكموا مصر منذ الاطاحة بالنظام الملكي عام 1952 من محمد نجيب وجمال عبد الناصر وانور السادات الى حسني مبارك.
والجيش الذي يشكل العمود الفقري الوفي للنظام يحظى ايضا باحترام الشعب الذي يقدر له عدم تدخله في الاضطرابات الشعبية ودوره في حرب اكتوبر 1973.
ويرى توفيق اكليماندوس خبير الشؤون المصرية في كولياج دو فرانس، اكاديمية البحث الفرنسية المرموقة، انه يمكن ان تكون هناك عدة تفسيرات لذلك:
- اولا "قد يكون الامر متعلقا بتوزيع للمهام على طريقة +العسكري الجيد، العسكري السيء+ بين الشرطة ومسؤولي النظام في مهاجمة المتظاهرين، وبين الجيش لاعطاء صورة حياد زائفة".
- ثانيا "عدم قدرة الجيش على المحافظة على النظام". فهو لا يملك لا الخبرة او التدريب او حتى الرغبة في ذلك ومن الصعب مطالبة المجندين بفتح النار على المدنيين.
- ثالثا: ان حيرة وتردد العسكريين على الارض تعكس حيرة قادتهم وايضا النظام "ليس لديهم تعليمات من القمة لان القمة نفسها لا تدري كيف تتحرك". هذه القمة "لا تريد مواجهة الشعب لكنها لا تريد ايضا طرد الرئيس" كما يطالب المتظاهرون وفقا لتوفيق اكليماندوس.
- رابعا: "كسب الوقت" للتفاوض على خروج مشرف للرئيس وعلى ترتيبات مرحلة انتقالية.
ورغم ثقافة السرية التي يتبناها ظهرت بوادر عن توترات داخلية.
فنائب الرئيس عمر سليمان رجل مقبول لدى الولايات الممتحدة واسرائيل لكن بصفته رئيسا سابقا للمخابرات يجسد ايضا ميراث حقبة مبارك.
وربما تكون هناك ايضا رغبة لدى ضباط شبان في القيام بدور اكبر في مواجهة حرس عسكري قديم شديد الارتباط بالرئيس الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
وفي هذا الاطار قد يسعى قائد الجيش سامي عنان، المحاور الدائم للاميركيين في الاونة الاخيرة، الى الظهور في الصورة او ايضا رئيس الوزراء الفريق احمد شفيق وزير الطيران السابق. فهذا العسكري المخضرم يمكن ان يطمئن المؤسسة العسكرية وكذلك الاوساط الاقتصادية.
الا ان مفتاح الموقف الاخير للجيش والصراع على السلطة يمكن ان يكون في يد الولايات المتحدة التي تستطيع ان تضع في الميزان مبلغ المليار و300 مليون دولار الذي تقدمه كمساعدة سنوية للقوات المسلحة المصرية.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً