العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ

حملة شعبية لتنظيف ميدان التحرير

القاهرة - ا ف ب

تقاطرت جموع من المتطوعين الى ميدان التحرير، رمز الثورة الشعبية المصرية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، لتنظيفه بعد تظاهرات واعتصامات تواصلت على مدى 18 يوما.
وقال احد المتطوعين، ويدعى عبد الرحمن عطا "الا ينظف المرء منزله؟ مصر هي بيتنا وعلينا ان ننظفها".
واضاف هذا الرجل الستيني "مصر جديدة، انه اليوم الاول في تاريخ مصر"، فيما كان الالاف من الاشخاص يتدفقون الى الميدان منذ الصباح الباكر للانضمام الى اولئك الذين امضوا ليلهم في الاحتفال بتنحي مبارك.
وقد عمل المتطوعون الشباب، ومن هم اكبر سنا، على كنس الشوارع وتنظيف الارض والمصابيح وحتى التماثيل في الميدان ومحيطه، في المكان الذي دأب مئات الالاف من المتظاهرين على الاحتشاد فيه يوميا مطالبين برحيل مبارك بعد 30 عاما من توليه رئاسة البلاد.
وهتفت مجموعة من الشبان "احنا يا جدعان حننظف الميدان"، بينما كان العشرات من الاشخاص يتطلعون اليهم ويلتقطون لهم الصور.
وتبعهم رجل مسن وهو يصفق لهم بقوة، فيما راحت مجموعات اخرى تغني وترقص مع وصول عائلات بكاملها الى الميدان رافعين الاعلام المصرية.
وقد علق البعض على صدورهم اوراقا كتبوا عليها "نأسف للازعاج" و"أمس تظاهرت واليوم أبني".
وقد انتشرت هذه الدعوة العفوية للتنظيف من شخص الى آخر، ومن خلال الرسائل النصية القصيرة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت المدرسة هدى صالح "انا انظف حتى يعود السياح الى مصر"، وهي تضع قناعا للوقاية من الغبار اثناء مساهمتها في تنظيف المنطقة قرب المتحف الوطني المحاذي لميدان التحرير.
وقد اثرت الاحداث الاخيرة في مصر سلبا على قطاع السياحة، لا سيما جراء المواجهات بين القوى الامنية ومؤيدي مبارك من جهة والمتظاهرين من جهة اخرى.
واسفرت المواجهات في الاجمال عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص في الايام الاولى للتحرك.
ويشارك في اعمال التنظيف متطوعون من مختلف مناطق مصر، ومن مختلف الطبقات الاجتماعية كذلك.
وفي هذا الاطار تقول شيرين احمد (22 عاما) التي تدرس الصحافة وتقطن في احد الاحياء الراقية في القاهرة "يتهموننا باننا بورجوازيون، واننا لا نختلط مع الناس، وها نحن قد اتينا مع المكانس للمساعدة".
ويؤكد صديقها محمد على كلامها قائلا والمكنسة في يده "نحن فخورون جدا بمصر، انها المكان الاجمل في العالم، ندعو العالم بأسره الى زيارتنا".
ويرى كثير من المصريين ان البلد لم يتغير فحسب، بل ان الناس انفسهم قد تغيروا.
ويقول شريف اسعد (27 عاما)، وهو موظف في مجموعة مايكروسوفت :سيكون هناك تغير في سلوكنا اليومي، علينا ان نعمل لهذا الوطن، نريد ان نثبت للعالم اننا امة كبيرة متحضرة".
ويضيف "بدأنا بالتغيير على المستوى السياسي، والناس انفسهم سيتغيرون".
واذا كان الجيش، الذي يتولى السلطة حاليا في مصر منذ تنحي مبارك، قد تعهد السبت ب"انتقال سلمي" نحو "سلطة مدنية منتخبة"، الا ان الناس ما زالت تتطلع الى خطوات ملموسة للانتقال الى الديموقراطية.
ويقول احمد ابراهيم الحائز على درجة دكتوراه في الهندسة، وهو احد المشاركين في اعمال التنظيف "يمكننا ان نعود الى ميدان التحرير في أي وقت، نحن نعرف الطريق".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً