العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ

مصر الجديدة بعد مبارك تعتبر قفزة في المجهول بالنسبة لاسرائيل

يشكل سقوط حسني مبارك قفزة في المجهول بالنسبة لاسرائيل التي تخشى ان يستغل "الاخوان المسلمون" الوضع لتقويض معاهدة السلام مع مصر التي كانت حجر الزاوية لكل السياسة الاقليمية للدولة العبرية منذ ثلاثة عقود.
وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى "الترحيب" مساء السبت ب"الضمانات" التي قدمها الجيش المصري بالنسبة الى احترام معاهدة السلام بعد مغادرة الرئيس حسني مبارك السلطة تحت ضغط الشارع.
ورحب نتانياهو بتأكيد الجيش المصري على "التزام جمهورية مصر بكافة الالتزامات والمعاهدات الاقليمية والدولية"، في اشارة الى معاهدة السلام مع اسرائيل على الاخص، بعد الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في ثورة شعبية.
وقال بيان صادر عن مكتب نتانياهو ان اتفاق السلام الساري منذ وقت طويل مع مصر خدم البلدين كثيرا وشكل حجر زاوية من اجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط كله".
واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن "الترحيب بتاكيد الجيش المصري على احترام مصر اتفاق السلام مع اسرائيل".
وتعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في مصر الجمعة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، بتأمين "انتقال سلمي" نحو "سلطة مدنية منتخبة لبناء الدولة الديموقراطية الحرة" وباحترام "المعاهدات الاقليمية والدولية".
وكان نتانياهو التزم الصمت واصدر تعليمات لوزرائه بعدم التعليق على مرحلة ما بعد مبارك.
وكان نتانياهو والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز شددا سابقا على ان مبارك عمد على الدوام الى تجنيب معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر، وهي الاولى التي توقع بين دولة عربية واسرائيل عام 1979، اي تاثيرات رغم الازمات خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين وحرب على لبنان عام 2006.
ويقول بعض المعلقين الاسرائيليين ان ازاحة هذا الشريك من شأنه من الان وصاعدا ان يخلق "فراغا خطيرا".
وتطرق نتانياهو عدة مرات الى احتمال تكرار سيناريو "على الطريقة الايرانية" يستفيد بموجبه الاخوان المسلمون -المقربون من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة- من الوضع للاستيلاء على السلطة او ممارسة نفوذ بشكل يخولهم الغاء معاهدة السلام.
وعبر توقيعها معاهدة السلام مع الدولة التي تضم اكبر عدد سكان في العالم العربي مقابل الانسحاب من سيناء التي احتلتها في حزيران/يونيو 1967، تمكنت الدولة العبرية من كسر عزلة دبلوماسية كاملة في المنطقة.
وعلى الصعيد العسكري اتاح هذا الاتفاق التاريخي للجيش الاسرائيلي خفض نشر دفاعاته على طول الحدود مع مصر البالغة 240 كلم. واصبحت شبه جزيرة سيناء وهي منطقة عازلة، منزوعة السلاح.
واكدت محطات التلفزة الاسرائيلية السبت انه "سيكون على هيئة الاركان اعادة النظر في كل خططها الاستراتيجية"، مشيرة الى زيادة متوقعة لميزانية الدفاع.
وقال زفي مازل سفير اسرائيل السابق في مصر انه "من وجهة نظر استراتيجية فان اسرائيل تجد نفسها الان في وضع عدائي. لم يعد هناك احد لقيادة دول براغماتية ومعتدلة في حين ان تركيا وايران تكسبان قوة".
من جهته قال الخبير البارز في شؤون الدفاع رون بن يحاي في حديث للاذاعة الاسرائيلية ان "الجيش المصري لا يريد حربا مع اسرائيل، عليه ان يدير بلدا ويتعامل مع التوترات الخارجية لا سيما في السودان".
واضاف بن يحاي "يعرف الجيش المصري انه في حال ابسط مس بمعاهدة السلام فانه يخاطر بحرمان نفسه من 1,3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الاميركية".
ولمواجهة فترة الارتياب هذه، فكر القادة الاسرائيليون تلقائيا بالولايات المتحدة لتلقي التطمينات رغم الانتقادات لموقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اتهمته وسائل الاعلام" بالتخلي" عن مبارك الذي كان حليفا دائما لاميركا.
وارسل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى واشنطن لضمان الدعم الاميركي واستمرار المساعدات العسكرية الاميركية التي تقدر بثلاثة مليارات دولار تقدم سنويا للدولة العبرية.
وتمت الاستجابة لطلب باراك حيث سيزور رئيس هيئة الاركان الاميركي الاميرال مايك مولن الاردن واسرائيل يومي الاحد والاثنين لطمانة الحليفين الرئيسيين. وقال متحدث باسم البنتاغون ان مولن "سيناقش القضايا الامنية ذات الاهتمام المشترك وسيؤكد للشريكين الاساسيين التزام الجيش الاميركي بالوقوف الى جانبهم".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:45 م

      الشعب مصدر السلطات ولو بعد حين.

      إذا فات الفوت ما ينفع الصوت يا ريس،، ما تفيد الحسرة والندم خلاص طارت الطيور بأرزاقها والشعب سوف يكون الضمانة الأولى للوطن. نبيل العابد

    • زائر 3 | 3:24 م

      AKIEED

      من متى الاسرائليين التزمو بالمعاهدات والمواثياق
      المفروض خلاص اسرائيل يجب ان تزول من الوجود اللي سووه مو قليل
      ولا اتفاقيه مع اليهود

    • زائر 2 | 3:24 م

      الاردن

      يعني ما شوفت واحد علق وقال الاردن عميلة لاسرائيل وذراع لامريكا...ولا بس كان مبارك هو العميل وهو الخاين....والله لسوف يحاسب الله كل من افترى منكم بكلمة على هذا الرجل...وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    • زائر 1 | 3:16 م

      الرصاصي

      هههههههههههه لا تخافون من الاخوان المسلمين أصلا مادام انهم ما قدروا على فعل اي شيء طوال ال30سنة الماضية وفي بلدهم شلون تخافون من انهم يهاجمونكم؟ هذا يدل على الجبن والخوف من كل شي مجهول عندكم ومبين انكم ما تنامون الليالي ومو متهنين في العيش في ارض محتلينها بالقوة ويبين كذلك مدى القلق لي في قلوبكم وأكيد ترتعش قلوبكم من اي حركة او صوت خاصة في هالليالي الشتوية والزلال العاصفة الجارية في جوار الارض لي محتلينها

اقرأ ايضاً