العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ

مشهد من ثورة 25 يناير... محمد المصري «صوت التحرير» في مترو الأنفاق

في الوقت الذي كان يتجمع فيها مئات الألوف من المصريين في ميدان التحرير بوسط القاهرة للمطالبة برحيل نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان شاب نحيف وطويل أسمر اللون يحمل علم مصر ويجوب قطارات مترو أنفاق العاصمة لينقل «صوت التحرير» إلى جماهير الشارع العادية.

وتخلى مبارك الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً الجمعة عن السلطة وسلم قيادة البلاد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد 18 يوماً من احتجاجات شعبية حاشدة غير مسبوقة.

وقبل سقوط نظامه بفضل ما سميت «ثورة 25 يناير» نسبة إلى اليوم الذي انطلقت فيه الاحتجاجات الشهر الماضي كان مبارك (82 عاماً) قدم تنازلات لم تكن متوقعة من قبل هذه الثورة مثل إعلان عدم ترشحه لولاية سادسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سبتمبر/ أيلول المقبل.

كما جعلت الاحتجاجات من فكرة ترشح نجله الأصغر جمال لخلافته أمراً محالاً. لكن كل هذه التنازلات لم تثن المصريين عن إنهاء اعتصامهم في ميدان التحرير «معقل الثورة» حتى تحقق لهم مطلبهم الأساسي وهو «إسقاط النظام».

وبعد ظهر يوم أمس الجمعة وقبل تنحي مبارك بساعات فوجئ مراسل «رويترز» بشاب أسمر نحيف وطويل يكسر الصمت السائد في إحدى عربات قطار بمترو أنفاق العاصمة المتجه إلى ضاحية شبرا الخيمة بأبيات من الشعر العامي تقول ...

«اتكلم عشان يبقالك في العزة والكرامة مكان وكيان ... اتكلم ده أنت إنسان ... اتكلم وطالب بحق ولادك... مش هتموت قبل ميعادك».

وبعدها خاطب الشاب الناس قائلاً «إحنا شباب الفيسبوك اللي مكانوش عاجبين ناس كتير. شباب مهدور حقهم وفاقد آدميته لكن لنا عزة وكرامة. فإن لم تكن العزة والكرامة للمصريين ... هتكون لمين؟». لكن يبدو أن هذا الحديث لم يلق استحساناً من عدد من الركاب الذين قال أحدهم باستنكار «يعني عاجبك وقف الحال اللي البلد فيه بسبب المظاهرات اللي انتم عاملينها في التحرير؟».

ويعكس كلام هذا الراكب موقف عدد من المصريين كانوا يتوجسون من رحيل النظام على الفور خشية أن يحدث انفلات أمني وانهيار للأوضاع الاقتصادية. كما كان البعض يشعر بالضيق بسبب انعكاس هذه الاحتجاجات بالسلب على بعض الأنشطة الاقتصادية خلال الأسبوعين الماضيين.لكن الشاب رد على الراكب القلق قائلاً «إحنا مش هنفرض عليكم رأينا ... لكن حابين نقولك إن الشيء اللي أنت راضي عنه قوله نعم بمحبة واقتناع وليس بالكرباج والعصا وإذا مكنتش راضي عن شيء قوله لا بكل الثقة وكون أول من عصى».

وقال الشاب ويدعى محمد إسماعيل محمود (26 عاماً) ويشتهر باسم محمد المصري لمراسل من «رويترز»: «أنا هنا بانقل صوت الناس اللي في التحرير للناس اللي في الشارع ومعندهاش فكرة عن إيه اللي بيحصل في الميدان أو اللي لسة حاسة بالخوف من النظام».

وأضاف المصري الذي قال إنه يدرس الموسيقى العربية ويعمل في ذات الوقت بائعاً متجولاً إنه ينقل هذه الرسالة في قطارات المترو منذ يوم الجمعة 28 يناير/ كانون الثاني والذي سمي بيوم «جمعة الغضب».

ويقيم المصري في حي الشرابية وهو حي فقير في شمال القاهرة. وبسؤاله ما إذا كان ينتمي إلى أي جماعة أو حزب سياسي قال المصري «أنا مش عروسة في أي مسرح من مسارح العرائس السياسية». وعن الدافع الذي حركه للقيام بما يقوم به «أقوم بذلك بدون خوف من رجال الأمن وبدون خوف من أي حد بسبب ما رأيته من التضحيات التي قدمها زملائي شهداء ثورة يناير». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن المواجهات التي اندلعت بين الشرطة والمحتجين في الأيام الأولى للاحتجاجات التي انطلقت يوم 25 يناير في يوم عيد الشرطة أسفرت عن سقوط 300 قتيل على الأقل

العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً