العدد 3092 - الثلثاء 22 فبراير 2011م الموافق 19 ربيع الاول 1432هـ

أوباما يتعرض لضغوط ليتدخل ضد ليبيا

روس كولفين وارشد محمد - (رويترز) 

تحديث: 12 مايو 2017

تنامت الضغوط على البيت الابيض الامريكي للتدخل لمنع الحملة الدامية التي يشنها الزعيم الليبي معمر القذافي على المحتجين المطالبين بالديمقراطية بعد ان دعا عضو في الكونجرس مقرب من الرئيس باراك أوباما شركات النفط لوقف عملها في ليبيا. وواجهت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء نداءات متصاعدة لفرض عقوبات ضد ليبيا بعد ان استخدم نظام القذافي الدبابات وطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية لشن هجمات جديدة على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية وأيضا اتخاذ اجراء مباشر ضد طرابلس مثل قصف المطارات الليبية او فرض حظر جوي على ليبيا وهي خطوات عسكرية يعتقد معظم المحللين انها غير مرجحة.

واعترض بعض المنتقدين على صمت أوباما على العنف الذي أودى بحياة مئات الليبيين. وقال البيت الابيض انه قدم التعازي لضحايا "العنف المروع" وحث الحكومة الليبية على احترام حقوق مواطنيها. وأضاف ان واشنطن تريد العمل مع المجتمع الدولي للتحدث بصوت واحد بشأن ليبيا.
ودعا مسؤولون امريكيون الى انهاء العنف واستبعدوا فيما يبدو اي تحرك أمريكي من جانب واحد.

ودعا السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ادارة اوباما الى بحث اعادة فرض عقوبات صارمة ضد طرابلس وقال ان شركات النفط يجب ان توقف عملياتها في ليبيا على الفور. وقال كيري في بيان مشيرا الى ان القادة الليبيين الذين شاركوا في الحملة الصارمة يمكن ان يواجهوا اتهامات بارتكاب جرائم حرب "لسنا بدون خيارات وخاصة بالاشتراك مع المجتمع الدولي الاشمل."
وأضاف "زعماء العالم يجب ان يحذروا معا العقيد القذافي من ان أفعاله الجبانة سيكون لها عواقب."

وقال كيري الذي لديه سلطة التدقيق في السياسة الخارجية الامريكية ان استخدام حكومة القذافي "للقوة المميتة ضد شعبها يجب ان يعني نهاية النظام نفسه."
وأعلن البيت الابيض انه يدرس اقتراح كيري بإعادة فرض العقوبات التي رفعها الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو. بوش لكنه الان يركز على انهاء عمليات سفك الدماء.


ورفع بوش نطاقا عريضا من العقوبات الاقتصادية ضد ليبيا بعد قرارها في عام 2003 بالتخلي عن برامج الاسلحة النووية وتحرك الى تسوية المطالبات الناجمة عن تفجير طائرة الركاب الامريكية التابعة لشركة بان امريكان فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988 .
وقالت اليانا روس ليتينين رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ونظيرة كيري ان الولايات المتحدة ودول أخرى يجب ان "تفرض عقوبات اقتصادية بما في ذلك تجميد أرصدة النظام وفرض حظر على السفر."

وحث كيري مجلس الامن التابع للامم المتحدة على التنديد بالعنف واستكشاف العقوبات المؤقتة.
وقال كيري ان الموقف في ليبيا يوفر للجامعة العربية والاتحاد الافريقي فرصة لخلق سابقة في ردها على الازمة.
وقال "هذه خطوات ملموسة يجب ان تتخذ الان وفي الايام القادمة إظهار ان العالم سيرد بإجراءات وليس بكلمات فقط عندما يستخدم نظام العنف المستهجن ضد شعبه."
ولم يشر أوباما الى الاحداث في ليبيا حين القى كلمة في جامعة بأوهايو على خلاف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي قالت انها ستؤيد فرض عقوبات على طرابلس اذا لم يوقف القذافي أعمال العنف.
وتجاهد ادارة أوباما للتعامل مع موجة من الاحتجاجات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أسقطت حتى الان رئيسي تونس ومصر. وتواجه واشنطن في كل دولة من الدول التي شملتها الاحتجاجات تحديات خاصة بعد ان شهدت سياساتها في الشرق الاوسط تنهار في أسابيع.


وتحدث أوباما عن اعمال العنف ضد المحتجين في تونس ومصر والبحرين وقال بعض المحللين ان سكوته على ليبيا متعمد.
وقال دانيل سيروير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكينز "الدخول في مباراة سباب مع القذافي ليس عملا ذكيا على الاطلاق. هذا الرجل (القذافي) يستمتع بتسليط الاضواء عليه فتجاهله قد يكون له فائدة."
وأدانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية في السابق العنف ودعت الحكومة الليبية الى احترام حقوق شعبها.
لكن منتقدين قالوا ان ادارة اوباما يجب ان تؤيد المتظاهرين وان تتخذ خطوات لاحباط التعتيم الليبي على الاتصالات الذي يعزل المحتجين عن العالم الخارجي.


وخيارات الولايات المتحدة للتأثير على ليبيا على خلاف مصر والبحرين محدودة وقلت المساعدات الامريكية لليبيا عام 2010 عن مليون دولار.
كما ان الخيار العسكري لا يبدو مطروحا وان كانت الولايات المتحدة لم تحجم عن استخدام القوة العسكرية ضد القذافي من قبل وقصفت الطائرات الامريكية العاصمة طرابلس وبنغازي ثاني أكبر مدينة في ليبيا عام 1986 ردا على هجوم على ملهى ليلي في برلين الغربية سابقا كان يرتاده الجنود الامريكيون.


وكررت كلينتون دعوتها لوقف اراقة الدماء. وسئلت عما اذا كانت واشنطن مستعدة لان تذهب أبعد من الادانة فردت ان المسؤولين الامريكيين يعملون مع المجتمع الدولي للاتفاق على التحرك "المناسب". واستقال السفير الليبي لدى الولايات المتحدة علي العجيلي من منصبه كممثل لطرابلس وحث واشنطن على تصعيد تصريحاتها في مجلس الامن التابع للامم المتحدة قائلا ان الوقت حان للاطاحة بنظام القذافي.


وقال العجيلي أمس في تلفزيون إيه.بي.سي. "أحتاج لان ترفع الولايات المتحدة صوتها بقوة. هذا النظام يتداعى وهذا وقت التخلص منه."
وأضاف "الرجاء الرجاء مساعدة الشعب الليبي. ساعدوهم. انهم يحترقون." وقال "نحتاج لان يقف العالم بجوارنا."
وقالت الخارجية الامريكية انها استأجرت عبارة ستتحرك من طرابلس اليوم الاربعاء وان الاولوية ستعطى لمن يصل أولا ولأصحاب الاحتياجات الصحية. وقالت الولايات المتحدة انها لم تتمكن من إجلاء أحد من دبلوماسييها غير الأساسيين وافراد اسر العاملين في سفارتها في ليبيا امس.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً