العدد 3102 - الجمعة 04 مارس 2011م الموافق 29 ربيع الاول 1432هـ

الثوار يتقدمون غربا واجتماع للمجلس الوطني في ليبيا

بنغازي (ليبيا) - ا ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

 شن الثوار الليبيون الذين يسيطرون على شرق البلاد هجمات على المدن الخاضعة للجيش النظامي الموالي للعقيد معمر القذافي بينما يفترض ان يعقد المجلس الوطني الذي اسسته المعارضة اول اجتماع له اليوم السبت.
وفي بنغازي معقل المعارضة، ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في مستودع للاسلحة الجمعة الى 27 قتيلا وعشرات الجرحى.
على الصعيد الدبلوماسي، طلبت طرابلس من الامم المتحدة رفع العقوبات التي فرضت على ليبيا.
واكد مسؤول حكومي ليبي لوكالة فرانس برس مساء الجمعة ان الغرب "باكمله تحت سيطرة النظام" لكن الشرق "يبقى مشكلة".
واعلن المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لاسقاط القذافي والاعداد لانتقال سياسي، انه سيعقد اول اجتماع رسمي له اليوم السبت في مكان لم يكشف.
وقال الناطق باسم المجلس مصطفى الغرياني لفرانس برس ان "الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني سيعقد صباح اليوم"، بدون ان يحدد موعده بدقة او مكانه.
واضاف "انها مسألة امنية"، مشيرا الى ان الزعيم الليبي "يواصل قتل الناس".
ويرئس المجلس الذي يضم ثلاثين عضوا مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الايام الاولى من الثورة.
واكد الثوار الجمعة انهم سيطروا على مدينة راس لانوف النفطية الاساسية بعد معارك ضارية اسفرت عن سقوط "العديد من القتلى" لكن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم نفى في المساء هذه المعلومات.
وقال مصدر طبي في اجدابيا ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من عشرين اخرين بجروح في هذه المعارك في المنطقة النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا.
ومع ذلك احتفل مئات المتمردين ليل الجمعة السبت بالسيطرة على راس لانوف وهم يطلقون النار في الهواء.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس انه شاهد ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الحروج النفطي وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش.
غير ان كعيم نفى مساء الجمعة ان تكون الثورة سيطرت على راس لانوف، مؤكدا ان "الحكومة تسيطر عليها وفي راس لانوف كل شىء هادىء".
وفي وقت سابق، اعترف مصدر حكومي بان البريقة التي تقع بين راس لانوف ومعقل الثورة بنغازي اصبحت بايدي المتمردين. لكن زميلا له نفى ذلك بشكل قاطع موضحا ان اشتباكات ما زالت جارية.
وتبعد راس لانوف مئتي كيلومتر شرق سرت مسقط رأس ومعقل الزعيم الليبي معرم القذافي.
وسمع دوي انفجارات ورشاشات ثقيلة في الصحراء عن بعد عشرة كيلومترات شرق راس لانوف بينما كان الثوار المسلحون متوجهين بشاحنات الى المدينة ترافقهم سيارات اسعاف.
وقال احدهم ويدعى مرعي "انهم يطلقون صواريخ غراد. رأيت اربعة اشخاص يقتلون امامي بعدما اصابهم صاروخ".
وفي الوقت نفسه، اعلن التلفزيون الحكومي الليبي ان القوات الموالية للقذافي احكمت سيطرتها على الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) التي تضم مصفاة نفطية مهمة.
لكن مسؤولا حكوميا تحدث في وقت لاحق عن "جيوب للمقاومة" بينما نفى سياسي محلي بشدة المعلومات التي بثها التلفزيون الحكومي وقال ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر على المدينة.
وقال محمد قاسم الناشط السياسي في الزاوية لقناة الجزيرة الفضائية ان المدينة محاصرة لكنها لم تسقط مجددا بايدي الجيش.
من جهتها، اكدت مراسلة محطة التلفزيون البريطانية سكاي نيوز الكس كروفورد ان جيش القذافي "يحاصر" المدينة وسكانها يخشون وقوع هجوم.
وقالت "انهم يخشون وقوع هجوم ويحاولون الاستعداد للدفاع عن انفسهم".
وكانت معلومات بثها التلفزيون من احد مستشفيات الزاوية افادت ان ثلاثة اشخاص قتلوا في المدينة وجرح خمسون آخرون بينهم سبعة اصاباتهم خطيرة. وبين المصابين طفلان.
وقالت كروفورد "كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيسي. كانوا الاف الاشخاص، غالبيتهم غير مسلحين يسيرون باتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات واسلحة اخرى بينها رشاشات ثقيلة".
واضافت ان "الجيش استمر في اطلاق النار على الناس الذين كانوا يموتون"، مؤكدة سقوط "عشرات الجرحى بينهم طفلان على الاقل عمرهما خمس سنوات اصيبا في الظهر والرأس".
وتابعت انه تم استدعاء سيارات الاسعاف التي "اطلق النار على بعضها ايضا".
وتحدث طبيب يعالج المصابين من المتمردين في راس لانوف عن سقوط "عدد كبير من القتلى والجرحى" خصوصا اثر اطلاق صاروخ.
وقال عبد الرؤوف احد المتطوعين في الثورة لوكالة فرانس برس بعد عودته من الجبهة "شاهدنا اشخاصا يموتون في كل مكان".
من جهة اخرى، اعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 27 قتيلا واكثر من ثلاثين جريحا مساء الجمعة في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي.
وقال الغرياني "لا نعرف بالتأكيد ما اذا كان الانفجار عملية تخريب او حادث او ضربة جوية لكن لم ير احد طائرة".
واوضح ان عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر باربعين شخصا، مشيرا الى ان حصيلة الضحايا يمكن ان ترتفع.
من جهة اخرى، تعذر الدخول الى شبكة الانترنت الخميس في سائر انحاء ليبيا ، كما افادت الجمعة شركة اربور نيتووركس المتخصصة في مراقبة حركة الدخول الى الانترنت.
وكان الدخول الى شبكة الانترنت في ليبيا قطع للمرة الاولى في 18 شباط/فبراير.
وفي نيويورك، اكد نظام القذافي انه "فوجىء" بالقرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي السبت الماضي، داعيا الى تعليق تعليق العقوبات التي اقرت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.
وتشكل الرسالة المؤرخة في الثاني من اذار/مارس والتي ارسلها الى مجلس الامن امين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية اول رد فعل يصدر عن النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة.
وفي كراكاس تلا وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو في اجتماع للحكومات اليسارية في اميركا اللاتينية، رسالة من نظيره الليبي موسى كوسا تنص على الموافقة على تشكيل هذه البعثة.
واخيرا على الحدود التونسية حيث بدأ سباق ضد الزمن لتجنب كارثة انسانية، تجاوز عدد اللاجئين الذين تدفقوا من ليبيا الى مئة الف الجمعة، حسب الدفاع المدني التونسي.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً