العدد 3105 - الإثنين 07 مارس 2011م الموافق 02 ربيع الثاني 1432هـ

محتجون يمنيون يتحدون سلطة صالح.. والجيش ينتشر في صنعاء

امتدت اليوم الثلاثاء احتجاجات يمنية تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما إلى منطقة قبلية تعتبر معقله السياسي كما انتشرت عربات تابعة للجيش في العاصمة صنعاء.
وقال أحد سكان مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي صنعاء في اتصال تليفوني إن نحو عشرة آلاف شخص تظاهروا في المدينة. وذمار معروفة بارتباطها بصالح وهي مسقط رأس رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس القضاة.
وهتف المحتجون قائلين "ارحل .. ارحل" بعد يومين فقط من تنظيم موالين لصالح مظاهرة موالية للحكومة وكانت بنفس الحجم.
وأضافت الاحتجاجات المتنامية -التي اشعلها الغضب بشأن الفقر والفساد- وسلسلة من الانشقاقات في صف حلفاء صالح السياسيين والقبليين إلى الضغوط عليه للتنحي هذا العام رغم تعهده بترك السلطة عند انتهاء فترته الرئاسية عام 2013 .
وقال جريجوري جونسن الباحث المتخصص في اليمن في جامعة برينستون "ما تراه في كل مكان هو أن المزيد من الناس يبدأون بالفعل التجمع حول هذه الدعوة الوحيدة لأن يتنحى الرئيس."
وقال أعضاء محليون في الحزب الحاكم إن محتجين في ذمار رشقوا مسؤولا بالبلدية بالحجارة فأحدثوا به عدة إصابات وأنهى المحتجون مسيرتهم وبدأوا اعتصاما قالوا إنه سيستمر إلى أن يسقط صالح.
وفي صنعاء التي يعتصم فيها آلاف المحتجين منذ أسابيع انتشرت عربات الشرطة والجيش في الشوارع ردا فيما يبدو على دعوات وجهها النشطاء الشبان لتنظيم مسيرة إلى قصر الرئاسة.
وأحضرت الشرطة كذلك مدفع مياه ووضعت حواجز خرسانية حول جامعة صنعاء وهي نقطة تجمع للاحتجاجات المناهضة لصالح والتي كانت هادئة في الأيام القليلة الماضية بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة في أرجاء البلاد بين الموالين للحكومة والمحتجين والتي أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل.
واقتربت الدولة في اليمن جار السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم من الانهيار حتى قبل الاحتجاجات الأخيرة. ويسعى صالح جاهدا لترسيخ هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال وإخماد حركة انفصالية في الجنوب بينما يخوض قتالا ضد جناح القاعدة في اليمن.
وفي اضطرابات أخرى قال مسؤول محلي إن ضابطا كبيرا في المخابرات أصيب برصاص اطلقه رجال يركبون دراجات نارية في مدينة زنجبار الجنوبية فيما بدا محاولة اغتيال من قبل متشددين في القاعدة.
واستلهمت الاحتجاجات التي يشهدها اليمن المظاهرات التي أطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وأدت ايضا إلى انتفاضة في ليبيا. ويقول محللون إن احتجاجات اليمن ربما تصل إلى نقطة يصعب عندها على صالح وهو سياسي داهية التشبث بالسلطة.
وألقى أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني باللوم في الاحتجاجات المتنامية المناهضة للحكومة على تردي الاوضاع الاقتصادية في الدولة الفقيرة التي يعيش 40 في المئة من سكانها البالغ عددهم 23 مليون شخص بدولارين أو أقل في اليوم كما يواجه ثلث اليمنيين الجوع المزمن.
وقال إنه يريد أن يقدم مانحون أجانب ما يصل إلى ستة مليارات دولار لسد فجوة خمس سنوات في الميزانية وأضاف أنه سيقدم خطة تنمية في وقت لاحق من هذا الشهر إلى دول مانحة من بينها حلفاء في أوروبا والخليج وكذلك الولايات المتحدة.
وقال القربي لرويترز بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في أبوظبي إن ما يحتاجه اليمن بالفعل هو التنمية والنمو الاقتصادي لان الازمة السياسية الحالية هي نتيجة الوضع الاقتصادي في البلاد.
ورفض صالح الاسبوع الماضي خطة اقترحها ائتلاف المعارضة وتقضي بتنفيذ إصلاحات سياسية وانتخابية تمهد الطريق أمام تنحي الرئيس اليمني هذا العام لكنه قبل مجموعة إصلاحات أخف قدمها رجال دين.
ويعتصم عشرات الالاف من المحتجين في مدن يمنية كبرى ويقيمون في خيام حيث يمضون الليل في سماع خطب وترديد الاغاني الوطنية. وترتفع نبرة احتجاجاتهم المناهضة لصالح بحلول النهار وتعهدت المعارضة أمس بتصعيد الاحتجاجات.
واحتشد محتجون في مدينة إب جنوبي العاصمة في الشوارع احتجاجا على هجوم بالعصي والحجارة شنه موالون لصالح يوم الاحد على اعتصام لمناهضي الحكومة. وأصيب نحو 60 محتجا.
وقال أطباء إن عمر عطا وهو شاب يمني يبلغ من العمر 18 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها ليلة أمس.
وقال والد عطا في كلمة للمحتجين في إب اليوم "ضحى ابني بنفسه وهذه هي هدية أسرتي للثورة."
ودعا نشطاء من الطلاب في إب زملاءهم لترك الدراسة والانضمام إليهم في الشوارع وهتفوا "لا مدارس ولا تدريس حتى يسقط الرئيس".


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:05 م

      الله ينصرهم

      الله ينصرني كل الاحرار في العالم

    • زائر 1 | 11:46 ص

      احرار

      الله ينصر الاحرار العرب في كل مكان في العالم ممن لا يرضون العبودية

اقرأ ايضاً