العدد 3110 - السبت 12 مارس 2011م الموافق 07 ربيع الثاني 1432هـ

الأولمبية الدولية في حال استنفار لمحاربة الغش الرياضي

شعار اللجنة الأولمبية الدولية
شعار اللجنة الأولمبية الدولية

140 مليار دولار هي قيمة المراهنات الرياضية غير المشروعة وما ينتج عنها من رشى، رقم خيالي، يعادل مرة ونصف المرة موازنة الصين العسكرية، كشف عنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ قبل أيام في اختتام أعمال مؤتمر عقد في مقر اللجنة في لوزان، وأسفر عن تشكيل لجنة متابعة عهد إليها وضع أسس لمحاربة "الآفة الجديدة المتفاقمة".
واستقى روغ معلوماته من الأمين العام للـ "إنتربول" رونالد نوبل الذي حضر المؤتمر، وحض على العمل السريع و"الفوري"، معلنا أن كتابا خاصا منتظر صدوره في 16 مارس/ آذار الجاري، ليكون بمثابة "دستور" يحدد أطر المعالجة والخطوات العملية استنادا إلى مواد قانونية واضحة.
وكان مؤتمر لوزان الأول من نوعه على هذا الصعيد، وجمع معنيين من وزراء للداخلية والأمن والرياضة وأعضاء أولمبيين ورؤساء اتحادات دولية وقانونيين، فضلا عن ممثلي الشرطة الدولية لمكافحة الجريمة (إنتربول) ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة المنشطات والمكتب البلجيكي لمكافحة تبييض الأموال والاتحاد الدولي لليانصيب المنضوية تحت لوائه 140 منظمة ومديرية للمراهنات والعاب الميسر في 70 بلدا.
وبادرت اللجنة الأولمبية الدولية لهذا التحرك "خشية تدمير هذا النوع من الفساد الرياضة"، على حد تعبير روغ. وهي باشرت الخطوات الأولى العام 2006 بالتعاون مع الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم واتحادات كرة المضرب والكريكيت والفروسية.
منذ البداية، اتضح أن الإحاطة والمكافحة تحتاج إلى نصوص يستند إليها، فكانت تعديلات في الشرعة الأولمبية التي "شهدت" إضافات، نجم عنها استحداث جهاز مراقبة لسير عمليات المراهنات قدر الإمكان، وقومت التجارب الأولى الميدانية في أولمبيادي "بكين 2008" الصيفي و"فانكوفر 2010" الشتوي، وفي ضوئها ستعتمد آلية اكثر فاعلية في "لندن 2012".
وأوضح روغ أن هذا الجهاز سيوضع بتصرف الاتحادات الدولية، "ونعد دراسة لهذه الآلية المعدلة وأولوياتها وكلفها"، أو ما يسمى بـ "مراسيم تنظيمية تنفيذية".
وتمخض اجتماع لوزان عن الاتفاق مع شركات مراهنات لمراقبة أي عمليات غير مشروعة ومباشرة التحقيق الفوري بها بالتعاون مع جهات أمنية وقضائية ذات صلاحية معنية بالأمر في مقدورها ملاحقة المرتكبين وتوقيفهم، مثل الإنتربول.
في مداخلته أمام المؤتمرين، لفت روغ إلى أن المراهنات غير الشرعية وجه آخر للمنشطات ومحورها واحد هو الغش الرياضي، "إذ يتعاطى رياضيون منشطات لتسهيل الفوز ويحدث التلاعب بالنتائج من خلال المراهنات لتحقيق فوائد مادية ومعنوية وأهمها الفوز بطريقة غير مشروعة". والخلاصة أن "هذه السلوك مخالف للأخلاق الرياضية ولا يمكن الدفاع عنه"، مشيرا إلى تفاقم الموقف وخطورته بعدما أضحت المنافسات الرياضية جاذبة لعمليات تبييض الأموال.
واعتبر روغ أن المرحلة الحالية شبيهة بما كان سائدا في مجال المنشطات، قبل حظر مادة "إيبو" بعدما اعتمدت تجهيزات مخبرية لاكتشاف آثاره في أجسام الرياضيين. وكان التحرك السريع والطارىء وقتذاك في وجه ارقام قياسية "خيالية" مسجلة، وبعضها يبدو انه يستحيل تحطيمه من دون تعاطي عقاقير محفزة محظورة.
ويرفع روغ الصوت عاليا "لأنه إذا غض العالم طرفه بعد الآن فهو يرتكب جريمة بحق الرياضة باعتبارها قائمة على أسس راسخة قوامها المثل والأخلاق، والتلاعب بنتائجها يضربها في الصميم، ما يثير سخط الجمهور ويفقد المنافسة المصداقية، والبطولات والدورات المداخيل النظيفة التي تؤمن تطورها".
في يونيو/ حزيران الماضي، عقدت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية اجتماعا تأسيسيا في لوزان لبحث سبل المعالجة ووضع قواعد العقاب المطلوبة عبر طرح إيجاد صيغة نصوص واضحة. وهي ورقة المشروع التي ستتبلور في الأيام المقبلة مع ما ينبثق من أدوات عمل في ضوء "كتاب الطريق" المنتظر صدوره، ليفرض على الاتحادات تطبيقها والسير بها، ويكون ذلك بمثابة بروتوكول أو ضوابط "الاعتماد الدولي والاعتراف الأولمبي" وشروطه.
أما الخطة التي تعدها اللجنة الأولمبية الدولية مع اختصاصيين فتركز على دور التربية والتنشئة السليمة، وقد باشرت خطواتها التنفيذية مع المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية للشباب "سنغافورة 2010"، فنظمت حلقات نقاش وحوار نبهت خلالها من مخاطر الانزلاق في هذا "الدهليز" (أي المنشطات والتلاعب بالنتائج) لئلا تكر السبحة.
اللجنة الأولمبية الدولية تنظر إلى التطورات والمستجدات المرتقبة بتفاؤل، وتسعى إلى بلورة هيئة تنفيذية قريبا. وفي مقابل مطالبة المدير العام للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ديفيد هومان على هامش المؤتمر الأوروبي للرياضة في بودابست بإنشاء منظومة مماثلة لمكافحة الغش من "أجل سلامة الرياضة"، تتسارع الخطوات لإيجاد خلية عمل تستقطب اكبر عدد ممكن من الحكومات والمنظمات والهيئات ومؤسسات المراهنات الشرعية، كي توحد جهودها وتعلن المواجهة الدائمة للغش الرياضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً