العدد 3122 - الخميس 24 مارس 2011م الموافق 19 ربيع الثاني 1432هـ

آلاف السوريين يهتفون للحرية رغم عرض الاسد للإصلاح

احداث درعا   (أ ف ب)
احداث درعا (أ ف ب)

قدم الرئيس السوري بشار الأسد أمس (الخميس) تعهدا لم يسبق له مثيل بتوسيع الحريات وتحسين مستوى معيشة السوريين بينما تزايد الغضب في أعقاب قمع للمحتجين أسفر عن سقوط 37 قتيلا على الأقل.
وعلى الرغم من هذا التعهد وزيادة كبيرة في أجور موظفي القطاع العام خرج آلاف السوريين يهتفون للحرية والثورة في وسط مدينة درعا الجنوبية محور الاحتجاجات المناهضة لحكم حزب البعث الذي مضى عليه 48 عاما.
وبعد وقت قصير من جلاء قوات امنية عن المسجد العمرى الذي اقتحمته يوم الاربعاء وقتلت ستة اشخاص تجمع المحتجون حول المبنى وهتفوا ايضا قائلين ان الشعب السوري لن يخضع.
وقالت شخصيات المعارضة السورية ان وعود الاسد لا تلبي مطامح الشعب ومماثلة لتلك الوعود التي تكررت في مؤتمرات حزب البعث حيث يتم تشكيل لجان لدراسة اصلاحات لا ترى النور أبدا.
وقال محتج في مدينة درعا "القيادة تحاول امتصاص غضب الشارع. ونحن نريد الاصلاح على الأرض."
وقال مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا في جنوب سورية إن ما لا يقل عن 37 محتجا قتلوا في المدينة يوم الأربعاء عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين يستلهمون الاحتجاجات في أرجاء العالم العربي.
وبينما كانت مستشارة للرئيس السوري بشار الأسد تقرأ قائمة بالأوامر تضمنت الغاء محتملا لحالة الطواريء المفروضة في سورية منذ 48 عاما قالت جماعة حقوقية إن السلطات السورية اعتقلت مازن درويش الناشط البارز المؤيد للديمقراطية.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد في مؤتمر صحفي إن الأسد لم يأمر قوات الامن بإطلاق النار على المحتجين. وكانت شعبان تعلن عن تنازلات لم يكن من الممكن تصورها في سورية قبل ثلاثة أشهر.
وأضافت أن الأسد سيقدم مشروعات قوانين تمنح حريات لوسائل الإعلام وتسمح بتشكيل حركات سياسية غير حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ نصف قرن تقريبا.
وقالت إن الأسد الذي خلف والده الراحل حافظ الأسد في حكم سورية أصدر مرسوما يقضي بإعداد "مشروع لقانون الأحزاب في سورية وتقديمه للحوار السياسي والجماهيري." وأضافت أن الرئيس سيكافح للنهوض بمستوى معيشة المواطنين في سورية قبل كل شيء.
وأضافت قولها إن أمرا آخر صدر لدراسة "إنهاء حالة الطوارئ بسرعة مع إصدار تشريعات تضمن أمن الوطن والمواطن."
وقالت "انا كنت شاهدة على تعليمات سيادته الا يطلق الرصاص الحي حتى لو قتل من الشرطة او من قوى الامن او من اجهزة الدولة لانه حريص على كل مواطن وعلى كل فرد سوري."
وفي 31 من يناير كانون الثاني قال الاسد انه ليس هناك احتمال ان الاضطرابات السياسية التي هزت انذاك تونس ومصر سوف تنتشر الى سورية.
وبعد الاعلان الذي صدر يوم الخميس عرض التلفزيون السوري لقطات لموكب كبير من السيارات في درعا تعبيرا عن المساندة للأسد وقد علقت صور للرئيس على المركبات.
وشيع نحو 20 ألف محتج يوم الخميس تسعة قتلى ورددوا شعارات تطالب بالحرية وترفض الروايات الرسمية بأن متسللين و"عصابات مسلحة" هي المسئولة عن أعمال القتل والعنف في درعا.
وردد المتظاهرون عند المقابر في شمال البلدة شعارات تتعهد بأن دماء " الشهداء" لن تضيع هدرا.
ورفض الأسد الحليف المقرب لإيران في السابق المطالب المتزايدة بالحرية في سورية التي يعيش فيها 20 مليون نسمة والتي يحكمها حزب البعث منذ انقلاب عام 1963.
وقال بيان رسمي من الحكومة السورية إن "أطرافا خارجية" تنشر أكاذيب عن الوضع في درعا وألقت باللوم في العنف على "عصابات مسلحة".
وتذكر بعض الناس أحداث عام 1982 في مدينة حماة عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي قوات إلى المدينة لقمع الذراع المسلح لجماعة الإخوان المسلمين. وتقدر جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان أن 20 ألفا على الأقل لاقوا حتفهم.
وقال أحد سكان درعا "سنواجه إبادة إذا لم تنتفض بقية سورية يوم الجمعة" في إشارة إلى صلاة الجمعة التي يتجمع فيها الناس في حشود كبيرة دون الحصول على إذن من الحكومة.
وتجاهل الأسد الذي وعد بالإصلاحات عند توليه السلطة في عام 2000 المطالب المتزايدة لإلغاء قانون الطوارئ والسماح بحرية التعبير وحرية تكوين جمعيات وإطلاق سراح السجناء السياسيين واستقلال القضاء وكبح سيطرة جهاز الأمن المتغلغل في البلاد وإنهاء احتكار حزب البعث للسلطة.
وتقدم الأقلية العلوية نفسها كمصدر للاستقرار في مجتمع يغلب عليه السنة ومكون من طوائف وجماعات عرقية كثيرة من بينها الشيعة والمسيحيون. والعلمانية والاشتراكية من القيم الأساسية التي قام عليها حزب البعث.
وأكدت الشعارات التي رددها المحتجون في درعا وحدة سورية رغم أن المجتمع في درعا قبلي ومحافظ دينيا.
وتهيمن على المدينة عائلات كبيرة تعتمد في قدر كبير من دخلها على تحويلات أبنائها المغتربين العاملين في الخارج. ويأتي كثير من كوادر حزب البعث الذي يتبنى أيديولوجية علمانية وكوادر الجيش من درعا.
ويقوم الجيش حتى الآن بدور ثانوي يتركز أغلبه في حراسة نقاط التفتيش في مواجهة المظاهرات. وكان أفراد الشرطة السرية ووحدات خاصة من الشرطة بزي أسود اكثر حضورا في درعا منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي.
وأدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة العنف. وحثت فرنسا التي احتلت سورية طوال الفترة من عام 1925 إلى عام 1946 النخبة الحاكمة على بدء الحوار والتغيير الديمقراطي. ودعت بريطانيا سورية إلى احترام حق الشعب في الاحتجاج السلمي والتحرك لرفع المظالم.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:53 ص

      أهم شيييييي

      أول الاصلاحات السياسية قطع العلاقة مع ايران والحزب اللي في لبنان ، لأن المد الايراني وصل حتى القرى السورية والنظام يقمع أبناء السنه

    • زائر 6 | 5:45 ص

      اللهم احفظ البلدان العربيه الاسلاميه

      اللهم وفق روؤساءنا العرب بما فيه الخير للبلاد والعباد

      امين يارب
      اللهم ابعدنا عن الفتنات الخارجيه امين يارب العالمين

      واحفظنا واحفظ قوات الامن العام والجيش والحرس الوطني

      امين يارب العالمين

      مواطن شريف

    • زائر 5 | 5:44 ص

      رقم 2

      فيك حره شكلك

    • زائر 3 | 5:25 ص

      زائر 2

      شعندك على قناة العالم يعني هي بقت بس على العالم ليش ماقلت شي عن قناة الجزيره مو ساندت ثوره مصر وتونس بس لمى جت على البحرين اكلت هوى يعني الحين قناة وصال او غيرها تكلمت عن الجثث اللي تسلم الى اهالي البحرين على دفعات ...

    • زائر 2 | 4:43 ص

      الله يستر

      يارب احمي وطني سوريا و وطني البحرين و سدد خطا قياداتهم لما فيه مصلحة الشعب و الوطن

    • زائر 1 | 4:30 ص

      ?وينج يا قناة العالم??? ?? ???? ??????

      ???? ?? ???? ??????

    • زائر 1 | 3:14 ص

      نحن نحب سوريا ولكن ........

      الاصلاحات بجميع أشكالها مطلب الشعوب والمشاركة السياسية أمر لابد منه ,
      ولا يمكن أن تدار البلاد والعباد بسياسة الفرد أو الحزب الواحد ,
      والدمقراطية والحريات العامة غاية ,ولا وألف لا لسياسة تكميم الأفواه ....
      وعليه نرجوا من الرئيس الأسد السرعة في التعديلات بما يرتضيه الشعب السوري حقنا للدماء وصيانة الحرمات ...
      والله ولي التوفيق

اقرأ ايضاً