العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ

التحالف الدولي يشدد ضغطه على القذافي والبحث عن مخرج سياسي للازمة

شدد التحالف العسكري الدولي الجمعة ضغوطه على الزعيم الليبي معمر القذافي وشن مزيدا من الغارات الجوية على ليبيا بموازاة البدء بالبحث عن مخرج سياسي لعملية مهددة بالمراوحة "اسابيع". وخلال اجتماع في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، قال وفد القذافي ان طرابلس مستعدة لتطبيق خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي لحل الازمة الليبية والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار واطلاق عملة ديمقراطية.

وجاء في بيان الوفد الى الاجتماع الذي لم يشارك فيه اي مندوب عن الثوار الليبيين "نحن على استعداد لتطبيق خارطة الطريق التي رسمها" الاتحاد الافريقي بما يشمل "اتباع سياسة تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي بطريقة سلمية وديمقراطية". واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا وبريطانيا تحضران مبادرة مشتركة لايجاد حل سياسي للنزاع، مع اقتراب قمة لندن المرتقبة الثلاثاء.

وقال "ستكون مبادرة فرنسية-بريطانية لاظهار ان الحل لا يمكن ان يكون محض عسكري، سيكون حكما حلا سياسيا ودبلوماسيا". وقبل ذلك بساعات قليلة، رجح قائد الاركان الفرنسي ادوار غييو ان تستمر عمليات الائتلاف "اسابيع" في ليبيا معربا عن "الامل" في ان لا تدوم "اشهرا". ميدانيا، شنت مقاتلات الائتلاف الجمعة ضربات على اجدابيا حيث يتحصن جنود من كتائب القذافي. واستعاد الثوار المبادرة مستفيدين من الدعم الجوي ودخلوا الى هذه المدينة الكبيرة في الصحراء التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار، مؤكدين ان سيطرتهم على المدينة هي مسالة ساعات.

وشوهد العشرات من سكان هذه المدينة الساحلية وهم يهربون على متن سيارات سياحية باتجاه الجنوب، فيما تسيطر القوات الموالية للقذافي على المدخلين الشرقي والغربي للمدينة. وفي الغرب، واصلت قوات القذافي قصفها العنيف لمدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، على ما افاد شاهد تحدث عن مقتل خمسة اشخاص هم ام واطفالها الاربعة. وكان طبيب في مستشفى مصراتة اعلن الخميس سقوط 109 قتلى و1300 جريح خلال اسبوع واحد في المدينة.
وقال الشاهد في اتصال هاتفي ان "القصف المدفعي الاعمى مستمر منذ مساء الخميس، انهم يطلقون النار على كل شيء .. ليس هناك كهرباء ولا ماء، وبدا ينقص كل شيء في المدينة".

واعلنت رئاسة الاركان الفرنسية على موقعها الالكتروني ان طائرتين قطريتين من نوع ميراج 2000 ترافقهما طائرتان فرنسيتان من النوع نفسه انجزتا الجمعة اول مهمة جوية لقطر في الاجواء الليبية في "اول مشاركة جوية لبلد في الجامعة العربية في اطار العمليات المتعددة الجنسيات في ليبيا".
وهزت ثلاثة انفجارات ليل الجمعة السبت منطقة تاجوراء واشتعلت النيران في موقع عسكري للرادارات في هذه الضاحية الواقعة شرق العاصمة طرابلس، على ما افاد احد سكان المنطقة لفرانس برس، فيما افاد التلفزيون الرسمي الليبي عن غارات مساء الجمعة على مدينة زليطن على بعد 160 كلم شرق العاصمة وعلى منطقة الوطية (غرب).

واعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق انها اطلقت 16 صاروخا جديدا من طراز توماهوك على اهداف ليبية خلال الساعات ال24 الماضية، على الاخص ضد مراكز قيادة وبطاريات مدفعية. وخلال هذه الفترة نفسها، قامت طائرات الائتلاف ب153 طلعة جوية. وتأكدت زيادة عمليات الدول المشاركة في العمليات (فرنسا، بريطانيا، كندا، ايطاليا، اسبانيا، بلجيكا، الدنمارك وقطر) مع تسجيل 86 طلعة جوية مقابل 67 للطائرات الاميركية. واعلن مسئول في وزارة الصحة الليبية خالد عمر ان غارات الائتلاف اوقعت 114 قتيلا على الاقل و445 جريحا من الاحد الى الاربعاء، بدون تحديد عدد المدنيين في هذه الحصيلة.

واوضح ان 104 اشخاص قتلوا في طرابلس وضاحيتها و10 في سرت مسقط راس معمر القذافي على بعد 600 كلم شرق طرابلس. واعلن نائب الاميرال الاميركي بيل غورتني ان الجيش الليبي اضعف الى حد بعيد وقال "ان القذافي لم يعد يملك عمليا دفاعات جوية .. ولم يعد بوسع طيرانه القيام بطلعات جوية، فيما سفنه تبقى في المرافئ ويتواصل تدمير مستودعات ذخائره وتهدم ابراج اتصالاته ولم يعد من الممكن استخدام مواقعه القيادية المحصنة".في المقابل، قرر القذافي ترقية جميع جنوده وضباطه رتبة لمواجهتهم "العدوان الاستعماري الصليبي"، وفق ما اوردت وكالة الانباء الليبية.

وفي بنغازي، تجمع الاف الاشخاص لاداء صلاة الجمعة مدافعين بقوة عن الضربات الجوية التي بدأت في 19 اذار/مارس. وشكر الامام ونيس المبروك الفيسي الدول المشاركة في الائتلاف مؤكدا ان العمليات لا تشكل اطلاقا حملة "صليبية". وفي الاثناء توصلت دول الحلف الاطلسي الخميس الى تسوية شاقة تقضي بتولي الحلف مسؤولية فرض الحظر الجوي بشكل فوري فيما ارجئ توليه القيادة الكاملة للعمليات بضعة ايام.

وستتواصل المفاوضات الاحد بحيث يتولى الحلف قريبا جميع العمليات بدون ان يترتب على جميع دوله الاعضاء تولي عمليات القصف التي ترفض تركيا تنفيذها.
وعين الحلف الجنرال الكندي شارل بوشار قائدا لعملياته في ليبيا. وفي واشنطن عقد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة اجتماعا تشاوريا عبر الهاتف مع عدد من كبار زعماء الكونغرس بهدف اطلاع قادة الكونغرس على التقدم في جهود التحالف الدولي لحماية المدنيين الليبيين وتقويض قدرات قوات الزعيم الليبي.

واعلن البيت الابيض ان اوباما سيلقي كلمة حول ليبيا الاثنين الساعة 19,30 (23,30 تغ) في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، على ما اعلن البيت الابيض الجمعة. من جهة اخرى قال السفير الاميركي في ليبيا جين كريتز ان المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية "بدأ بداية جيدة قولا وفعلا"، مضيفا ان واشنطن تدرس امكانية الاعتراف به.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً