العدد 3125 - الأحد 27 مارس 2011م الموافق 22 ربيع الثاني 1432هـ

الفجيرة تتوقع ازدهارا كبديل لمضيق هرمز

مع انطلاق النمو الاقتصادي السريع لآسيا واستهلاكها كميات أكبر من النفط يبدو البائعون أكثر من راغبين في تحميل ناقلات قادمة من آسيا تعبر مضيق هرمز. ولكن مع تنامي حالة عدم الاستقرار في الخليج نتيجة اضطرابات مدنية وتصاعد التوترات مع إيران تخشى ناقلات النفط عبور الممر المائي الضيق إلى الخليج.

واتاح ذلك فرصة مغرية لقرية صيد هادئة لتتحول لواحدة من أكبر مراكز تخزين النفط واعادة تزويد الناقلات بالوقود. وقال فاليري جولوفوشكين رئيس وحدة تجارة النفط التابعة لشركة النفط سوكار من اذربيحان "الفجيرة هي المكان الذي ينبغي أن تكون حاضرا فيه."

وتبني الشركة طاقة تخزين في الميناء تصل إلى 641 ألف متر مكعب في اطار استراتيجية لمنافسة أكبر شركات تجارة السلع الاولية مثل ترافيجورا وجنفور. وخارج مضيق هرمز الذي تعبره 40 في المئة من شحنات النفط العالمية تقف ناقلات الخام في مرافئ قبالة الفجيرة حيث كانت تقف سفن الصيد بلا عمل على الساحل الشرقي لدول الامارات العربية المتحدة.

وقال جولوفوشكين إن من بين الاسباب التي تجعل الفجيرة مركزا رئيسيا للتجارة في الخليج "الموقع الاستراتيجي والمخاطر الأقل وتكلفة الشحن الارخص وازدحام أقل واستثمارات ضخمة في البنية التحتية للميناء والتوسع في طاقة التكرير".
وتتباين الارقام ولكن الفجيرة في وضع الان لمنافسة أكبر مركزين للتزود بالوقود وهما سنغافورة وروتردام بفضل تنامي الطلب من الشرق الاوسط وآسيا أيضا.


وربما تتحدى في نهاية المطاف مكانة سنغافورة كأكبر مركز لتخزين الخام وتجارة منتجات النفط ويرجع ذلك جزئيا للمساندة القوية من إمارة أبوظبي الغنية بالنفط. وتشكل الفجيرة وأبوظبي ودبي وأربع امارات اخرى دولة الامارات العربية المتحدة ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم.


وثمة طلب على تخزين النفط منذ أن أدى التباطؤ الاقتصادي لتراجع الطلب ودفع التجار للاحتفاظ بالخام لبيعه في وقت لاحق لتحقيق مكاسب. وفي الوقت الحالي وفي ظل نهم آسيا للنفط وتوقعات بنمو الطلب على منتجات النفط من دول الخليج حيث تدعم أسعار الوقود بمبالغ كبيرة فإن الأمر الأهم هو القرب من المشترين وتوافر الامدادات. وقال كريس بيك العضو المنتدب في فيتول دبي في مؤتمر صحفي في الفجيرة "في ظل القضايا السياسية الحالية والارتفاع الهائل لاسعار المواد الغذائية الاساسية من المستبعد ان تبدي الحكومات استعدادا لتغيير الدعم الحالي."

وكثيرا ما تستخدم الحكومات العربية الغنية بالنفط عائدات بيع النفط الخام لتعويض الأسعار المدعومة للمنتجات المكررة مثل البنزين والديزل. وقال بيك "استطاعت حكومات عديدة في المنطقة جمع احتياطات ضخمة من الثروة ... ويترجم كل ذلك في طلب أعلى على منتجات النفط خلال السنوات الخمس المقبلة."

وتحركت فيتول أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط بالفعل للاستفادة من هذا الطلب. وتمثل منشآت التخزين في الميناء نحو ثلث الطاقة الاجمالية في الفجيرة وتبلغ ثلاثة ملايين متر مكعب ويتوقع ان ترتفع لاكثر من سبعة ملايين متر مكعب بحلول عام 2010. وقال تجار إن بلوغ هذا الهدف سيستغرق على الارجح حتى عام 2014.

كما تراهن شركات النفط العالمية مثل بي.بي وكونوكو فيليبس وليتاسكو ذراع تجارة النفط في لوك اويل الروسية على الطلب المستقبلي وحصلت على مساحات في اطار توسع مستقبلي من المقرر ان ينجز في وقت لاحق من العام.
كما تجري شركة النفط الصينية بتروتشاينا محادثات مع حكومة الفجيرة للحصول على طاقة تخزين تصل إلى مليون متر مكعب.
وتساعد خطة لمد خط أنابيب رئيسي يربط حقول النفط في الغرب بالفجيرة في الشرق في نهاية المطاف في نقل ثلث انتاج الامارات البالغ 2.3 مليون برميل يوما مما يعزز قيمة الفجيرة الاستراتيجية. كما تضيف مصفاة مزمعة طاقة تخزين قدرها 12 مليون برميل.


واحد المخاطر الرئيسية التي قد تلقي بظلالها على مستقبل الفجيرة التسعير. ويقول التجار وشركات النفط العالمية التي تتعامل مع الميناء ان رسوم الخدمة اضحت قضية حساسة.


وقال مصدر في الصناعة طلب عدم نشر اسمه "ما يجري مناقشته هو سعر هذه البنية التحتية ... ينبغي ان يكون (الميناء) اكثر قدرة على المنافسة في انشطة السلع الاولية." وتابع "الفجيرة في وضع مثالي لمواصلة النمو لانها ميناء عميق ولديها التزام من الحكومة باستثمارات اكبر ولكن الارتقاء بالانشطة للمستوى التالي يتطلب التحلي بالواقعية والبراجماتية في هذا الصدد."


وتحدد سلطة الميناء رسوم الخدمة وتتباين حسب ححم السفينة بينما تدير شركات خاصة اعمال التخزين والتموين.
كما ان ثمة منافسة من ميناء صحار إلى الجنوب في عمان الذي يحصل رسوما أقل من سفن أصغر. وقال جون ميتلشتاين مدير التسويق في الميناء "من الواضح جدا أن الأسعار التنافسية ضرورة وكذلك توفير منشآت حديثة ومتطورة استثمر فيها المرفأ ويواصل الاستثمار فيها بقوة."

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:47 ص

      روتردام هو أكبر ميناء ومخازن

      وهذه هي خطه "ب" امريكية وبديلة لاغلاق مضيق هرمز. مادري متى العرب بتعرف العدو من الصديق. !!!

    • زائر 3 | 8:15 ص

      مصائب قوم عند قوم فوائد

      اليوم يومك يالفجيرة

    • زائر 1 | 6:13 ص

      ثم رائحة في الجو

      معناه ان ايران مهددة بغلق مضيق هرمز. أقول راحت عليكم يادول الخليج بتعيشون في فقر مدقع. احنا الحمدلله متعلمين على التقشف ولكن بعض الناس ....

اقرأ ايضاً