العدد 3125 - الأحد 27 مارس 2011م الموافق 22 ربيع الثاني 1432هـ

اللاذقية مدينة اشباح وقانون الطوارىء في آخر ايامه

أحتجاجات سوريا الأخيرة (أرشيفية)
أحتجاجات سوريا الأخيرة (أرشيفية)

بدت مدينة اللاذقية السورية الاثنين كمدينة اشباح بعد موجة العنف التي ضربتها خلال الايام الماضية، فيما يستعد الرئيس السوري بشار الاسد لالغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ نحو اربعة عقود لتخفيف حدة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا.
وجرت ظهر الاثنين تظاهرة في وسط درعا الواقعة جنوب سوريا قامت قوات الامن بتفريقها بحسب ما افاد شاهد عيان في هذه المدينة.
وبعد ثلاثة ايام من حوادث العنف لم تفتح غالبية المحال التجارية والمدارس ابوابها الاثنين في اللاذقية التي تقع على ساحل المتوسط ويبلغ عدد سكانها 450 الف نسمة. وهي تبعد 40 كلم عن بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال عصام الخوري احد سكان اللاذقية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "تبدو المدينة هادئة هذا الصباح الا ان غالبية المحال التجارية والمدارس لم تفتح ابوابها، كما ان الموظفين لم يلتحقوا بعملهم".
واكد هذا الصحافي الذي يدير مركز التنمية البيئية والاجتماعية في اللاذقية ان "قوى الامن فوجئت" بما حدث، مشيرا الى ان "هيكليتها لم تكن جاهزة لممانعة على هذا المستوى".
ووصلت تعزيزات عسكرية ليل السبت الاحد لاحلال النظام في المدينة التي تبعد 350 كلم عن العاصمة حيث لاحظت مراسلة فرانس برس انتشار عدد كبير من وحدات الجيش على مفترقات الطرق الرئيسية فيها، وفي ساحة الشيخ ضاهر التي شهدت اعنف الاحداث في المدينة.
واضاف الخوري ان سكان هذه المدينة التي يتعايش فيها سنة وعلويون ومسيحيون "لجأوا لحماية احيائهم بوضع حواجز عند مداخل الازقة".
وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس عددا من الشبان يقومون بوضع سواتر معدنية واطارات واعمدة خشبية عند مداخل الازقة لاستخدامها كحواجز حماية.
واسفرت الاحداث في اللاذقية خلال الايام الثلاثة الماضية عن وقوع 13 قتيلا من مدنيين وعسكريين و185 جريحا، اضافة الى مقتل اثنين من المحتجين، بحسب مصادر رسمية وطبية.
وهاجم خلال اليومين الماضيين بعض الشبان المسلحين بالعصي والخناجر المتاجر والسكان، فيما انتشر عدد من القناصة على سطوح المباني وكانوا يستهدفون المارة.
واشار خوري الى انه من "المبكر جدا معرفة من يقف وراء هؤلاء الاشخاص" لافتا الى "تحقيق يجري بهذا الخصوص".
وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد حملت الاحد الاصوليين الاسلاميين مسؤولية اعمال العنف التي وقعت في سوريا اخيرا، معتبرة انها اعمال عنف تستهدف ضرب التعايش الديني في البلاد.
واكد عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان في سوريا لوكالة فرانس برس "انه بحسب معلومات (يملكها) القى المواطنون في اللاذقية القبض على اغلب العناصر المسلحة وسلموهم الى قوات الامن"، مشيرا الى انهم "ينتمون الى جنسيات عربية مختلفة ويملكون اسلحة ومبالغ كبيرة من المال".
وفي درعا (جنوب) التي شهدت اعنف التظاهرات في الايام القليلة الماضية، تجمع متظاهرون في وسطها ظهر الاثنين قبل ان تقوم قوات الامن بتفريقهم، وفق ما افاد شاهد عيان.
واضاف الشاهد ان "بعض المتظاهرين قاموا الاثنين بكشف احد رجال الاستخبارات الذي اندس بينهم فقبضوا عليه" من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.
وجالت تعزيزات من قوى الامن السورية وصلت من دمشق في شوارع درعا من جديد بعد ان كانت انسحبت منها السبت الماضي خصوصا حول الجامع العمري، وفي منطقة درعا المحطة حيث المؤسسات الحكومية.
من جهة اخرى، دعا مجلس الشعب الرئيس السوري الى توضيح اجراءات تعزيز الديموقراطية التي وعد بها، كما وقف دقيقة صمت حدادا على ارواح قتلى تظاهرات الايام الاخيرة، على ما صرح النائب محمد حبش لفرانس برس الاثنين.
وقال حبش ان مجلس النواب "طلب توضيحا من القيادة عن الاجراءات التي ستتخذ وطلب ان يأتي الرئيس الى البرلمان ويشرح الخطوات المطلوبة".
وتابع ان النواب "وقفوا دقيقة صمت لارواح الشهداء وهي بمثابة احترام للاحتجاجات والمطالب الشعبية".
وافادت منظمات حقوق الانسان ان نحو 130 شخصا قتلوا وخصوصا في درعا جنوب البلاد التي تشكل مركز الانتفاضة ضد النظام السوري.
ومن المنتظر ان يعلن قريبا الغاء العمل بقانون الطوارىء المعمول به منذ 1963 اي منذ ان تولى حزب البعث السلطة، كما اعلنت شعبان، كما سيعلن عن اجراءات جديدة تتعلق بالعمل الحزبي وحرية الاعلام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في لندن في بيان الاحد ان الاجهزة الأمنية السورية اعتقلت خلال التظاهرات التي جرت الجمعة "عشرات الشبان في مناطق مختلفة من سوريا وتمكن المرصد من الحصول على اسماء بعضهم".
وعدد البيان اسماء 41 شخصا قال المرصد انهم اعتقلوا في دمشق وحمص ودير الزور ومدن اخرى.
واضاف البيان ان "الاجهزة الامنية في دمشق اعتقلت الاحد ضحى حسن وزاهر علمين".
وتحدثت منظمة العفو الدولية من جهتها عن لائحة من 93 شخصا اعتقلوا خلال اذار/مارس بسبب انشطتهم على الانترنت في دمشق وحلب وبانياس ودرعا وحمص وحماه ومدن سورية اخرى.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:19 م

      سمير

      ادعو للانتخابات في سوريا ، هذه الحكومة ليست حكومة متكاملة حكومة تقتل في شعب ؟! . وتقتل في شعب اعزل ؟! .

    • زائر 2 | 9:18 م

      سمير

      اثبتت الحكومة السوريّة فشلها ، واثبتت انّ لها استكبار كبير جدا . مع شعبها .
      وشكرا .
      في امان الله جميعا .

      ^^

اقرأ ايضاً