العدد 3139 - الإثنين 11 أبريل 2011م الموافق 08 جمادى الأولى 1432هـ

فرنسا تنتقد حلف الاطلسي وتعتبر دوره في ليبيا "غير كاف"

دبابة مدمرة تابعة لقوات القذافي
دبابة مدمرة تابعة لقوات القذافي

انتقد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اليوم (الثلثاء) حلف شمال الاطلسي للمرة الاولى منذ توليه قيادة العمليات العسكرية في ليبيا معتبرا انه لا يؤدي دوره "بشكل كاف" في قصف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وحماية المدنيين.
وقال الوزير لاذاعة "فرانس انفو" "يجب ان يلعب حلف الاطلسي دوره بالكامل" والحلف لا يقوم بذلك "بشكل كاف". واضاف ان على الحلف ان يدمر "الاسلحة الثقيلة التي تقصف بها حاليا مدينة مصراته" مشيرا الى انه سيبحث هذا الموضوع الخميس والجمعة خلال اجتماع وزاري في برلين مع نظرائه في حلف شمال الاطلسي.
وذكر الان جوبيه بان الحلف "اراد تولي القيادة العسكرية للعمليات ووافقنا على ذلك". وكان جوبيه عبر عن اسفه في العام 2009 لعودة اندماج فرنسا عسكريا في حلف الاطلسي بدون مكاسب فعلية في المقابل. وقد مر حوالى اسبوعين منذ تولي الحلف الاطلسي قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بعدما كانت تهيمن عليها الولايات المتحدة.
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ايضا الثلاثاء حلف شمال الاطلسي الى "تكثيف" جهوده العسكرية. وقال مسؤول دبلوماسي فرنسي رفض الكشف عن اسمه ان "الجبهة على الارض مجمدة وستبقى كذلك لفترة ما". واضاف "لا يمكن لاي من المعسكرين الانتصار. الثوار لا يمكنهم التقدم للاستيلاء على الغرب وقوات القذافي المهددة بغارات جوية لا يمكنها السيطرة على الشرق".
وبعد اربعة اسابيع تقريبا على بدء اول الضربات الجوية التي شنتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة التي انسحبت من التحالف، لفت جان بيار مولني من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الى انه يمكن ملاحظة ان الحل المتمثل بحلف الاطلسي "لا يسير جيدا".
وقال ان لذلك ثلاثة تفسيرات هي "عملية قرار بطيئة" بين الحلفاء وبعضهم يعارض استخدام القوة مثل المانيا وتركيا و"عدم التطابق" في وجهات النظر وواقع ان الولايات المتحدة "لم تعد مشاركا فاعلا ما يؤدي، بقصد او عن غير قصد، الى كبح حلف شمال الاطلسي".
والان جوبيه الذي اكد في الاونة الاخيرة امام اعضاء مجلس الشيوخ ان فرنسا وبريطانيا "لا تملكان لوحدهما امكانات ادارة تدخل بمثل هذا النطاق"، لم يفسر الثلاثاء مصدر القصور الذي تحدث عنه في عمل اكبر حلف عسكري في العالم.
وبالنسبة لليبيا، اعد الحلفاء سيناريو مشابها للسيناريو الافغاني مع التزامات عسكرية "حسب الطلب". فبعض الدول تشارك بالمراقبة الجوية للاجواء الليبية لكن لا تقصف على الارض، واخرى تقبل شن هجمات لكن بشروط.
واذا كان توزيع الادوار واضحا "مع فرنسا وبريطانيا اللتين تقصفان، فان الامر ليس مزعجا جدا" كما رأى جان-بيار مولني مضيفا "بشرط ان تصدر الاوامر". ووضعت شروط صارمة جدا لتجنب اي "اضرار جانبية مدنية" ويحصل في غالب الاحيان ان تعود الطائرات الى قاعدتها وهي لا تزال تحمل صواريخها وقنابلها. لكن هذا الامر لم يمنع حلف شمال الاطلسي من ارتكاب "هفوتين" على الاقل اوقعتا قتلى في صفوف الثوار الذين يفترض انه يساندهم.
وعدم تحقيق نتائج من قبل حلف شمال الاطلسي سببه ايضا تكيف قوات القذافي مع المعطيات الجديدة حيث نشرت قواته دبابات في بعض المدن وهي تستخدم في بعض الاحيان دروعا بشرية كما تستخدم آليات سريعة لتنفيذ ضربات. وبدون نشر قوات ميدانية، سيكون من الصعب على حلف شمال الاطلسي التصدي لها.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً