العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ

ركود غير معهود في سوق الذهب يقضُّ مضاجع التجَّار البحرينيين

ارتفاع الأسعار أحد الأسباب الرئيسية

تذمر عدد من تجَّار الذهب البحرينيين من ركود رهيب غير معهود يخيم على سوق مبيعات الجواهر في المملكة، وقالوا، إن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر في ظل تراجع عدد الزوار من الأجانب، وخصوصاً العائلات التي تأتي من دول الخليج العربية، وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية.

إذ أفادوا، أن المبيعات هبطت بنسبة تصل إلى 90 في المئة عما كانت عليه في العام الماضي (2010)، نتيجة تقلص عدد العائلات الخليجية التي كانت تزور البحرين في السابق بسبب تردي الأوضاع الأمنية التي مرت بها المملكة في الآونة الأخيرة، وامتناع الزوار الأجانب من التسوق داخل المجمعات في وسط العاصمة البحرينية (المنامة).

وذكر تجَّار يعملون في «سوق الذهب» في البحرين منذ نحو 3 عقود أن العديد من التجار أغلقوا محلاتهم وخرجوا من السوق، وأهابوا بغرفة تجارة وصناعة البحرين الالتفات إلى وضعهم والوقوف معهم لتجنب اندثار هذه الصنعة التي كانت تشتهر بها المملكة منذ الأزل، وخصوصاً اللؤلؤ.

إذ أفاد مدير مجوهرات جمانة، عبدالشهيد الصائغ في لقاء مع «الوسط» أن سبب الركود الذي يضرب سوق مبيعات الجواهر هو ارتفاع سعر الذهب الذي وصل إلى 16 ديناراً للغرام من نحو 12 ديناراً العام الماضي و 2,5 دينار في العام 1982 «وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار الذهب في سوق البحرين».

وبيَّن أن من ضمن الأسباب كذلك قلة الزوار الذين يصلون إلى البحرين وتقلص أعداد المسافرين الذين يتخذون المملكة مكاناً للعبور إلى وجهات أخرى.

وأضاف «تراجعت سوق الذهب بنسبة 95 في المئة وهذا دفع بعض التجار، وجميعهم بحرينيون، إلى إغلاق محلاتهم في المجمع؛ إذ بلغ عددهم نحو 10 محلات في مجمع واحد. قاموا بتصفية أعمالهم بسبب الركود الذي يخيم على السوق.

واستشهد الصائغ بالآية الكريم التي تقول: «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر»، دلالة على قرب إغلاق محلات أخرى لبيع الذهب إذا لم تتغير ظروف السوق نحو الأفضل «إذ إن دخل مبيعاتنا في الوقت الحاضر لا يغطي حتى المصاريف، ولكننا نتطلع إلى المستقبل على أمل أن تتغير السوق».


علاوة الغلاء

وأضاف «بالنسبة إلى تجار المجوهرات، هم الآن يستحقون معونة الغلاء لأنهم يقاومون إغلاق محلاتهم من أجل المحافظة على السوق؛ إذ إن سوق الذهب تعد من تراث البحرين».

وشرح الصائغ أن سوق مبيعات الجواهر «ضعيفة، والإيجار بالنسبة إلى وضع السوق لا يزال مرتفعاً؛ إذ كنت أدفع 330 دينار شهرياً، وقام صاحب المحل بتخفيض الإيجار ليصبح 280 ديناراً. غير أن المبلغ لايزال مرتفعاً؛ إذ إن مجمل المبيعات لا تتعدى 600 دينار شهرياً، في حين كانت مبيعاتنا في السابق تبلغ 15 ألف دينار، وفي بعض الأوقات تصل إلى 20 ألف دينار وحتى إلى 30 ألف دينار شهرياً».

وبيَّن الصائغ أنه يعمل في هذا المجال منذ نحو 30 عاماً «ومنذ افتتاح المحل قبل نحو 28 عاماً كنت من أوائل المستأجرين، وكنت أملك محلين إلا أنني قمت بإغلاق محل واحد واحتفظت بالمحل الثاني لأني لا أريد أن أخسر اسمي في السوق».

وأضاف «كان اعتمادنا بشكل كبير على الزوار الأجانب وأنت كما ترى لا يوجد مشترون. في السابق كانت العائلات من دول الخليج العربية، وخصوصاً المملكة العربية السعودية والكويت، تتوافد على المجمع. أما الآن فقد توقف ذلك».

أما عباس الحليبي، وهو تاجر مجوهرات لديه محلان «مجوهرات لآلئ» والآخر «لآلئ الخليج»، فأوضح أن «العمل في سوق المجوهرات صفر بسبب عدم وجود أجانب والسياح الذين يفدون عادة على المحل وانقطع مجيء الناس؛ إذ كان الإقبال في السابق معظمه من قبل الأجانب. كما أن ارتفاع أسعار الذهب لعب دوراً في كساد المبيعات».

ورد على سؤال بشأن مواصلته لعمله في الوقت الذي لا يوجد نشاط، أجاب الحليبي «هل يوجد عمل لي في هذا السن؟ إذا كان كذلك فأنا مستعد للقيام بإغلاق المحلات. هذه هي مهنتنا وأنا في السوق منذ نحو 3 عقود».


تآكل المخزون

كما أفاد بأن الخسائر «كبيرة تبلغ نحو 3 آلاف شهرياً، والذي لديه مخزون يبلغ 45 كيلوغراماً من الذهب تآكل ليصبح 4 أو 3 كيلوغرامات».

وطالب غرفة تجارة وصناعة البحرين بالمساهمة في إنقاذ هذه المهنة الأصيلة التي يعمل بها البحرينيون، «أو أنه بعد شهرين أو 3 أشهر سيختفي البحرينيون من هذه المهنة وسيبقى الأجانب مسيطرين عليها». واستدرك بقوله «أفكر في إغلاق محل واحد والاحتفاظ بالآخر».

وبين أن نسبة البحرينيين العاملين في سوق المجوهرات تشكل نحو 10 في المئة من مجموع القوى العاملة في المجمع «وأنه خلال الأربعة أشهر الماضية لم يبلغ دخل مبيعات المحل أكثر من 500 دينار، وأعيش على ما تبقى من الماضي».

وأضاف «أطالب بوقوف غرفة التجارة معنا في هذه الظروف الصعبة. نحن لسنا أعضاء، ولكن نستحق كبحرينيين أن تقف الغرفة معنا في هذه المحنة حفاظاً على التجار البحرينيين العاملين في هذه المهنة. إذا لم نحصل على دعم فمن المحتمل جداً أن اضطر إلى إغلاق المحل؛ إذ لا يمكنني الاستمرار في ظل الخسائر المتراكمة التي أتكبدها».

لكنه أفاد بأن «الذهب والألماس واللؤلؤ متوافر في البحرين، وكذلك الأحجار الكريمة موجودة ولكن نريد زبائن لها». ويبلغ سعر عقد اللؤلؤ الطبيعي بين 300 و 5 آلاف دينار.

أما تاجر المجوهرات نادر الباش فبين أن تراجع النشاط بلغ نحو 50 في المئة نتيجة عدم وجود سياح، في حين أشار باسم عبدالكريم، الذي يقوم ببيع الذهب الإيطالي، إلى تدني الحركة في السوق، «ولا أعرف السبب ولكن يبدو أنه نتيجة عدم وجود سياح من الأجانب والخليجيين».

وأضاف «الدخل ضعيف لا يغطي حتى المصروفات؛ إذ تبلغ الخسارة 1000 دينار شهرياً تقريباً، وأدى ذلك إلى تآكل رأس المال. في السابق كان صافي الدخل يصل إلى 1500 دينار أما الآن فهناك خسائر».

من جهة أخرى أفاد تجار الفضة والتحف والأوراق النقدية القديمة عبدالكريم خليل أن «السوق كما ترى لا حركة فيها، والناس ليس لديها سيولة ولا يوجد سياح. هبطت المبيعات شهرياً بحدة إلى نحو 20 ديناراً، وعليك دفع الإيجار من جيبك. ليس هناك أرباح بل خسائر».

وأضاف، على رغم أنني لا أستطيع دفع الإيجار، إلا أنني باق في السوق، ويقوم أولادي بمساعدتي على أمل أن تتحسن ظروف البيع».

كما أعرب التاجر عبدالرسول إبراهيم، الذي يبيع الأحجار الكريمة والذهب، عن تذمره من تراجع الدخل بنحو 80 في المئة نتيجة «لعدم وجود سياح وارتفاع أسعار الذهب»، لكنه أعرب عن أمله في تحسن السوق، وقال: «نعيش على أمل تحسن الوضع».

من جهة ثانية أفاد رئيس محل «ستاندرد للذهب» الذي يقم ببيع السبائك الذهبية في «سوق الذهب» دومينك رودريجوس أن الدخل الشهري للمحل هبط بنحو 25 في المئة إلى 4 ملايين دولار من نحو 9 ملايين دولار في السابق «وأنه بسبب ارتفاع أسعار الذهب فإن الناس لا تشتري كثيراً»

العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً