العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ

تطوير باكستان أسلحة نووية تكتيكية يهدد بإثارة التوتر مع الهند

يهدد نجاح اختبار أجرته باكستان لصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية قصيرة المدى بإثارة التوتر، في منطقة تشهد احتقاناً بالفعل، حيث أدى قتل أسامة بن لادن إلى زعزعة الاستقرار.

وينظر إلى الأسلحة النووية التكتيكية كما تسمى أحياناً باعتبارها أكثر خطورة من الأسلحة الاستراتيجية التقليدية نظراً لصغر حجمها وتعرضها لسوء الاستعمال فضلاً عن احتمال سرقتها ما يجعلها خطراً على الأمن العالمي. ويرجع مبعث القلق الأكبر إلى أن هذه الأسلحة ذات القدرة المحدودة ينظر إليها على أنها أقل تدميراً ومن ثم يزيد احتمال استخدامها عن الأنواع الأخرى من الأسلحة ما يدفع غالبية الدول النووية إلى الحد من الخطورة بخفض المخزون. ويقول خبراء باكستانيون إن بلادهم مضطرة لتطوير أسلحة نووية بسبب خطة هندية ترتكز على شن ضربة صاعقة داخل باكستان إذا ما ألقي باللائمة على جماعات متشددة تتخذ من باكستان مقراً لها في هجوم مماثل لما حدث في مومبي. وقال الجيش الباكستاني إنه اختبر الشهر الماضي الصاروخ «نصر» الذي يصل مداه إلى 60 كيلومتراً والقادر على حمل رؤوس نووية «لتعزيز قوة الردع على المسافات القصيرة». وقال خبراء في مجال الأمن في الولايات المتحدة والهند وباكستان إن ذلك يعني أن الجيش خطط لنشر هذه الصواريخ في ميدان القتال ما يفاقم من حدة التنافس النووي في المنطقة الذي بدا في كثير من الأحيان نموذجاً مكروراً للتنافس الأميركي-السوفياتي أُبان حقبة الحرب الباردة.

وقال مدير رابطة الحد من التسلح، داريل كيمبل ومقرها واشنطن «تطوير واختبار باكستان لصواريخ ذات قدرة نووية قصيرة المدى تطور يزعزع الاستقرار وينطوي على خطورة محتملة. «يشير إلى أن باكستان ستفكر جدياً في استخدامها في ميدان القتال إذا أقدمت القوات الهندية على غزو». وربما ترد الهند بتركيب رؤوس نووية على صواريخها قصيرة المدى لمواجهة التهديد الباكستاني.

واختبرت نيودلهي أسلحة نووية ذات قدرات محدودة العام 1998 لكن لم ترد معلومات منذ ذلك الحين عما إذا كانت أضافت هذه الصوايخ إلى ترسانتها. ودون الخوض في أي تفاصيل قال خبير هندي سابق في علوم الدفاع اشترك في اختبارات العام 1998 «قدرتنا في مجال الأسلحة ذات القدرة المحدودة معروفة». وردت باكستان على الاختبارات الهندية باختبار أسلحتها. وكرست الدولتان من ترسانتيهما منذ ذلك الحين. ويقول خبراء غربيون إن باكستان تسير بسرعة ربما ستجعلها في غضون عشر سنوات رابع أكبر قوة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين. وتقول باكستان إنها تستثمر الكثير من الموارد لضمان أمن منشآتها وموادها وأسلحتها النووية. لكن دعم باكستان لجماعات متشددة مثل «القاعدة وطالبان» والتي وجدت ملاذاً على الحدود الأفغانية يزيد دوماً من المخاوف بشأن ترسانتها من الأسلحة.

وتعمقت هذه المخاوف بعد رصد زعيم «القاعدة» بن لادن وقتله. وقال منسق البيت الأبيض لشئون أسلحة الدمار الشامل والإرهاب، جاري ساموري في مقابلة نشرت في عدد مايو/ أيار من دورية «آرمز كونترول توداي»: «ما أنا قلق بشأنه هو أنه في التوترات والمشكلات الكبيرة داخل المجتمع والدولة الباكستانية... حتى أفضل إجراءات الأمن النووي ربما تنهار ، نحن نتعامل مع دولة تتعرض لضغط هائل داخلياً وخارجياً وذلك ما يجعلني قلقا».

وتتمثل مشكلة نشر الأسلحة التكتيكية في ميدان القتال في أن القيادة والتحكم يجب أن تنقلا إلى الوحدات العسكرية في الميدان. ويقول خبراء في المجال النووي إن ذلك يزيد من خطورة أن تسير الأمور بشكل خاطئ أما من خلال حسابات خاطئة أو من قبيل الصدفة أو السيناريو المروع وهو تسلل الجماعات المتشددة. وفي أي من هذه الحالات سيكون مدى الرد على إطلاق باكستان لصاورخ غير معروف. وتساءل خبراء أمن في باكستان نفسها عن المنطق وراء نشر أسلحة تكتيكية قائلين إنه يعرض البلاد لمخاطر أكبر. وقال إيجاز حيدر وهو خبير أمني باكستاني إنه إذا أطلقت باكستان هذه الأسلحة مع غزو الجيش الهندي للحدود فإنها ستسقط فعلياً على أرضها. وقال «نحن بالطبع لا ندرس حتى كيف سيتعرض جنودنا وسكاننا لتأثير سلاح نووي تكتيكي». لكن خبراء كثيرون يقولون أيضاً إن الخطة الهندية تعتبر تهديداً حقيقاً لباكستان حتى إذا لم تكن جاهزة للتطبيق

العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً