العدد 3215 - الأحد 26 يونيو 2011م الموافق 24 رجب 1432هـ

الحكومة الليبية: مستقبل القذافي غير مطروح للنقاش

اعلنت الحكومة الليبية اليوم الاحد ان معمر القذافي هو الخيار التاريخي للشعب الليبي ولا يمكن تنحيته متراجعة عن تصريحات صدرت في وقت سابق عرضت اجراء انتخابات بشأن دوره في المستقبل. وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية في بيان صدر في ساعة متأخرة الليلة ان القذافي هو الرمز التاريخي لليبيا وهو فوق كل الاعمال السياسية وفوق كل الالعاب السياسية والتكتيكية.

واضاف ان القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده. وقال البيان انه بالنسبة لليبيا حاليا وفي المستقبل الامر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك ولا يعود الامر للجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الاطلسي كي يقرروا ذلك. ويحكم القذافي ليبيا منذ وصوله الى السلطة في انقلاب عسكري عام 1969 وهو يواجه ضغوطا كي يتخلى عن السلطة من قبل المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه ومن قبل حملة جوية يشنها حلف شمال الاطلسي. ولكن تصدعات بدأت تظهر داخل حلف الاطلسي ايضا مع شعور بعض دول الحلف بقلق ازاء سقوط ضحايا بين المدنيين وتكلفة الحملة وحقيقة ان القذافي لم يتزحزح عن موقفه بعد اكثر من ثلاثة اشهر من الغارات الجوية.

وقالت قيادة المعارضين الليبيين في معقلها بشرق البلاد في بنغازي انها على اتصال غير مباشر مع حكومة القذافي مما اثار احتمال بالتوصل لتسوية سياسية للصراع الذي ادى الى سقوط الاف القتلى. ولكن المتحدث باسم الحكومة قال في البيان ان الحديث عن اتفاق سابق لاوانه. وقال البيان انه لا يمكن بدء مرحلة جديدة قبل ان يوقف حلف شمال الاطلسي عدوانه على ليبيا. واضاف انه بالنسبة للجماعات المسلحة فليس لها قوة على الارض ولا تمثيل شعبي. وقال ابراهيم انه اصدر هذا البيان لتوضيح التصريحات التي ادلى بها في وقت سابق اليوم الاحد. وقال للصحفيين في ذلك الوقت في طرابلس ان الحكومة تقترح فترة من الحوار الوطني وانتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون. واضاف انه اذا قرر الشعب الليبي ضرورة ان يرحل القذافي فسوف يرحل واذا قرر الشعب انه ينبغي ان يبقى فسوف يبقى. وكان سيف الاسلام احد ابناء القذافي طرح فكرة اجراء انتخابات لأول مرة في وقت سابق هذا الشهر.

وفقد الاقتراح قوته حين بدا أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي يرفضه. وفي ذلك الوقت رفضته ايضا المعارضة المسلحة للقذافي في شرق البلاد كما رفضته واشنطن. ويقول كثير من المحللين ان القذافي وعائلته لا يعتزمون التخلي عن السلطة. ويقولون انه بدلا من ذلك يطرح الزعيم الليبي امكانية ابرام صفقة لمحاولة توسيع الصدوع التي بدأت تظهر في الائتلاف الذي يضيق الخناق عليه. وتقاتل قوات الحكومة الليبية معارضين تدعمهم القوة الجوية لحلف الاطلسي منذ 17 فبراير شباط حين خرج الاف الناس في انتفاضة ضد حكم القذافي. واصبحت الانتفاضة اكثر انتفاضات الربيع العربي التي تجتاح الشرق الاوسط دموية. ويسيطر المعارضون الان على الثلث الشرقي من البلاد وعلى جيوب في الغرب. لكهم عجزوا عن مواصلة التقدم الى العاصمة مما ترك القوى الغربية تعول على حدوث انتفاضة في طرابلس للاطاحة بالقذافي.


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً