أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر أن منظمته كانت أول من سلك الطريق نحو فتح أسواق جديدة، وذلك بعد اختيار مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2018 أمس (الأربعاء).
وأوضح بلاتر، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" أن نتيجة تصويت الأمس الذي أسفر عن فوز بيونغ تشانغ بـ 63 صوتا من أصوات أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية مقابل 25 صوتا لميونيخ الألمانية و7 أصوات لأنيسي الفرنسية يعني أنه لا جدال حول المدينة الكورية.
وقال بلاتر: "لقد ذهبنا إلى مناطق جديدة ثم لحقت بنا اللجنة الأولمبية الدولية إلى هناك".
وكان الفيفا قرر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي منح حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 إلى قطر في قرار مثير للجدل.
ويمكن اعتبار فوز بيونغ تشانغ في تصويت ديربان أمس بأنه تحرك مماثل نحو المياه الراكدة. فملف بيونغ تشانغ نفسه اعتمد على شعار "آفاق جديدة"، وتم التأكيد على هذا الأمر مرارا وتكرارا حتى خلال التقديم الأخير للملف أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بالأمس.
وقال رئيس ملف بيونغ تشانغ، يانغ هو تشو: "إننا سعداء للغاية لأنهم فهموا رسالتنا ولأنهم شعروا بأن وقتنا قد حان".
وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، معلقا على ملف ميونيخ الذي اعتبر إلى حد كبير المنافس الأقوى لبيونغ تشانغ أن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية كان عليهم الاختيار ما بين تدعيم الأساسات التقليدية للرياضات الشتوية أو الذهاب إلى أسواق جديدة.
وقال المسئول الألماني: "من العوامل التي ساعدت على إنجاح ملف بيونغ تشانغ أيضا هو التعاطف معهم، وهذا ما اعتمدوا عليه بقوة خلال تقديمهم الأخير لملفهم".
واتفق رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روج الذي امتنع عن التصويت، مع باخ في هذا الرأي، وقال روج: "أعتقد أن المنافسة على استضافة الأولمبياد للمرة الثالثة على التوالي قد لعبت دورا كبيرا في التصويت. نشعر بالامتنان تجاه مسئولي ملف بيونغ تشانغ على مثابرتهم وصبرهم ولأنهم في كل مرة كانوا يقدمون ملفا أفضل".
وأضاف روج "في المرة الثالثة كان ملف بيونغ تشانغ جيدا للغاية. كان هذا بالضبط ما شهدناه مع مدينة ريو البرازيلية، فخلال السنوات العشر الأخيرة قدموا لنا 3 ملفات متتالية (لاستضافة الأولمبياد الصيفي) وفي المرة الثالثة فاز ملفهم (بحق استضافة أولمبياد 2016)".
وأعرب روج عن عدم اعتقاده بأن فوز بيونغ تشانغ بشرف تنظيم أولمبياد 2018 الشتوي قد يضعف فرصة أي ملف آسيوي آخر لاستضافة أولمبياد 2020 الصيفي.
وقال المسئول البلجيكي: "فيما يتعلق بتلقي أي ملفات آسيوية لاستضافة أولمبياد 2020 الصيفي، لا أعتقد أن بيونغ تشانغ 2018 قد تلعب أي دور في ذلك لأننا نتعامل هنا مع موضوعين مختلفين، الألعاب الشتوية والألعاب الصيفية، ما يعني أن الموقف مختلف تماما، ولن يمثل اختيار بيونغ تشانغ لاستضافة أولمبياد 2018 الشتوي أي عقبة أمام أي ملف آسيوي يسعى لاستضافة أولمبياد 2020".
وأوضح عضو اللجنة الأولمبية الدولية الياباني سونيتشيرو أوكانا الذي سيرحل عن منصبه باللجنة العام المقبل عندما يصل إلى سن التقاعد الإجباري (80 عاما)، أن طوكيو ستسعى لاستضافة أولمبياد 2020 إذا ما وافق المجلس المحلي للمدينة على ذلك.
وقال أوكانا: "هناك من يقول إن إقامة دورتين أولمبيتين خلال عامين فقط في آسيا قد يكون مشكلة، ولكنني لا أعتقد ذلك".
وعندما سألته وكالة الأنباء الألمانية عما إذا كان يساند إقامة دورة أولمبية أخرى في طوكيو، رد لاعب كرة القدم الياباني الدولي السابق قائلا: "نعم، إن حاكم مدينة طوكيو صديق عزيز، إذ لعبنا كرة القدم سويا منذ زمن بعيد. كنت ألعب وقتها مع فريق جامعة طوكيو بينما كان يلعب هو لفريق جامعة طوكيو التجارية وفزنا عليهم وقتها 7/1، لذلك فهو يحترمني"، ولكن قبل أن يحول العالم أنظاره واهتمامه إلى أولمبياد 2020، ستكون لدى بيونغ تشانغ الفرصة لإقامة أولمبياد 2018 الشتوي في تحدي تتطلع المدينة الكورية الجنوبية إليه بشدة.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك الذي ألقى كلمة أمس أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في ديربان عن امتنانه لروج ولأعضاء اللجنة، وقال ميونج باك: "إنها لحظة رائعة بالنسبة إلى الشعب الكوري ولآسيا، ونأمل أن تكون كذلك أيضا بالنسبة إلى الحركة الأولمبية".