«في بيتنا مراهق»... عبارة تقلق راحة غالبيَّة الأسر العربيَّة، وهي عبارة يتردد صداها المدوي خلف جدران بيوتنا العالية والتي تختبئ خلفها أكثر من معاناة يعيشها المراهقون وتحديداً مع أهاليهم بسبب فقدان لغة الحوار بينهم... معاناة المراهقين وأسرهم عادة مَّا يتم التطرق إليها بأساليب مختلفة في شهر رمضان المبارك من كل العام، في دراما رمضان 2011 كان للمراهقات نصيب وافٍ لطرح بعض قضاياهم، حيث تطل علينا ومنذ مطلع الشهر الكريم «بنات الثانويَّة» ليعرِّفن بتجاربهن في هذه المرحلة.

مسلسل «بنات الثانوية» يبث على قناة دبي في الساعة: 22:10 بتوقيت الإمارات، وهو من إخراج سائد الهواري، سيناريو وحوار محمد النشمي، وبطولة كل من: شهد، أبرار سبت، نجوى الكبيسي، ابتسام العطاوي، فرح، مسك، عبدالله بو شهري، فؤاد علي، عبد الإمام عبدالله، فاطمة الحوسني، غرور، عبير الجندي، انتصار الشراح، أحلام حسن، أمل عباس، مشعل القملاس، وغيرهم من النجوم.

ويتناول المسلسل خلال 30 حلقة متصلة قصة خمس بنات مراهقات يتعرفن إلى بعضهن في مرحلة الدراسة الثانوية، كما يرصد سلوكات حياتهن خارج أسوار المدرسة، وعلاقاتهن الأسرية عبر قالب تراجيدي لا يخلو من كوميديا، وفي كل حلقة نشهد حدثاً جديداً في حياة كل من الخمس بنات.

وكالعادة ومع قدوم شهر رمضان؛ تثور أكثر من ضجة واعتراض على عدد من المسلسلات، فبعد ما أثير حول مسلسل «الحسن والحسين» بدأت الاعتراضات على مسلسل «بنات الثانوية» وهو من إنتاج مؤسسة دبى للإعلام، وطالبوا بمنع عرضه على شاشات التلفزيون لإساءته لأهل وطالبات الكويت، حيث يصور مدارس الكويت ومؤسساتها التعليمية على أنها إدارة ينبعث منها الفساد وناشرة للرذيلة، بحسب تعبيرهم، كما دعا المعارضون الطالبات إلى تقديم دعوى قضائية ضد صاحب الفكرة والقناة الفضائية التي تبث مثل هذه الرسائل المسيئة، ولا سيما صورة المرأة الكويتية، بحسب تعبيرهم.

وفي المقابل، دشن عدد من النشطاء الكويتيين والخليجيين 6 صفحات على موقع «فيسبوك» لدعم عرض المسلسل، شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص. وأبدى غالبيتهم تعجبهم من الحملة التي تعرض لها العمل الدرامي، بل اعتبروها بمثابة دعاية للمسلسل وخاصة بعد قيام قناة «الوطن» الكويتية بمنع عرضه بأوامر من وزارة الإعلام الكويتية، بالإضافة إلى استغرابهم من نتيجة استفتاء صحيفة «الوطن»، الذي اعتبر فيه 69 في المئة من المشاركين أن العمل يمثل إساءة بالغة للمجتمع الكويتي.

من جانبها، أكدت مؤسسة دبي أن العمل لا يتضمن أي إساءة أو مخالفة للمبادئ السامية للشريعة الإسلامية، وأن المسلسل لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع القيم والمبادئ الدينية والاجتماعية أو السياسية والثقافية للكويت، كما أن العمل لا يتضمن أي مشاهد أو صور منافية للآداب العامة.

وقال المنتج المنفذ لعمل «بنات الثانوية» لصالح تليفزيون دبي محمد حسين المطيري في تصريحات نشرت سابقاً إن العمل خال تماماً من أي إسفاف أو انحطاط، وهو عمل توجيهي تربوي يستهدف انتقاد بعض الممارسات المرفوضة، ويوجه إلى منع انتشار مثل هذه السلوكات الخاطئة، موضحاً أن الهدف من العمل إبراز أهمية ثقافة المدرسة ودور الإدارة المدرسية ودور المعلمة في حياة الطالبة، ويؤكد تكامل العلاقة بين المدرسة والمنزل. وأوضح أن التخوف القائم ربما يكون مبنيّاً على بعض الخطوط الموجودة في الرواية الأصلية وهي مجازة رقابيّاً، لكن هذه الخطوط تم تفاديها في العمل التليفزيوني تقديرا لاختلاف المتلقي بين القارئ والمشاهد، مشدداً على أن العمل لا يحتوي على أي ممارسات خاطئة ولا يسوق أو يعرض أي شذوذ، بل يراعي خصوصية المجتمع الخليجي.

ونوه بأن المسلسل مأخوذ من قصة صدرت في 3 أجزاء للكاتب الشاب محمد النشمي، وتم تصويره في إحدى مدارس الكويت الخاصة، من بطولة عبدالإمام عبدالله، انتصار الشراح، فاطمة الحوسني، عبدالله بوشهري، مشعل القملاش، وغيرهم من النجوم، ويناقش مشاكل المراهقات والمشاكل الأسرية والاجتماعية.

إلى ذلك، نشرت قناة دبي الفضائية تقريراً أرسلته إلى غالبية وسائل الإعلام كما تم نشره على موقعها الإلكتروني توضح فيه أن عرض مسلسل «بنات الثانوية» على قناة «دبي» خلال رمضان أثار ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين المؤيدين والرافضين لعرض العمل الدرامي المثير للجدل، ولكن برز أن الغالبية تؤيد عرضه وتتعجب من منعه في الكويت.

كما أشار إلى أن العمل الذي أثار ضجة إعلامية وسياسية قبل عرضه؛ يشاهده ما يزيد على 3 ملايين شخص لنحو 700 مقطع من «تتر» وحلقات المسلسل على موقع «يوتيوب»، وذلك خلال أربعة أيام من عرضه فقط.

يذكر أن تليفزيون «دبي» (منتج «بنات الثانوية») أصر على عرض المسلسل على رغم التراجع عن عرضه من قبل عدد من القنوات بسبب حملات المحافظين؛ بحجة أنه ينتهك الأعراف والتقاليد الخليجية