العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ

فلنقتبس النجاح من تاريخ المنامة والمحرق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تاريخ «المنامة» يعتبر مثالاً ناجحاً لمدينة متنوعة وحيوية امتزج نشاطها بالتجارة على شواطئ الخليج العربي، والأحياء القديمة مازالت شاهدة على مستوى التحضُّر في التعامل المتسامح بين مختلف المكونات المجتمعية. ففي الأحياء القديمة؛ كان الشيعي يعيش إلى جنب السني، واليهودي والمسيحي والهندوسي والمسلم يشاركون في احتفالات بعضهم بعضاً، والمقابر مجاورة لبعضها بعضاً، والجوامع والمساجد للطائفتين الكريمتين متجاورة والجميع فيها متعايشون، والكنائس تتواجد لكل المذاهب المسيحية، ويوجد كنيس يهودي بالقرب من سوق المقاصيص سابقاً، ومعبد للهندوس بالقرب من سوق الطواويش سابقاً... وعندما كان يتزوج أحد أبناء المنامة؛ كان الجميع - من مختلف المذاهب والأديان - يشاركون في أجواء الاحتفال، وكذلك في حالات الأحزان؛ تجدهم يواسون بعضهم بعضاً.

المنامة معلم شاهد على سر نجاح البحرين في القرن الماضي وتفوقها على المناطق الأخرى في الخليج العربي، لأنها كانت عاصمة للتجارة والتعايش والتسامح والتراث المتنوع والمتمازج مع جميع من ساهم في نهضة البحرين الحديثة.

ولو نظرنا إلى المدينة الثانية «المحرق» فهي شاهد آخر على تنوع البحرين وتداخلها وانصهارها في بوتقة متسامحة ومتطلعة إلى الأمام دائماً بالاعتماد على مكامن الخير في كل العوائل التجارية وأصحاب العلم والثقافة والمهارات والمهن، وكانت ولاتزال تمد البحرين بتراثها الذي تعتز به.

ولقد برز دور العائلات والشخصيات التجارية بعد الإصلاحات الإدارية في عشرينات القرن الماضي، وكانت كثير من المشكلات تعالج بصورة مباشرة، لأن كبار الشخصيات من العائلة الحاكمة، والتجار، والوجهاء، وعلماء الدين يلتقون في مجالسهم ويتداولون الأحاديث باستمرار، وقد يختلفون، لكنهم يتوافقون على القضايا الرئيسية... وحتى الشخصيات التي قادت انتفاضات وطنية في ثلاثينات وخمسينات القرن الماضي؛ كانت على تواصل مع رموز الحكم ومع كل الوجهاء من مختلف المكونات المجتمعية، وكانت العلاقات أقل تعقيداً مما هي عليه الآن، ولم تكن هناك فئات وجماعات وسيطة تحجب الرؤية، وتشوش الأجواء بين مختلف مكونات المجتمع، وبين الحاكم والمحكوم، وتنتفع من وراء ذلك بالشكل الذي نشهد جانباً منه في الفترة الحالية.

ما نحتاج إليه هو اقتباس نجاح المنامة والمحرق، والعودة إلى المبادئ الأساسية في التعامل مع بعضنا بعضاً... فالبحرين بلاد صغيرة، ولا تحتاج إلى كل هذه البروتوكولات والإجراءات والحواجز والتعقيدات التي لا تجدها حتى في البلدان التي تصل مساحاتها وعدد سكانها إلى ما يشبه القارة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 7:40 م

      التعايش

      التعايش و الشرخ الكبير

      لابد من الاعتراف ان الشرخ كبير وليست فقط الحكومة مسؤولة ولو قلنا ذلك فنحن نرا بعينا واحدة الامر يا استاذنا لماذا لم يعتذر كل من اساء وزاد في الغيي؟؟؟

    • زائر 34 | 3:07 م

      ما حدث لنا بعد الأزمة دخيل علينا ليس من شيم البحرينيين و لا أخلاقهم ولا عاداتهم... ام محمود

      هذه العبارة التي شدتني يا دكتور (ولم تكن هناك فئات وجماعات وسيطة تحجب الرؤية، وتشوش الأجواء بين مختلف مكونات المجتمع، وبين الحاكم والمحكوم، وتنتفع من وراء ذلك بالشكل الذي نشهد جانباً منه في الفترة الحالية)
      هل تعلم ان بعض مدارس البنات في الرفاع قامت بنقل جميع المدرسات الشيعة وتوزيعهن على بقية المدارس
      والوزارة قامت بتوزيع الموجهات من فئة معينة على المدارس حتى حاملات الماجستير
      ما يهمنا ان نقوله
      اننا لا نريد ان يستمر بنا هذا الحال الملبد الى الأبد
      نرجو ان يكون حال مؤقت ويزول بزوال المسببات

    • زائر 33 | 12:18 م

      محرقي - عراد

      ليش ما تنصح الشباب انهم يكفون عن اغلاق الشوارع و العبث في المزابل و الكف عن ترويع الناس؟؟ كيف نعيش في تسامح و حب إذا كان هناك فئه دسيسه على احد فئات المجتمع تروع البلاد و العباد ،، ارجوك توجيه النصح لهم يا دكتور

    • زائر 32 | 11:13 ص

      آه علي ذلك الزمان

      انا شيعي من منطقة المنامة وجيراننا سنه رحمهم الله من اهل المحرق و ما اكثرهم في المنطقة وطيب قلبهم وقد تربيت وعشة عندهم حتي ان لهجتي في الكلام لها الصبغ السنية رغم ان عائلتي بخير ولم افارق منزلهم الا ليلة الزواج انتقلت الي بيت الوالد رحمه الله ومن حبهم لي قد وهبوني منزلهم الذي اليوم يدخل علي مردود مالي يساعدني في الحياة وانا لم انساهم اعمل لهم الصدقات والختمات طول السنة وهذا حسب ماهم طلبوا من ان اعمل لهم مايعمل الحي الي الميت

    • زائر 31 | 7:56 ص

      التهدئه ضرورة لتقريب النفوس

      و ما هو رأيكم استادنا في اللي يصكون الطرق و يسوون مشاكل على الشارع العام اللي هو ملك للجميع و يعطلون مصلح الناس و يتسببون بالشرطة ترمي الغاز و اللي يتأدى المرضي والأطفال وكبار السن نرجو منكم استادنا توجيه النصيحة عشان الناس والمرضي و شيابنا و عشان الشباب يشوفون دراستهم و لكم جزيل الشكر في التهدئة و تقريب القلوب و الله يحفظكم.

    • زائر 30 | 7:41 ص

      الى الدكتور منصور الجمري

      في البداية احب ان اشكرك على الجهد الكبير الذي تقوم به في خدمة هذا الوطن ، واتمنى ان تخصصوا تغطية خاصة لقضية المفصولين وذلك من أجل تسليط الضوء على هذه القضية المهمة وابراز المعاناة التي يعانيها المفصولين على الرغم من تفهمنا الكامل لكل ماتقومون به من خطوات تصب في صالح الوطن والمواطنين الكرزكاني

    • زائر 29 | 7:27 ص

      احمد ربي

      احمد ربي اني محصن من الطائفيه من صغري لم التفت الى طوائف البشر ولم اظن في البشر الا خيراا ولم اسمع احد يقول لي سني وشيعي وهلخرابيط ولاكن كنت انظر الى انسانية الانسان واخلاقه بغض النظر عن جنسيته ولاكن عندما كبرت وبدء عقلي بالنضوج عرفت انه البشر انواع وهناك الطيب والخبيث ... اللهم وحد صفوفنا واحفظ البحرين من كلام الطائفين الذي لا يريدون سوى المصالح الشخصيه

    • زائر 28 | 5:58 ص

      الانسان والاوطان

      من الملفت للنظر أن الشعوب تحضرت حين أدركت أن الحياة في القرون الأولى قد غلب عليها طابع الأمم الأخرى من الأنعام مثل العيش في قطعان أو أسراب...
      ونلاحظ اليوم في البلدان المتقدمة أن الحياة قائمة على احترامها لحقوق جميع مكونات مجتمعاتها. فالتحضر يرتبط أكثر بالمجتمع منه إلى الفرد. فالاعتراف بحق الآخر لا يقلل من قيمة الإنسان بل على العكس عنوان الراقي والتحضر.
      فعمر الأوطان هو الإنسان وليس البنيان. .

    • زائر 27 | 5:56 ص

      الأوطان و الإنسان

      من الملفت للنظر أن الشعوب تحضرت حين أدركت أن الحياة في القرون الأولى قد غلب عليها طابع الأمم الأخرى من الأنعام مثل العيش في قطعان أو أسراب...
      ونلاحظ اليوم في البلدان المتقدمة أن الحياة قائمة على احترامها لحقوق جميع مكونات مجتمعاتها. فالتحضر يرتبط أكثر بالمجتمع منه إلى الفرد. فالاعتراف بحق الآخر لا يقلل من قيمة الإنسان بل على العكس عنوان الراقي والتحضر.
      فعمر الأوطان هو الإنسان وليس البنيان. .

    • زائر 25 | 5:41 ص

      أنا منتمي من فريق الحمام وزوجتيهما من العوضية

      نعم بحراني زوجتي سنية ليست المشكله في كيف نصلي وانما المشكله انه يوجد من ينتفع تحويل الصراع السياسي الي صراع مذهبي لكي يحصل علي منصب هنا او مركز هناك علي حساب الطرف الاخر ويحتكر الولاء للوطن في جماعة نفعية تبحث عن المناصب فقط

    • زائر 24 | 4:47 ص

      انهم الغربان فاحذرهم يا دكتور

      نعم كانت المنامة والمحرق نموذجاّ حيا لقدرة الانسان البحريني الاصيل للتعايش مع الاخر لا فرق عندة مع اي مكون, فقط تجمعهما الانسانية....حتى اتت الغربان فانظر ماذا حدث؟؟ المنامة تدهورا مستمر وشيا فشئ تفقد مكانتها التاريخية والمحرق يحاولون بشتى الطرق سرقتها واضهارها بانها لمكون واحد فقط....انهم الغربان فاحذرهم يا دكتور.

    • زائر 22 | 4:14 ص

      فى السابق كانت دولة ملكا لجميع

      و اليوم الدولة تمثل طائفة معينة مشكلة البحرين الكبرى فى الجمعيات ذات الطابع الطائفى الواحد نحن بحاجة لوجود قانون ينظم تشكيل الجمعيات السياسية بحيث يكون الكيان السياسى ممثل لجميع أطياف المجتمع و قائم على برنامج عمل و ليس أجندات طائفية ضيقة

    • زائر 19 | 3:07 ص

      شتان بينك وبينهم

      نعم شتان بينك وبينهم يا دكتور هم يهدمون وأنت تبني هم يحرضون وان تدعوا للسلم هم طائفيون وأنت جامع للطوائف هم انغمسوا في وحل الكره وانت تلاحقهم بالحب هم ينادون للفرقة وانت تنادي للوحدة ، دخلوا في جحور الفرقة واوغلوا في سب الآخر وصعب عليهم الرجوع لأنهم اعتقدوا بأن الأمر صار بيدهم وكما قال الكاتب جعفر الجمري لمس النجوم أقرب لهم من اقتلاع مكون أساسي في هذا المجتمع ولكنهم مستمرون في غيهم ويخيل لهم أنهم قادرون على ذلك ( اقتلاع الآخر ) ومادروا أن الجذور ضاربة في أعماق الأرض .

    • زائر 18 | 3:03 ص

      الشعب الامريكي خير مثال

      الناس البعيده عن التعصب القبلي والديني هم ارقي البشر ، دعوا الله يحاسب عباده

    • زائر 16 | 2:53 ص

      من المنامة

      يا دكتور شكرآ على مقالك.

    • زائر 15 | 2:44 ص

      صح الله قلمك

      نعم كفى ... الماضي مضى و القادم افضل وكلم راعي ومسئول عن رعيته ... بسنه تلقين وتحريض ... مصالحنا اكبر من اجندة السياسيين

    • زائر 14 | 2:33 ص

      شكرا على الكلمات الطيبه التي تدعو للتعايش..

      حقيقة واضحة كوضوح الشمس ان العقال كثيرين في المجتمع ومتقاربين في التوجه وكلهم يدعون للتعايش ولكن هناك كم تفاحه تالفه تريد ان تتلف اي مبادرة تدعوا للتعايش ولم الشمل ولكن مع الزمن سوف تبين مساعي الخيرين و سيرفع الله سبحانه من شأن هؤلاء الخيرين وستعود البحرين كما كانت للجميع ولن تكون للفتنة في قاموس البحرين محل مسئلة وقت وعمل وبارك الله في الرجال الخيرين المبادرين للم الشتات...

    • زائر 10 | 2:15 ص

      ممكن ولكن

      ما دامت الدولة تحتضن الفئة التي تدعوا الى التقسيم والفرقة بين مكونات المجتمع فمن الصعوبة بمكان اقتباس نجاح تجربة الممنامة والمحرق؟؟؟

    • زائر 9 | 2:13 ص

      نون

      ما أجمل مقالك يا دكتور، تفوح منه رائحة الوحدة والوطن الواحد، وليس كمن قسموا بحواف اقلامهم البحرين الى مناطق تعتبر بحرين ومناطق واقعة تحت سيطرة الاحزاب في تقسيم مناطقي مقرف. "نون والقلم وما يسطرون"

    • زائر 8 | 1:55 ص

      المستنفعون هم السبب يا دكتور منصور

      يلزم وضع استراتجية للقضاء على الفتنة التي يغذيها ويأججها المستنفعون من أجل منافعهم الشخصية والهناء بجنسيتهم الجديدة (وطبعاً جميعنا يعلم من هم المستنفعون).

      والحمد لله أنا منامية (من فريق الفاضل المخلوط من جميع الطوائف حيث لم نعرف للطائفية معنى) متزوجة محرقي وعايشة في المحرق في وئام تام (اللهم لا حسد) مع جيراننا من الطائفتين.

    • زائر 7 | 1:45 ص

      من المحرق الى الوسط

      شكرا لك استاذنا الفاضل فلقد وضعت النقاط على الحروف ولكن ماذا عسانا نفعل اذا نرى الطائفيين والمأجورين يسدون الطرق علينا
      المعجب في كتاباتك
      المحرقي - فريج بن علي

    • زائر 6 | 1:35 ص

      مقال حعفر الجمري اليوم مكمل لمقال منصور الجمري.. عاشت القلوب الطيبة من بني جمره.. سماهيجي.

      إذا اعتقدت جهة أن ترك بذيئي اللسان والشتامين والمتطاولين على مكون رئيس من مكونات الوطن؛ فرصة لتناحر المكونات فيه، وبمثابة استراحة فرجة لها، متغاضية عن الانعكاسات الخطيرة والنتائج التي ستتمخض عن تلك البذاءات والشتائم، وبشكل يومي في منابر إعلامية معروفة؛ فهي مخطئة، وعليها أن تعيد حساباتها؛ إذ لا يمكن وليس من العقل في شيء أن يتفرج الجميع على دعوات التحريض والاستئصال والاقتلاع من دون رادعٍ لمواجهة تلك الممارسات البغيضة والخارجة على الأخلاق والقيم والأعراف..

    • زائر 5 | 1:26 ص

      من الذي كسر الصحن؟؟

      هناك أناس، جزاهم الله ألف خير، تعمل على لم الوحدة الوطنية وترطيب الأجواء والحديث عن كل خير من التعايش والتواصل، فهي كأنما تلحم الشرح في صحن الوحدة الوطنية..

      بينما هنا أناس، هداهم الله، لا زالت تنفخ في الفرقة وتسب وتخون وتتشفى وتحرض عى النقمة والمقاطعة، فكأنما تكسر في هذا الصحن..

      فيا ربي رجّح كفة المصلحين على المتمصلحين.. آآآميين..

    • زائر 1 | 10:43 م

      التعايش أمر حتمي والفتن أمر دخيل لا بد من التصدي له

      لا يجب الإكتفاء بالكلام والتعليق بل يجب وضع استراتيجية مفعّلة على الأرض لإعادة اللحمة والإلفة
      كما عشنا في السابق يجب أن نعيش بل ونطوّر من أسلوب التعايش. فلم يكن اختلافنا مذهبيا ودينيا في السابق مدعاة للتناحر وعليه فهناك أمر طاريء وهناك من عمل على تأجيج الفتن مستغلا الأختلافات المذهبية ومن الفطنة والحكمة أن نحاول إفشال هذا التأجيج وإذا نجحنا في ذلك نكون قد فوتنا الفرصة على المتربصين بشعبنا شرا.
      هذا الكلا يخص الطائفتين السنية والشيعية فلنعي الدرس ولا نقبل أن تسيّس قضية المذاهب

اقرأ ايضاً