العدد 3292 - الأحد 11 سبتمبر 2011م الموافق 13 شوال 1432هـ

رئيس الوزراء التركي يزور مصر لتعزيز النفوذ الاقليمي

يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع الحكام العسكريين الجدد في مصر خلال زيارة الى القاهرة تبدأ اليوم الاثنين من المحتمل ان تراقبها اسرائيل التي تدهورت علاقاتها التي كانت دافئة في الماضي مع الدولتين المسلمتين. وستلي زيارة اردوغان لمصر زيارة لليبيا وتونس اللتين اطاحتا بحكامهما الذين حكموا فترة طويلة مثل مصر وهي تسلط الضوء على محاولة تركيا زيادة نفوذها الاقليمي.

وكانت مصر ترى نفسها لفترة طويلة صوتا بارزا في العالم العربي لكن تأثير تركيا ارتفع بثبات مع تنامي قوتها الاقتصادية وسياستها الجازمة في المنطقة لاسيما تجاه اسرائيل التي اجتذبت ثناء العديد من العرب. وقال عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية في القاهرة ان من المؤكد انه سيكون هناك تنافس على الدور الاقليمي. واضاف ان مصر ليست في وضع يسمح لها بلعب مثل هذا الدور في الوقت الراهن لذلك فان اردوغان يحاول انتهاز هذا. وطردت انقرة السفير الاسرائيلي في خلاف بشأن غارة اسرائيلية العام الماضي ادت الى قتل تسعة اتراك على متن سفينة كانت متجهة الى قطاع غزة الفلسطيني. وقالت مصر انها ستسحب سفيرها من تل ابيب الشهر الماضي بعدما قتل خمسة من حرس الحدود المصري عندما صدت اسرائيل مهاجمين عبر الحدود قالت انهم كانوا فلسطينيين. لكنها لم تنفذ تهديدها.

ويكافح الحكام العسكريون في مصر لتهدئة الغضب العام حول الحادث والذي انفجر في شكل هجوم قام به محتجون على السفارة الاسرائيلية مما دفع اسرائيل الى اعادة سفيرها وطاقم السفارة الى البلاد يوم السبت. وتقول كل من مصر واسرائيل انها ترغب في اعادة الانشطة الدبلوماسية الطبيعية. وتعهدت القاهرة بحماية السفارة ومحاكمة المهاجمين وقدمت بعض الاطمئنان الى اسرائيل حول التزامها باتفاقية السلام الموقعة في 1979. وعلى الرغم من خلافات مصر وتركيا مع اسرائيل فان سليمان قلل من احتمالات ترتيب سياسات ضد الدولة اليهودية. وتحصل مصر على مليارات الدولارات في شكل مساعدة عسكرية ومساعدات اخرى امريكية منذ توقيعها اتفاقية السلام مع اسرائيل لذا فان الحكام العسكريين يواجهون عملا توازنيا عند الرد على مطالبات عامة لمزيد من السياسة الجازمة تجاه الدولة اليهودية.

وعندما سئل يوم الاحد عن الهجوم على سفارة اسرائيل في القاهرة قال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو فقط ان المصريين ابدوا رد فعلهم وقال ان اسرائيل اصبحت معزولة اكثر. لكنه اضاف "نحن كتركيا نقول اننا سنستمر في احضار المواقف الاسرائيلية الخاطئة على جدول الاعمال في جميع المنابر العالمية في اطار عمل القانون الدولي وبعد ذلك اسرائيل ستصبح اكثر عزلة." وقال عوزي رابي محلل الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب ان رحلة اردوغان جزء من محاولته "لتعزيز موطيء قدمه في العالم العربي." واضاف "سيستخدم زيارته للقاهرة كمقياس لقياس مدى شعبيته في الشارع العربي لكن بعض القادة العرب ربما لا يكونوا متحمسين لرؤيته يعزز هذه الشعبية". وسيلتقي اردوغان مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة عندما اطيح بحسني مبارك في فبراير شباط. ومن المتوقع ان يلقي كلمة في الجامعة العربية بالقاهرة. كما سيلتقي رئيس الوزراء التركي نظيره المصري عصام شرف. ومن المقرر ان يوقع الجانبان على اعلان سياسي لانشاء مجلس استراتيجي للتعاون وسيوقعان اتفاقيات اقتصادية وتجارية واستثمارية واتفاقيات اخرى. ومن المقرر ان يزور اردوغان تونس يوم الاربعاء ويعقد محادثات في ليبيا يوم الخميس.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً