العدد 3292 - الأحد 11 سبتمبر 2011م الموافق 13 شوال 1432هـ

المدنيون يواجهون خطرا ونجل القذافي يفر إلى النيجر

قال حكام ليبيا الجدد يوم الاحد ان مقاتليهم اوقفوا هجوما على واحد من آخر معاقل الموالين لمعمر القذافي بعد ان اقتحموا البلدة ووجدوا مدنيين عرضة للخطر. واعلنت النيجر الواقعة جنوبي ليبيا ان الساعدي نجل القذافي ظهر هناك بعد عبور الحدود الصحراوية النائية. ويحاول المجلس الوطني الانتقالي بسط سيطرته على البلاد بأكملها بعد ثلاثة اسابيع من اقتحام مقاتليه طرابلس وقال انه يعتزم الكشف عن حكومة جديدة للبلاد خلال ما بين سبعة وعشرة ايام.

وقال ايض انها بدأ في انتاج النفط شريان الحياة الاقتصادية لليبيا بعد توقفه بشكل شبه كامل خلال ستة اشهر من الحرب الاهلية. وفي طرابلس كشف مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي انهم اعتقلوا رئيس مخابرات الزعيم المخلوع معمر القذافي. واعلن المجلس انه لن يعلن ان ليبيا "محررة" الا بعد السيطرة على البلدات التي مازالت في قبضة الموالين للقذافي. وكان المجلس قد اعطى البلدات التي تعد معاقل للموالين للقذافي مهلة نهائية حتى يوم السبت من اجل الاستسلام ويقاتل مقاتلوه منذ يوم الجمعة داخل بلدة بني وليد. وقالوا يوم الاحد انهم يواجهون مقاومة شرسة في البلدة التي تقع على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من طرابلس وقالوا انهم يزحفون ايضا نحو سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع.

وقال مقاتل يدعى سبهيل الورفلي وهو يقود سيارة مبتعدا عن خط المواجهة في بلدة بني وليد "نحن دخلنا بني وليد ونسيطر على اجزاء كبيرة من المدينة. ما زالت هناك جيوب للمقاومة." ولكن التقدم داخل البلدة توقف على ما يبدو بعد قتال عنيف. وقال احمد باني المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي ان خطط القتال في بني وليد تأجلت في الوقت الحالي. وصرح للصحفيين بأن قوات المجلس تبينت ان قوات القذافي تستخدم المدنيين كدروع بشرية وقال ان القوات اقتحمت البلدة لتؤكد قدرتها على ذلك لكنها رأت بنفسها صواريخ جراد فوق الابنية السكنية ورأت استخدام المدنيين كدروع. وقال ان هناك منازل تسكنها عائلات بينما يقف المقاتلون الموالون للقذافي امام هذه المنازل بينما نصبوا صواريخ فوق المنازل ولا يمكن قصف هذه المنازل لأن بداخلها مدنيين. وقال ان حلف شمال الاطلسي ايضا لا يستطيع التحرك في هذا الظرف وان البديل هو حصار البلدة وانتظار الحل من سكان البلدة انفسهم. وقال مقاتلون انهم يواجهون مقاومة اكثر شراسة مما توقعوا في البلدة. وجعل المجلس الوطني الانتقالي اعتقال القذافي واولاده السبعة احد اهم اولوياته وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ان القذافي مازال يمثل تهديدا مادام مطلق السراح. وقال ان القذافي ما يزال يملك اموالا وذهبا وهي الاشياء الاساسية التي ستتيح له ايجاد رجال.

واعلن وزير العدل في النيجر انه تم اعتراض الساعدي نجل القذافي في قافلة بعد عبوره الحدود متجها الى واحة اغاديس . ومازال ثلاثة ابناء للقذافي هاربين وهم المعتصم وخميس وكلاهما يقود وحدات عسكرية خاصة وسيف الاسلام المطلوب مثل والده في المحكمة الدولية في لاهاي لارتكاب جرائم حرب. وافادت انباء بمقتل احد ابنائه وهو سيف العرب. وسئل وزير العدل في النيجر عن وضع الساعدي القذافي في البلاد فقال فقط ان النيجر ستفي بالتزاماتها الانسانية. وتضغط واشنطن ودول اخرى على دول الجوار كي لا تأوي القذافي او مسئولين مطلوبين لارتكاب جرائم. ويواجه المجلس الوطني الانتقالي المهمة الصعبة المتعلقة بكسب تأييد كل الليبيين ومن بينهم مقاتلون من بلدات ومدن في الغرب والذين تحملوا العبء الاكبر للقتال في التقدم السريع في طرابلس. ويتعين ايضا على الحكومة الانتقالية الوفاء بوعود لاعادة بدء اقتصاد جمدته العقوبات الدولية وتوقف انتاج النفط ونزوح العمال الاجانب. وقال رئيس الوزراء المؤقت محمود جبريل ان المجلس الوطني الانتقالي سيشكل حكومة مؤقتة اكثر تمثيلا في غضون عشرة ايام . وقال انها بدأت في انتاج بعض النفط يوم السبت. وفي طرابلس شاهد مراسلون لرويترز بوزيد دوردة رئيس الوزراء السابق في ليبيا والذي كان يدير مخابرات القذافي وقد احتجزته مجموعة من 20 مقاتلا تحت الحراسة في منزل في حي زناتة في العاصمة. وقال مقاتل من معارضي القذافي ان دوردة سيسلم إلى المجلس الانتقالي . وجلس دوردة بهدوء داخل المنزل غير مقيد لكن جنديا مسلحا كان يقف بجواره. ورفض دوردة اجراء مقابلة لكنه رد على واحد من المقاتلين اتهمه بأنه قاتل بقوله "اثبت ذلك." وقال انه برئ حتى تثبت ادانته وانه يريد ان يحول إلى المدعي العام. وقال بغضب واضح ان على الجميع ان يتذكروا انه كان نظاما قائما. وقال خليفة التليسي وهو احد سكان بني وليد والذي اتصل هاتفيا بعائلة داخل البلدة ان القتال متركز حول منطقة السوق المركزي حيث تتمركز قوات القذافي. واضاف انه مازالت توجد مقاومة من السوق المركزية وانه تم تحرير كل اجزاء بني وليد الاخرى. ودعت اذاعة محلية موالية للقذافي سكان البلدة وعددهم نحو مئة الف نسمة إلى القتال حتى الموت.

وحث المذيع في لهجة تشبه اللهجة التي اتخذها القذافي خطاباته الاخيرة سكان بني وليد على الدفاع عن المدينة ضد "الجرذان" و"العصابات المسلحة" وطالبهم بعدم التراجع والقتال حتى الرمق الاخير. وقال المذيع موجها خطابه إلى القوات المهاجمة ان سكان البلدة في الانتظار ووصفهم بأنهم مجرد عصابات اجرامية وقال ان الله في صف الموالين للقذافي. ويسيطر موالون للقذافي على سرت ايضا والتي تقع على الطريق الساحلي الرئيس الرابط بين الشرق والغرب بما يقسم ليبيا عمليا إلى قسمين. وقالت قوات المجلس الانتقالي الزاحفة ان خط المواجهة يقع الان على بعد نحو 90 كيلومترا إلى الشرق من المدينة. واطلق المقاتلون نيران الدبابات ومدافع الهاوتزر وسط اصوات البنادق الآلية وازيز طائرات حلف شمال الاطلسي الحربية فوق المنطقة. وقال المقاتل صلاح الشاعري "وقعت اشتباكات هذا الصباح وكانت قوات القذافي تطلق صواريخ جراد لكننا تمكنا من التقدم قليلا وسندخل سرت قريبا جدا." وقالت الامم المتحدة انها تشعر بقلق على مصير المدنيين المحاصرين داخل معاقل مؤيدي القذافي المحاصرة. وقالت فاليري اموس كبيرة المسئولين عن المساعدات الانسانية بالامم المتحدة ان "اكبر ما يقلقنا الان هو سرت حيث نتلقى تقارير من عدم وجود ماء ولا كهرباء." واضافت ان الامم المتحدة تشعر ايضا بقلق بشأن مصير المهاجرين الافارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء والذين يواجهون هجمات انتقامية للاشتباه بانهم مرتزقة حتى على الرغم من ان معظمهم عمال عاديون.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً