العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ

جهود التعرف على هويات ضحايا 11 سبتمبر تُوجِد أدوات طب شرعي

كان على المحققين الذين يستخدمون الحمض النووي (DNA) للتعرف على هويات ضحايا الهجوم على مركز التجارة العالمي أن يعثروا على أساليب جديدة لتحليل ألوف قطع العظم وعينات الأنسجة، وهي أساليب حديثة يتوقع أن تدعم ميدانها العلمي وتدفعه إلى الأمام.

وكانت هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2002 قد أثارت مشكلة هائلة امام الخبراء: 02 ألف قطعة من العظام والأنسجة وحوالي 0082 شخص مفقودين. وكانت الخلايا الوراثية (DNA) في الموقع المدمر تالفة بسبب الحرائق والحرارة والماء في أغلب الأحيان.

واستعدادا لإجراء المطابقات رفع الخبراء الـ DNA من الأغراض الشخصية لفراشي الأسنان وشفرات الحلاقة الخاصة بالمفقودين، كما اشتقوا معلوماتDNA من اقاربهم.

ولكن عندما انهار برجا المركز لم تكن هناك بيانات كمبيوترية (سوفتوير) تستطيع القيام بمهمة مطابقة ألوف العينات التي تم جمعها من الموقع، كما قال رئيس قسم البيولوجيا الشرعية في المحافظة بوب شيلر.

ولذلك باشر الخبراء عملهم بكتابة البرنامج بناء على طلبه، وهم لم ينتهوا من هذا العمل بعد، فمكتب شيلر يتلقى تحديثات جديدة كل أسبوع لرفع كفاءة العملية وتسهيل استعمال البيان.

ثم هناك مهمة الحصول على معطياتDNA صالحة للاستعمال من العينات المهترئة جدا التي جيء بها من الموقع صفر بالدرجة الأولى. وقال شيلر إن زملاءه في مكتب المحقق الطبي اتقنوا تقنية جديدة لاستخراج الـ ءخ من الأنسجة المهترئة.

وهناك أيضا العظام. فحوالي نصف عينات العظام وعددها 21 ألف عينة، وفرت نتائجDNA صالحة للاستعمال الفوري في عملية التحقق من الهويات، بحسب مدير مختبر مجموعة بود تكنولوجي في فيرجينيا ميتشل هولاند .

وأعطت نسبة إضافية قدرها 52 في المئة نتائج جزئية فيما لم تعط الـ 52 في المئة الباقية أي AND البتة، مع أن 01 في المئة فقط من العينات لا تعطي نتائج كما يقول هولاند.

ولذلك باشر علماء مختبر بود العمل على جبهتين، فقد جربوا عمليات وموادا كيماوية جديدة لاستخراج كمية DNA أكبر من العظام، ثم بدأوا استعمال طريقة تحليل جديدة لتحليل قطع الـ خء هي بنصف حجم ما كانوا يحتاجون إليه قبلا. ويحتمل أن تبقى القطع الصغيرة أكثر من غيرها داخل الـ خء المفتتة.

والحقيقة أن حوالي نصف العينات التي تم جمعها في الموقع صفر والتي اعطت نتائج جزئية فقط، بدأت الآن تدر نتائج ذات نوعية عالية لاستعمالها في كشف الهويات. كما يجرب باحثو مختبر بود الطريقة على عينات لم تعط نتائج أبدا. وعلى كل حال، يقول هولاند إنه يتوقع أن تفيد قطع الـ خء الأصغر حجما في العمل الروتيني للطب الشرعي.

وأحرزت شركة أخرى هي «أوركيد بايوساينسز» في نيوجرسي نجاحا بطريقة أخرى لاستخراج المعلومات من قطع خء صغيرة عثر عليها في الموقع صفر. وهي تبحث عن عامل مميز مختلف عما يستعمله المحققون الشرعيون ويمكن استعماله بقطع صغيرة لدراستها.

ويمكن تخيل الـ DNA البشري كخيوط طويلة مؤلفة من أحرف يمثل كل منها مادة كيماوية في موقع معين داخل اللولب المزدوج ُِّقٌم بمٌىٍّ المشهور. وتراتبية هذه «الأحرف» هي التي تحدد شيفرة الـ خء.

ويبدو أن الشيفرة تتلعثم في بعض الأماكن على تلك الخيوط فتكرر مقطعا صغيرا المرة تلو المرة. ويختلف الناس عن بعضهم بعضا طبقا لمرات التكرار الموجودة في مختلف المواقع. ويحصي التحليل الشرعي العادي عدد تكرار المقاطع في اماكن مختلفة، إضافة إلى توقف آخر لتحديد الجنس، فتكون النتيجة المركبة (المدمجة) صورة الـ DNA القابلة للاستعمال في التعرف على الهوية.

إن التحليل الذي يقوم به خبراء بود هو من هذا النوع. أما علماء «أوركيد» فهم على العكس، يركزون على احرف مفردة في شيفرة الـ DNA. ففي الكثير من المواقع على الحمض النووي، اذ يوجد لشخص ما حرف معين، هناك اشخاص آخرون لديهم احرف مختلفة في المواقع نفسها. وقد سبق للعلماء أن حللوا الـ DNA على أساس هذا الاختلاف لأغراض طبية وعلمية.

غير أن «أوركيد» أدخلت طريقة التحليل الواسع النطاق على التعرف الشرعي للهوية. إذ يقوم الخبراء بجلاء الاحرف الموجودة في 27 موقعا على عينة خء، وتكون النتيجة الاجمالية متميزة بشكل كاف للاستعمال في كشف الهوية، كما يقول المدير التنفيذي لقسم «اوركيد سيلمارك مارك» ستورلوف.

خدمة (ا.ب

العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً