العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ

امتحاننا الأكبر في البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«الضمير الإنساني» يُعبِّر عن ذهنية الإنسان ووجدانه وحدسه، المتمثل في قدرة العقل الجمعي (لأكبر عدد من البشر) على تشخيص الصواب والخطأ في الأفعال. وهذا «الضمير الإنساني» يتفق عالمياً على أن بعض الأمور يجب أن لا تحدث لأنها تخالف ما يعتقده المجتمع البشري خطأ فادحاً.

والضمير الإنساني، ينطبق أيضاً على كل فرد منا، إذ إن كلاً منا لديه ضمير... ولقد تحدث القرآن الكريم عن «النفس المطمئنة» الواثقة من فعل الخير والمتوكلة على الله جلَّ وعلا. كما تحدث القرآن عن «النفس الأمّارة بالسوء» التي تُجمِّل فعل الشر للإنسان، وهناك «النفس اللوّامة» وهو الشعور بتأنيب الضمير عندما يقوم الإنسان بفعل خطأ ما.

الضمير الإنساني يعتمد على أعراف وقيم ومعايير ومبادئ وقواعد، تتم ترجمة كثير منها في اتفاقيات دولية، وتقوم الأمم المتحدة بمطالبة الدول الأعضاء بالتوقيع عليها واعتمادها كقانون محلي ضمن منظومة القوانين الوطنية الصادرة في «الجريدة الرسمية» التي تنشر التشريعات من أجل تثبيتها في الإجراءات والمحاكم.

والبحرين اعتمدت معظم الاتفاقيات التي تلزمنا بـ «القانون الدولي الإنساني» المتمثل باتفاقية جنيف، وبـ «القانون الدولي لحقوق الإنسان» الذي يتمثل بالعهدين الدوليين والاتفاقيات الحقوقية الأخرى. إن التزام أي دولة بهذه الاتفاقيات يعبر عن اتساق مجريات الأمور فيها مع «الضمير الإنساني» الذي يحث على الخير، وينبذ الشر، ويجمع الناس بدلاً من أن يفرقهم.

وكمسلمين، فلدينا القرآن الكريم الذي يقول «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات: 13)، وقد حددت الآية الكريمة «الأكرم» هو «الأتقى»، الذي يحافظ على نفسه المطمئنة، صاحب الضمير الحي الذي يحث على فعل الخير... وتوضح الآية ان من أهم أفعال الخير هو تحقيق حالة «التعارف بين الناس»، بدلاً من تفريقهم وتمزيقهم.

الامتحان الأكبر الذي نواجهه في البحرين (كمجتمع وكدولة) هو في قدرتنا على تحقيق النفس المطمئنة، في قدرتنا على اتساق ما نقوم به مع الضمير الإنساني العالمي والموثق في اتفاقيات دولية، وفي قدرتنا على أن نتعارف بدلاً من أن نتمزق

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 5:13 ص

      الضمير

      من يرد اللة بة خيرا يفقة في الدين ارى شيوخ الدين تركوا دينهم وامور النصح والارشاد وذهبوا لقتل من يقتل من اجل كرسي الزعامة افيقوا ترى كل نفس ذائقة الموت اهتموا بدينكم واعملوا لاخرتكم(ان الذين يسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا

    • زائر 32 | 1:12 م

      والله لقد نجحت يا دكتور بامتياز، الله يبارك فيك

      لقد تجاوزت يا دكتور جميع الامتحانات الصعبة وهاأنتذا تحمل مرتبة الشرف بضميرك الحي ونفسك المطمئنة، فلو عندنا 10 صحفيين يحملون مثل هذه المرتبة لأصبحت البحرين بخير. نرفع أيدينا لرب العالمين أن يكثر أمثالك يا بطل وابن البطل.

    • زائر 30 | 12:27 م

      شكراااا

      شكر والتقدير الى صاحب هذا القلم المميز صراحتاا وعلى هذا المقال الرائع

    • زائر 28 | 11:09 ص

      النفس المطمئنة

      صبرا على قضائك يارب
      لو سمعت خطب الجمة أمس، لوجدت النفوس المريضةالتي خلت من التقوى والخوف من الله والتي لا تسعى للم الشمل والوحدة بين مكونات المجتمع البحريني والحفاظ على اللحمة الوطنية. ولو قرأت الصحف اليوم لأصابك الغثيان من المواضيع وردود القراء عليها . هذا هو الوجع الذي لا طبيب له إلاّ الله هو المعين لحل هذه الأزمة في البحرين الغالية. ولو فكر كل منا في نهاية المطاف سيجد نفسه رهين القبر وسوء المصير نتيجة مافعله بلسانه و يده .وصدق من قال :
      أليس غدا مصيرك جوف قبر

      ويحثو الترب هذا ثُمَّ هذا

    • زائر 26 | 11:00 ص

      النفس المطمئنة

      لو سمعت خطب الجمة أمس، لوجدت النفوس المريضةالتي خلت من التقوى والخوف من الله والتي لا تسعى للم الشمل والوحدة بين مكونات المجتمع البحريني والحفاظ على اللحمة الوطنية. ولو قرأت الصحف اليوم لأصابك الغثيان من المواضيع وردود القراء عليها . هذا هو الوجع الذي لا طبيب له إلاّ الله هو المعين لحل هذه الأزمة في البحرين الغالية. ولو فكر كل منا في نهاية المطاف سيجد نفسه رهين القبر وسوء المصير نتيجة مافعله بلسانه و يده .وصدق من قال :
      أليس غدا مصيرك جوف قبر

      ويحثو الترب هذا ثُمَّ هذا

    • زائر 25 | 9:26 ص

      لقد ودعنا الضمائر والمباديء و الأعراف والقيم والأخلاق من زمن بعيد والاتفاقيات أصبحت حبر على ورق.... ام محمود

      الامتحان الأكبر والأصعب والأخطر والمصيري الذي نواجهه في البحرين اليوم هو في تحقيق القدرات المستحيلة بعد الأزمة وهي التسامح والتصالح والاطمئنان والتعارف والثقة والمودة بين الطرفين
      والابتعاد عن التمزق والفرقة والتخوين والكراهية
      وما تطلبه يصعب تحقيقه بعد انشطار المجتمع و بعد المستجدات التي حدثت من فصل واعتقال و محاكمة
      الظاهر ان المنطقة جميعها في طريقها للحروب الطائفية بدءا من اليمن و سوريا والبحرين والعراق
      من اشعل الفتيل سيفرح الآن لأنه نجح في أهدافه
      (في زماننا لا يوجد ضمير انساني ولا احساس)

    • زائر 22 | 6:38 ص

      كل أنا بالذي فيه

      المشكلة تكمن في من اين يستسقي الانسان علومة وثقافته كما قال الله في محكم كتابه فل ينظر الآنسان الى طعامه والمقصود الاسمى الى علمة من اين ياخذة وكما توصل أليهي العلم الحديث في نظم المعلومات ان المدخلات الجيد تنتج مخرجات طيبة والعكس صحيح وختاما لكى من جزيل الشكر فانت تنجح ما أخذتهمن اباك واجدادك الكرام المنتهلين من علوم مدرسة اهل البيت ذات النبع الاصيل الصافي فليذالك نتاجك الكلام الطيب النافع

    • زائر 21 | 6:28 ص

      كل أنا بالذي فيه

      المشكلة تكمن في من اين يستسقي الانسان علومة وثقافته كما قال الله في محكم كتابه فل ينظر الآنسان الى طعامه والمقصود الاسمى الى علمة من اين ياخذة وكما توصل أليهي العلم الحديث في نظم المعلومات ان المدخلات الجيد تنتج مخرجات طيبة والعكس صحيح وختاما لكى من جزيل الشكر فانت تنجح ما أخذتهمن اباك واجدادك الكرام المنتهلين من علوم مدرسة اهل البيت ذات النبع الاصيل الصافي فليذالك نتاجك الكلام الطيب النافع

    • زائر 20 | 6:02 ص

      ام على قلوب أقفالها

      لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم

    • زائر 19 | 4:31 ص

      الحقيقة يا ناس

      حقيقة أراها ويراها كل منصف يحكم ضميره الإنساني، أقولها الفرق شاسع وواسع بين ما يطرح في جريدتكم وبين ما يطرحه الاخرون

    • زائر 17 | 3:13 ص

      لماذا لا نقرأ سواك ياوسط

      لأ، الأخرون لم يتركوا حبلا للوصال ولم يفتحوا عقولهم وبصائرهم الا لمن هو على شاكلتهم ، لماذا لا نقرأ سواك لأنك صوت الوطن وصوت المواطن ، لأنك الحقيقة والحقيقة أنت

    • زائر 14 | 2:26 ص

      التمنيات شيئ والواقع شيئ اخر

      ودكتور صباح الخير اولا, نشد على يدك في ما تتناوله من مواضيع و سطيه عقلانية مستنيرة من المفترض أن يستوعبها الكل بجميع اطيافهم من حاكم ومحكوم. ولكن يالأسف هذا ينافي الواقع المعاش حاليا, أن ما نراه من اقصاء واستشفاء وكراهية وتخوين وطائفية بغيضة لمكون رئيسي في الوطن وتوظيف اناس في قلوبهم مرض يسعون لبث الفرقة لخدمة مصالحهم واجنداتهم الخاصة لهو خير دليل أن ما يجري الأن يجب التصدى له من الناس العقلاء من كلا المكونين الرئيسين في الوطن هذا مانتمناه ولكن الواقع شيئ اخر.

    • زائر 13 | 1:55 ص

      مع الاسف

      بكل صراحة اقولها مع الاسف على الحال اللي وصلنا له اليوم .. نتمنى نتعامل مع المشكلة و الجميع يقدم تنازلات من اجل الوطن، لا رابح و لا خسران في مثل هالتنازلات ،، ففي النهاية يجب علينا جميعا العمل كوحدة واحدة او رجل واحد من اجل الوطن و اجياله القادمة، فلا بد من الاحتكام للقوانين الدولية و الضمير الانساني الحي و العمل على تطوير الديمقراطية بما تتطلب المرحلة و العمل على اعادة التآخي بين جميع اطياف المجتمع و عوائلها من الاسرة الحاكمة الى احدث اخر اسرة بحرينية

    • زائر 11 | 1:33 ص

      للاسف اصبحت المنظمات الانسانية فاقدة لمصداقياتها

      شكرا د. منصور انا معك تماما في كل ما ذهبت اليهه بالنسبة للضمير و التسامح و التصالح بين الناس و مستعدة وضع يدي في يد كل من يدعو لذلك من اجل البحرين و من اجل الانسانية ...لكن اسمح لي يا دكتور ...ان هذه المنظمات لا تلتزم بما ذهبت إلية من دعوة جميلة نبيلة ....هي منظمات ذات مصالح ....واذا كانت معك الان ...فستنقلب عليك غدا وفقا لمصالحها الخاصة .... ما اريد ايصاله يجب ان لا نعول عليها خير ا....و انما نعتمد على انفسنا حتى نتجاوز ما تمر به البلاد من أزمة . احبك يا بحرين يا وطن الجميع.

    • زائر 10 | 1:17 ص

      الخطاب لمن!!!

      تخاطب من يا دكتور !!!! انت كبير وخطابك للكبار ولن يسمعه الا الكبار واصحاب العقول والقلوب الكبيرة اما غير ذلك فصعب ان يفهموه ناهيك عن يطبقوه .شكرا لك على هذا المقال الرائع والهادف.

      ابو سعد

    • زائر 9 | 1:13 ص

      عزيزي الدكتور منصور الجمري ابن الأسد الشيخ عبدالأمير الجمري

      لقد شدّني من مقالة كلمة (الضمير) .. ولكن ماذا نفعل اذا كان في الطرف لآخر من باع ضميره بأبخس الأثمان (ربما بمئة دينار أو سيارة أو قطعة أرض أو وظيفة أو تذكرة سفر) أو من مات ضميره مع سبق الإصرار والترصد، أو من ضاع ضميره بين زحمة شهوات الدنيا وملاذتها.. حينها كيف تتعامل مع هذا الطرف (البدون) ضمير؟!!

    • زائر 8 | 1:09 ص

      مقال رائع كالعادة ... من ينشد الخكمة يقرأها على يديك

      أما هناك فلازالوا ينعقون ومنهمكين في السب والشتم واطلاق السهام في كل الاتجاهات ولكنهم نسوا أنه اذا نفذت سهامهم وجاء الدور عليهم فسيكون حسابهم عسير

    • زائر 7 | 1:04 ص

      الطامة الكبرى

      بعض الدعات من هم المفروض ان يقربو الناس على مختلف مشاربهم احدثو بتصريحاتهم الطائفية العلنية مثلا في الجرائد مما تسبب شرخ كبير حيث ترى طرف يقرب وطرف يبعد كل ذلك من اجل حب الدنيا من مركز وجاه ومال .

    • زائر 2 | 12:06 ص

      سيدي ابن الاصول انظر لخطابك واقارنه بخطابهم والفارق شاسع

      سيدي والله لااحب قراءة الصحف الاهذه الجريدة الملتزمة بخط حب البحرين واهلها واقول من سوء حظي ان قمت بقراءة احدى الصحف المحلية ورايت حجم التحامل على شخصكم الكريم واحد المعارضين الذي تبوأ مركز سياسي كبير واحد الشخصيات المعارضة والذي يترأس اهم جمعية بالمختصر تنظر لخطابهم المشحون كراهية وحقد وتحامل وتزوير للحقائق وقلبها وفوقها مهاجمة الاشخاص المحترمين عيني عينك دون دليل واقول مساركم ومسار جريدتكم اكسبكم واكسبها المصداقية والاحترام بارك الله فيكم وحفظ الله بلدنا من هكذا مغرضين مفتنين انه سميع الدعاء

اقرأ ايضاً