العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ

رئيس الوزراء: البحرين حققت أهداف الألفية 2010 ومن بينها استدامة البيئة

في رسالة وجهها للعالم بمناسبة الاحتفال بـ «يوم الموئل»

قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إن مملكة البحرين استطاعت تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية للعام 2010 بحسب المعايير الدولية، والتي من بينها كفالة استدامة البيئة، مضيفاً سموه «طموحاتنا لاتزال مستمرة في هذا المجال بما يتماشى مع توجهات البحرين الساعية إلى تعزيز حياة الإنسان وتهيئة جميع أسباب العيش الكريم له».

وأكد سمو رئيس الوزراء أن مملكة البحرين تشارك المجتمع الدولي قلقه ومخاوفه من تزايد حدة المخاطر البيئية المحتملة التي تهدد كوكب الأرض، وأنها تعمل في إطار من التعاون الأممي للحد من هذه المخاطر، إيمانا منها بوجود ترابط وثيق بين تحقيق رفاهية الشعوب، والحفاظ على البيئة.

وقال سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة احتفال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بـ «اليوم العالمي للموئل» الذي يصادف يوم غدٍ الاثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، ويحمل شعار «دور المدن في نشوء ظاهرة تغير المناخ»، «إننا نعيش ضمن منظومة بيئية تتأثر بمستوى التقدم الذي يحققه بني البشر وما يخلفه من خلل في النظام البيئي، وأنه ما لم يلتفت العالم لذلك بالسرعة الممكنة وعبر تعاون جاد ومشترك، فإن الثمن الذي سيقدمه المجتمع الدولي سيكون باهظاً في المستقبل».

وأشار سموه إلى أن ظاهرة النمو الحضري ما لم يكن مخططا لها، فإنها ستشكل هي الأخرى عبئاً بيئياً مؤثرا يرتبط بمخاطر صحية نتيجة تردي وتلوث الهواء.

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى حشد الطاقات واتخاذ التدابير الكفيلة بمواجهة المخاطر المحتملة الناتجة عن التغيرات المناخية، والعمل علي تكثيف التنسيق والتعاون الأممي القائم علي تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية المستدامة من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى.

وشدد سموه على ضرورة وضع خطط بعيدة الأمد تنفذ عبر إصلاحات تدريجية لتلافي مثل هذه المخاطر والأعباء البيئية، وبالشكل الذي يحول دون تفاقمها وتهديدها لجهود التنمية المستدامة في مختلف المناطق.

وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين تولي قضايا الموئل والتنمية الحضرية المستدامة اهتماماً متزايداً، إذ تعد عنصراً أساسياً في تحقيق ما تعيشه البحرين حالياً من نهضة تنموية شاملة أرساها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأنها حرصت في كل مراحل نهضتها على توفير بيئة معيشية مستدامة للمواطنين في الوقت الحاضر وضمان بيئة أفضل للأجيال المقبلة.

وأكد سموه أن مملكة البحرين تعاملت مع قضية التغيرات المناخية مبكراً، إذ تبنى برنامج عمل الحكومة استراتيجية وطنية للبيئة والحياة الفطرية، تهدف إلى حماية البيئة الطبيعية من خلال تطبيق أساليب أكثر كفاءة ترتكز على مكافحة التلوث بجميع أنواعه، واستخدام الطاقات النظيفة الجديدة تحقيقاً لالتزامات البحرين الإقليمية والدولية. وذكر أن مملكة البحرين أولت عناية خاصة بظاهرة التغييرات المناخية والتي تتميز عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع لتعديها حدود الدول بما يشكل خطورة على العالم أجمع، وتهدد صحة الكوكب والاقتصاد العالمي والرفاه البشري، وتزيد من صعوبة المحافظة على التقدم المحرز على صعيد الأهداف الإنمائية للألفية.

وبين سموه أن البحرين لديها خطط قائمة ومستقبلية من أجل تفعيل استخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة، وتقوم بمراجعة وتعزيز الأنظمة الحالية واعتماد نظم تلتزم بتنفيذ نتائج دراسات تقييم الأثر البيئي في جميع مشروعاتها التنموية والتطويرية.

وقال سموه «إن البحرين تمكنت من تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية للعام 2010 بحسب المعايير الدولية، والتي من بينها كفالة استدامة البيئة، وطموحاتنا لاتزال مستمرة في هذا المجال بما يتماشى مع توجهات المملكة الساعية إلى تعزيز حياة الإنسان وتهيئة جميع أسباب العيش الكريم له». وأكد سموه أن «الاستثمار في التقليل من مخاطر الكوارث وتخفيض حدة الفقر يساعد على التأقلم مع مشاكل التغير المناخي، وان دورنا جميعاً أن نعمل على لفت الأنظار إلى مثل هذه الرسالة المهمة، من أجل الحفاظ علي كوكبنا وتوفير بيئة آمنة لجميع البشر». وقال سموه «إننا عايشنا خلال العام الجاري فقط العديد من الأمثلة الحية لما يمكن أن تسببه الكوارث الطبيعية المرتبطة بظاهرة التغير المناخي، كالفيضانات وموجات الجفاف التي اجتاحت عددا من الدول وتسببت في خسائر مادية وبشرية جمة، واستنزفت مليارات الدولارات لمعالجة آثارها وتبعاتها في وقت كان من الممكن استثمارها في تحقيق المزيد من الرفاهية للشعوب». وأضاف سموه أن «التحول الحضري وتوسع المدن وتوفير مستوى عال من الخدمات للسكان، هو غاية تسخر من أجلها الحكومات جميع إمكاناتها ومواردها، وفي الوقت ذاته فإن الحفاظ على هذه المنجزات وتحصينها ضد ما يكتنفها من مخاطر ينبغي أن يشغل فكر العالم أجمع ويدفعه للتحرك الفوري لمعالجة جذور كل ما من شأنه أن يهدد حاضر الإنسانية ومستقبلها». وأشار سموه إلى أن «المدن الحديثة باتت بحاجة لحلول مبتكرة تكفل لها بيئة آمنة، وفق استراتيجية محكمة تحدد التأثيرات المتوقعة للكوارث المناخية، وكيفية تجنبها على المدى البعيد بمعالجة المسببات دون الاقتصار علي التعامل مع النتائج». وشدد سموه على أهمية تفعيل ومراقبة تنفيذ الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن بما يضمن التزام كل الأطراف بمسئولياتها، فوقاية البشرية وحمايتها عمل إنساني نبيل يحتاج من الجميع المبادرة والتشجيع.

وقال سموه «إن مواجهة ظاهرة التغير المناخي تحتاج إلى تغيير فعلي وحقيقي في أنماط الحياة للأفراد والجماعات، ومن دون تعاون جاد فإن التحديات ستجعل مستقبل كوكب الأرض والأجيال المقبلة في مرمى الخطر». وشدد سموه على أهمية توقيع جميع الدول الكبرى على «بروتوكول كيوتو» الذي يمثل خريطة طريق تحدد طبيعة الجهود الدولية المطلوبة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وعلى كل طرف أن يتحمل مسئوليته في الحفاظ على البيئة بشجاعة بعيدا عن أي اعتبارات سياسية.

وحث سموه المشاركين في مؤتمر تغيُّر المناخ الذي سينعقد في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا في الفترة من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 9 ديسمبر/ كانون الأول 2011، على الإسراع في تنفيذ اتفاقية وبروتوكول كيوتو وخطة عمل بالي واتفاقيات تانكون التي تم التوصل إليها في مؤتمر الأطراف الذي عقد بالمكسيك في 16 ديسمبر 2010، وذلك نظراً لعظم وخطورة الآثار السلبية للتغيرات المناخية

العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً