قال الجزاف البحريني محمد عيسى إن سبب ارتفاع الأسماك في البحرين يعود بالدرجة الأولى إلى أعمال الردم والتعدي على السواحل، مؤكداً خلال مقابلة قصيرة مع «الوسط « أن أسعار الأسماك ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً إذا استمر التعدي على السواحل. وهذا نص اللقاء:

منذ متى وأنت جزاف؟

- منذ طفولتي تعلقت بالبحر وعشقته، وكنت أرى البحر ملاذاً لي كما هو حال جميع البحرينيين الذين عشقوا البحر حتى عشقهم.

هل نفهم منك، أنك بدأت بحاراً ولست جزافا؟

- صحيح ذلك الأمر، فأنا بدأت بحاراً وبعدها اتجهت لبيع الأسماك بمختلف أنواعها، مع ملاحظة أنني لم أترك البحر حتى بعد اتجاهي لبيع الأسماك واتخاذه مهنة لي.

ولماذا اتجهت لبيع الأسماك؟

- نظراً للظروف والحياة المعيشية الصعبة، اضطررت مثل غيري لتوسيع نطاق العمل، لعل وعسى أن نتمكن من مجاراة متطلبات الحياة الصعبة، والأمر الآخر هو أنك تتميز عن غيرك ببيع الأسماك الطازجة والتي للتو تم اصطيادها من البحر.

هل يوجد اختلاف بين أسعار الأسماك بالماضي مع الوقت الحاضر؟

- نعم، يوجد اختلاف كبير وفرق شاسع في أسعار الأسماك المختلفة مثل الصافي والشعري. والهامور البحريني الذي أصبح أكل الأغنياء، بينما كان الفقير والمتيسر الحال بالماضي يستطيع شراءه.

وما سبب الارتفاع المطرد لهذه النوعية من الأسماك؟

- أولاً نتيجة ردم السواحل والتعدي عليها، الأمر الذي أدى لهجرة الأسماك بعد التعدي على المراعي التي تأكل منها، ما أدى بدوره لارتفاع سعرها نتيجة صعوبة صيدها وبالتالي قلة المعروض منها للبيع.

وهل مازال الناس يقبلون على شرائها، أم يوجد عزوف لديهم لشراء هذا النوع من الأسماك؟

- تصور أن عدد أفراد أية عائلة بحرينية يبلغ 5 أشخاص، وقام رب الأسرة بشراء هامور يزن 3 كيلوغرامات، والذي يبلغ سعر الكيلو الواحد له بمتوسط الأحوال بسبعة دنانير، ما يعني أن سعره الإجمالي يصل لـ 23 ديناراً، مع ملاحظة أنه ربما لا يكفي لإطعام هذه العائلة، وهنا أتكلم عن وجبة واحدة فقط، فماذا تتصور لو قامت هذه العائلة بشراء الهامور بشكل متقطع بالشهر الواحد، فأي حال يا ترى سينتهي حال هذه العائلة مع نهاية الشهر، ولهذا فإنني أؤكد عزوف الكثير من المواطنين عن شراء مثل هذه النوعية من الأسماك والاتجاه لنوعية أخرى من الأسماك.

هل تعتقد أن أسعار الأسماك سينخفض سعرها تدريجياً؟

- قد ينخفض سعر الصافي أو الشعري قليلاًً ولكنه سرعان ما سوف يشهد ارتفاعا في أسعارها وذلك لأن التعدي على السواحل ما زال مستمراً.

وما هي تلك الأنواع التي اتخذها المواطنين بديلاً عن الأسماك المعروفة؟

- مثلا النيسر أو العندق والقيون والقرقفان، جميعها أنواع أصبحت مطلوبة من قبل المواطنين في الوقت الحاضر، بعد أن كان الباعة يقومون بإلقائها في القمامة سابقاً.

وهل طعمها جيد، حتى يتخذها الناس بديلاً عن باقي الأسماك؟

- نعم، مثلاً العندق سمك معروف بلذته، والقرقفان يمتاز بطعمه الرائع، كما هو الحال أيضاً بالنسبة للقيون المعروف بطعمه الذي لا يضاهي عند شوائه.

لاحظنا أنك تقوم بزرع نخلة أمام الموقع الذي تقوم ببيع الأسماك فيه، لماذا؟

- هي فكرة ولدت لدي بأن أقوم بتشجير محيط الموقع الذي أقوم ببيع الأسماك فيه، وذلك لعدة أسباب أولها أنه سيعطي الموقع طابعاً إجمالياً، بالإضافة إلى أنني سأقوم بزراعة الريحان والمشموم والورد، وتلك الأشياء بعد زراعتها ستعوق المكان برائحتها الزكية، ما يدخل البهجة لدى المشتري.

كلمة توجهها للقراء عبر «الوسط «؟

- أشكر الصحيفة لإفساح المجال لي لإجراء هذه المقابلة وانتهز الفرصة عبر هذه المقابلة لأقول للقراء والمواطنين أهلاً وسهلاً بكم في موقعنا