العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ

المدونون التونسيون... من الفيس بوك إلى ساحة الانتخابات

لقد تم الاحتفاء بهم لدورهم في إذكاء ثورة الياسمين التونسية من خلال توثيق وحشية نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في مدوناتهم وصفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
والآن، ظهر سبعة من المعارضين الإلكترونيين في البلاد من وراء شاشات الكمبيوتر إلى حلبة المنافسة أملا في الفوز بالمناصب في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد بعد غد الأحد.
وقال ياسين عياري مهندس كمبيوتر (30 عاماً) والذي برز في العام 2010 عندما ألقي القبض عليه هو ومدون أخر لمحاولة تنظيم مظاهرة ضد الرقابة على الإنترنت "أنا لست مجرد مدون".
ويقول عياري الذي يخوض المنافسة للفوز بمقعد في المجلس التأسيسي في ولاية زغوان الريفية بشمال تونس: "أنا شاب أؤمن بالتغيير ولدي برنامج لتحقيق هذا التغيير".
وظهرت علامات الصحوة السياسية لدى عياري في سن السابعة عشرة، أثناء ركوبه الترام مع صديق له في تونس.
فقد صفعه رجل شرطة على وجهه بسبب ضحكه. ولم يستطع الرد خشية أن يوجه رجل الشرطة اتهامات إليه كما هو المعتاد في ذلك الوقت، ويقول "قلت لنفسي لن أصفع على وجهي مرة أخرى".
وعلى موقع الفيس بوك الذي اكتشفه في العام 2007، وجد عياري منبراً للتنفيس عن أفكاره عن الحكومة.
ويقول الناشط فارع الطول والمدخن بشراهة "في البداية فعلت ذلك لذاتي للتنفيس عن نفسي. ولكن عندما تبدأ لا يمكنك التوقف. ففي كل يوم عليك أن تكون لديك نافذة أكبر وأخذ نفس أعمق".
وفي العام 2009 زاد الاهتمام به، بعدما منع هو وأربعة من أصدقائه من تقديم قائمة في الانتخابات البرلمانية. وكتب على صفحته على موقع الفيس بوك مقتبساً كلمات الرئيس بن علي عند وصوله للسلطة في العام 1987 "ليس هناك مكان في تونس لرئيس يحكم مدى الحياة".
ويقول وهو يفتخر بظهور رسالة "الصفحة غير موجودة" والتي أصبحت علامة على نوعية مواقع الإنترنت التي تضم مضموناً يزعج النظام "بعد خمس دقائق تم حظر صفحتي على الفيس بوك". وعندما اندلعت ثورة الياسمين، كان عياري يعمل في بلجيكا حيث تكلف فاتورة هاتف كبيرة في محاولة لتأكيد تقارير عن وحشية الشرطة ووضع روايات وصور على مدونته.
وبعد مرور تسعة أشهر، يسعى عياري الأب لطفل عمره عامين لخوض الانتخابات الخاصة بالمجلس التأسيسي المكون من 217 مقعداً والذي سيتولى صياغة دستور جديد.
وتقترح قائمته المسماة الشباب الأحرار أن يكون توفير الثقافة حقاً أساسياً وإلغاء قوانين الملكية الفكرية.
ويقول "إننا نعتقد أنه لا الوظائف ولا المال هي التي تحمي الناس من الطغيان، ولكنها الثقافة".
إيمان برهام مهندسة زراعية (28 عاماً) تعيش في باريس والتي استخدمت موقع تويتر في نشر الوعي حول الثورة تخوض المنافسة أيضاً للحصول على مقعد في قائمة يتصدرها ناشط في حقوق الإنسان.
وهناك 18 مقعداً في المجلس مخصصة للتونسيين في الخارج من بينها عشرة مقاعد للتونسيين في فرنسا.
وتقول برهام وهي تبتسم "أنا رقم خمسة في القائمة. ورياضياً ليست لدي فرصة للانتخاب". وأمس الخميس أدلت بصوتها في القنصلية التونسية في باريس. وتقول "بصراحة، لقد بكيت".
وتظهر صورة على مدونتها فتاة القمر سيدة مبتسمة ذات شعر قصير ونظارات وهي ترفع أصبعها المصبوغ بحبر التصويت في الهواء.
وتدعو قائمتها (صوت المستقبل) إلى وضع الدستور ليضمن حماية المواطنين من الدولة وتوزيع الموارد بشكل أكثر عدالة بين المناطق التونسية وحماية البيئة بشكل أفضل.
وخلال حملتها الانتخابية في شوارع باريس وستراسبورج وأمينز ومدن شمال فرنسا الأخرى، تقول إنها واجهت جمهوراً مختلفاً عما كانت تتواصل معه على موقع تويتر. وتقول "أولئك الذين تقابلهم على الإنترنت أكثر وعياً من الناحية السياسية". وتضيف "أما الذين تقابلهم في الشارع ليسوا كذلك. وعليك أن تقم بتثقيفهم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً