العدد 3338 - الخميس 27 أكتوبر 2011م الموافق 30 ذي القعدة 1432هـ

الإفراج عن 25 مصرياً مقابل إسرئيلي واحد

المتهم بالتجسس يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد الإفراج عنه
المتهم بالتجسس يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد الإفراج عنه

دخل مصر أمس الخميس(27 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) 25 سجيناً مصرياً قادماً من إسرائيل، وسجد بعضهم شكراً لله في نطاق تبادل سجناء شمل إسرائيلياً يحمل الجنسية الأميركية استقل طائرة في طريقه إلى تل أبيب.

ووافقت إسرائيل على مبادلة السجناء المصريين بإيلان جرابل (27 عاماً) الذي احتجزته مصر في يونيو/ حزيران لاتهامه بالسعي لتجنيد عملاء ومراقبة تطورات الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفاً لإسرائيل والولايات المتحدة.

ونفت إسرائيل التي توترت علاقاتها مع مصر منذ اندلاع الانتفاضة هذه الاتهامات. وقال مسئولون إسرائيليون إن جرابل أطلق سراحه، وإنه استقل طائرة في طريقه إلى تل أبيب. وقال أحد المصريين المفرج عنهم للتلفزيون المصري الذي أجرى مقابلات مقتضبة معهم إنه يشكر الله. وقال آخر ويدعى ربيع سليمان كان يقضي عقوبة بالسجن أربع سنوات لإدانته بتهريب مخدرات إنه سيبحث عن عمل ولن يعود مرة أخرى إلى إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة التي تقدم للجيش المصري الذي يدير شئون البلاد في الوقت الحالي مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية تدعو إلى الإفراج عن جرابل. ويرى بعض المحللين إن هذا التبادل يمثل ستارا لمصر للتخلص من صداع دبلوماسي. وقال المحلل المصري حسن نافعة «أنا اعتبره غطاء لإعادة تسليم هذا الجاسوس بضغط من الولايات المتحدة لأنه مواطن أميركي». وأضاف «الإفراج عن هؤلاء الخمسة والعشرين يمثل غطاء لا معنى له في واقع الأمر. لم يضر إسرائيل ولا يفيد المصريين كثيرا». وتم التوصل إلى هذا الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة عقب نجاح اتفاق بوساطة مصرية تم فيه تبادل أكثر من ألف سجين فلسطيني مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة خمس سنوات. وقال بيان من مكتب عضو الكونغرس الأميركي جاري أكمان الذي ضغط من أجل الإفراج عن جرابل إن أكمان سافر إلى إسرائيل ليرافق جرابل في عودته إلى الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لراديو الجيش الاسرائيلي «من الصعب علي... أن أقبل أن مواطنا بريئا وربما ساذجا يسافر (إلى مصر) للتضامن مع الربيع العربي - ومن الواضح أنه ليس جاسوسا وليس عميلا ولا مهرب مخدرات - ويلقى القبض عليه بناء على كل المزاعم الكاذبة... وبعد ذلك نجبر على أن ندفع ثمنا مقابل الإفراج عنه». ودعت إسرائيل إلى خطوات إضافية للمساعدة على الإفراج عن اسرائيلي آخر يدعى عودة سليمان ترابين الذي سجنته مصر قبل 11 عاما. وقالت أسرة أحد المفرج عنهم ويدعى أشرف عبدالله السواركة (18 عاما) إنه حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في إسرائيل لإدانته بعبور الحدود بشكل غير مشروع. وتقول الأسرة إنه ضل طريقه. وكان قد أمضى عاما في السجن. وقال أخوه محمد إنه يريد فقط أن يرى أخاه وامتدح عمل مصر على الإفراج عنه وقال إنه شيء طيب. وقال آخرون في المنطقة إن الكثيرين من السجناء المصريين الذين سيفرج عنهم شاركوا في التهريب وهو أمر منتشر بامتداد الحدود بين مصر واسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني. وقالت خدمة السجون الإسرائيلية إن عبدالله سجن لتهريب المخدرات و»التسلل». وسجن الآخرون لأسباب مماثلة ولتهريب الأسلحة الصغيرة وليس للتجسس أو لهجمات على إسرائيليين.

ويشكو الكثيرون من بدو سيناء من إهمال الدولة لهم. فعلى الرغم من أن منتجعات مثل طابا وشرم الشيخ بفنادقها ذات الخمس نجوم تعج بالسائحين فإن البدو يقولون إنهم مستبعدون من الوظائف وعليهم العيش بمصادر رزق هزيلة أو اللجوء إلى التهريب. وقالت إسرائيل إن ثلاثة من بين السجناء المصريين الذين ستجرى مبادلتهم دون سن 18 عاما. وقال محافظا جنوب وشمال سيناء اللذان كانا في استقبال المفرج عنهم إنهما سيقدمان وظائف للمفرج عنهم وسيقدمان مساكن للمحتاجين منهم.

وقالت والدة جرابل وقت إلقاء القبض عليه إن ابنها وهو طالب قانون في الولايات المتحدة يعمل لدى خدمة سان أندروز للاجئين وهي منظمة غير حكومية في القاهرة. وهاجر جرابل إلى اسرائيل العام 2005 قادما من نيويورك وخدم في جيشها في حرب لبنان العام 2006. وعلى مدى سنوات ألقت مصر القبض على عدد من الناس اتهموا بالتجسس لصالح اسرائيل. وأعادت إسرائيل سفيرها من مصر في سبتمبر/ أيلول عندما هاجم متظاهرون السفارة الإسرائيلية احتجاجا على قتل أفراد من الجيش المصري على الحدود عندما كانت القوات الإسرائيلية تلاحق من قالت إنهم مهاجمون اخترقوا حدودها في أغسطس/ آب

العدد 3338 - الخميس 27 أكتوبر 2011م الموافق 30 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً