العدد 3346 - الجمعة 04 نوفمبر 2011م الموافق 08 ذي الحجة 1432هـ

اقالة جنرال اميركي لانتقاده كرزاي والافغان انتقادا لاذعا

اقيل جنرال اميركي في افغانستان بعد توجيهه الاتهام للرئيس الافغاني حميد كرزاي وادارته الغارقة في الفساد بعدم ادراك الواقع وعدم الامتنان للدعم المقدم من جانب الولايات المتحدة.
واعلنت القوات الدولية التي يتولى قيادتها الحلف الاطلسي في افغانستان في وقت متأخر الجمعة ان الميجور جنرال بيتر فولر، نائب قائد مهمة الحلف الاطلسي لتدريب وإعداد القوات الافغانية، اقيل من منصبه بعد ان ادلى ب"تصريحات غير لائقة علنا".
وقد اعرب فولر في تصريحاته جهارا عن بعض حالات الاحباط التي يبديها الضباط الاميركيون والضباط الاجانب الاخرون والدبلوماسيون في السر بشأن التعامل مع كرزاي وحكومته.
ففي مقابلة نشرها موقع بوليتيكو الاخباري على الانترنت الخميس قال فولر ان القادة الافغان لا يعون التضحيات بالدماء والمال التي تتحملها الولايات المتحدة في افغانستان اذ هم "بمعزل عن الواقع".
كما وجه الانتقاد لكرزاي بشكل مباشر بعد ان صرح الرئيس الافغاني الشهر الماضي ان افغانستان ستقف الى جانب باكستان اذا خاضت اسلام اباد في يوم من الايام حربا مع الولايات المتحدة.
وقال فولر معلقا على تصريحات كرزاي "بقي ان تضع المخرز في عيني!".
وتابع "اتمزح!؟.. عذرا! لقد منحناك للتو 11,6 مليار دولار والان تقول لنا: +حسنا، لا يهمني الامر!!+".
واضاف "حينما يجرون انتخابات رئاسية، نأمل ان يأتوا بشخص يعرف كيف يتحدث علنا".
من جانبه قال الجنرال جون آلان قائد القوات الدولية لدعم الامن في افغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الاطلسي ان تلك التصريحات لا تعكس وضع العلاقات بين القوات الدولية وحكومة كرزاي.
وقال "هذه التصريحات المؤسفة لا تشير الى علاقاتنا الراهنة المتينة مع حكومة افغانستان، ولا مع قيادتها، ولا تشير الى التزامنا المشترك بالنصر هنا في افغانستان".
واضاف "الشعب الافغاني شعب كريم والتصريحات من هذا القبيل لن تحول دون اتمامنا لمهمتنا المشتركة الاكثر اهمية -- والمتمثلة في التوصل الى ان تنعم افغانستان بالاستقرار والسلم والازدهار".
كما قال الكابتن جون كيربي متحدثا باسم وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لفرانس برس ان بانيتا يدعم تماما قرار اقالة فولر على الفور من منصبه.
وقال اللفتنانت غريغوري كيلي المتحدث باسم ايساف في كابول ان ايساف ليس لديها اي معلومات حول ما اذا كان الجنرال فولر سيترك الجيش ام سيتم نقله الى مكان اخر.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اقال العام الماضي الجنرال ستانلي ماكريستال الذي كان قائدا للقوات الدولية في افغانستان، بسبب تصريحات ادلى بها ومساعديه لمجلة رولينغ ستون تعلقت بقادة سياسيين كبار.
وينظر الى مهمة الحلف الاطلسي في تدريب واعداد الجيش والشرطة الافغانيين لتولي مهام اكبر في حفظ الامن بعد رحيل القوات الاجنبية العام 2014، على انها بين اهم مكونات المجهود الحربي الغربي في افغانستان.
وكانت اعداد قوات الامن الافغانية قد زادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث نمت من زهاء 190 الفا في اواخر 2009 الى نحو 305 آلاف في الوقت الراهن، وهو الرقم المقرر ان يبلغ 352 الفا بحلول تشرين الثاني/نوفمبر من العام المقبل.
غير ان المشكلات ما زالت مستمرة بينها ما يتعلق بأمية القوات الافغانية والمحسوبية في اوساطها.
وجاءت انباء إقالة الجنرال فولر بينما تولى اللفتنانت جنرال دانيال بولغر السبت القيادة العليا لمهام التدريب للحلف الاطلسي في افغانستان خلفا للفتنانت جنرال وليام كولدويل الذي انهى مهمته في افغانستان التي استمرت عامين.
وفي المقابلة مع فولر وصف الجنرال الاميركي كيف تعين عليه تقريب اسباب عدم منح المسؤولين الافغان معدات من قبيل مقاتلات من طراز اف-16 ودبابات، حيث قال "بإمكانك ان تعلم رجلا كيف يصطاد، او يمكنك ان تعطيه سمكة".
وقال "اننا نعطيهم السمك بينما يتعلمون ولكنهم يريدون مزيدا من السمك! (لا ان يصطادوا بانفسهم)".
واضاف ان احد المسؤولين الافغان الذي لم يسمه على سبيل المثال قال له انه انما يريد الدبابات ليتباهى بها في استعراض عسكري ليس إلا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً