العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ

الرجل الذي أوقف الصحراء (1 - 2)

الجميع يعرفون المزارع ياكوبا ساوادوغو باسم «الرجل الذي أوقف الصحراء»، بعد أن كانوا في قريته الصغيرة في بوركينا فاسو، يسمونه «الرجل المجنون» عندما بدأ يحاول منذ نحو ثلاثة عقود إنقاذ أرضه القاحلة من زحف ظاهرة التصحر عن طريق زراعة أشجار نمت لتصبح الآن غابة مساحتها 15 هكتاراً.

والآن وبعد مرور 30 عاماً، بدأ أهالي قرية غورجا - قريته - في شمال غرب بوركينا فاسو الذين سبق وأن غادروا أراضيهم غير الخصبة بحثاً عن حياة أفضل في المدينة، يعودون إلى ديارهم وأراضيهم لاقتباس أسلوب «الرجل الذي أقف الصحراء».

في غضون ذلك، يتوافد المزارعون وخبراء البيئة والعلماء على بيت ساوادوغو للتعلم من هذا الرجل الذي أوقف الصحراء بمفرده.

وفي الوقت نفسه، يجوب ساوادوغو أرجاء العالم لسرد قصة نجاحه، التي جذبت أيضاً اهتمام المخرج السينمائي مارك دود، فأنتج فيلماً عنه بعنوان «الرجل الذي أوقف الصحراء»، حاز على جوائز؛ بل وجرى عرضه أيضاً أثناء الدورة العاشرة لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي اختتم أعماله يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2011، في مدينة تشانغوون في كوريا الجنوبية.

والملف للنظر هو أن ساوادوغو لم يكن في البداية قد فكَّر حقيقة في وقف التصحُّر. فقبل ثلاثين عاماً كان كل ما يسعي إليه هو إيجاد وسيلة لحصاد محصوله في منطقة أصبحت أرضها جرداء، وتخلى كثيرون من جيرانه عن زراعتها وهاجروا إلى المناطق الحضرية.

وسرد هذا الرجل المسن، متعدد الزوجات على المندوبين المشاركين في مؤتمر اتفاقية مكافحة التصحر في كوريا الجنوبية بالقول: «لم يكن لدينا (في قريتنا) طعاماً أو غذاء بسبب الجفاف وندرة المياه».

وعندما أدرك ساوادوغو أن حفر الحفرات المعتادة لم يعد كافياً لري الحقل، قرَّر أن يحفر حفرة أكبر وأوسع بغية الحفاظ على مياه الأمطار لفترة أطول. ثم قرر استخدام السماد للمساعدة على نمو بذور السمسم والحبوب - الذرة والدخن - التي زرعها.

لكن الرجل لم يكن قلقاً بشأن تأمين الغذاء فحسب وإنما لتحول أراضي قريته غورجا إلى صحراء وبسرعة. وهنا بدأ في زراعة الأشجار، ليس فقط لحفظ الأراضي من التدهور ولكن أيضاً لاستعادة منسوب المياه الجوفية إلى مستويات غير مسبوقة.

وواصل «الرجل الذي أوقف الصحراء» روايته للمسئولين والعلماء والخبراء الذين شاركوا في مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر في هذه المدينة بكوريا الجنوبية، فقال: «ظن الناس أنني مجنون عندما بدأت زراعة هذه الأشجار (...) والآن سيدركون مدى فائدة الغابات».

مانتوي فاكاناثي

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً