العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ

الحج في زمن «الربيع العربي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عيد الأضحى المبارك هذا العام يمثل أهمية خاصة، لأنه الحج الأول بعد انتفاضات الربيع العربي التي لم يتوقعها أحد... وكما يشير إلى ذلك الإعلامي البريطاني «جون سنو»، فإن العام 2001 هو عام «موت الخبراء»، أولئك الذين كانوا يتوقعون ما سيحدث فيما مضى، لكنهم فشلوا في توقع حدوث الربيع العربي.

الحج، بصفته ركناً من أركان الإسلام، يمثل مناسبة كبرى لاستذكار معاني التضحية وروح الإيثار لقضية عظمى، وانتصار الإنسان على الغرائز السيئة وخفض مستوى الغرور لديه. الإنسان يستذكر في هذه المناسبة العظيمة أنه متساو مع الآخرين، وأن الثروة والسلطة لا قيمة لهما أمام جموع تخضع لربها وتتمسك بروحية عالية لخدمة الآخرين (شركاء الإنسانية)... فالإنسان المتماسك مع أخيه الإنسان هو أساس كل شيء.

الحج أيضاً يمثل فرصة لمصارحة النفس ومواجهة الحقائق المزعجة... فكما أن أحداث العام 2011 لم يتوقعها أحد، فإن ردود الأفعال التي نشهدها هنا وهناك تدل على أن البعض لايزال يعيش «حالة الإنكار»، وهي حالة من يعزل نفسه عمّا يجري، وكأن شيئاً لم يتغير. وتعتبر هذه الحالة الإنكارية أحد أسباب انهيار المجتمعات أو الحكومات أو الحضارات، وانتفاضات الربيع العربي كانت شاهدة على مدى توغل البعض في حالة الإنكار التي أدت إلى نهايات أو تطورات غير متوقعة.

وبحرينيّاً، فإن الحج فرصة لمن ساهم في قطع رزق أخيه الإنسان واستغلال ما حدث للاستحواذ على وظائف الغير ان يراجع نفسه ويقارن أفعاله بشعائر الحج المرتبطة بتضحية النبي ابراهيم (ع) من أجل الهدف الأسمى.

الوضع السياسي في عالمنا العربي يتغير بشكل جذري وسريع، ونشهد حالياً سقوط نظريات كانت متسيّدة في الماضي. فكثير من الحكومات كانت تربط أية اضطرابات بمؤامرات خارجية، وتبرر قبضتها الحديد بضرورات المحافظة على الأمن القومي، وهذه النظرية تتعرض لاهتزاز شديد... فالعالم تغير، والشعوب لديها تعليم ووعي وكرامة، والصحيح أن الأكثرية الساحقة ترفض المساومة على الوطن، لكنها أيضاً ترفض المساومة على كرامتها، وعليه فإننا نشهد بروز مدرسة جديدة تؤمن بأن الأمن القومي يتعزز من خلال تأكيد كرامة الإنسان، والشعب الكريم هو الذي يحفظ أمن وطنه.

حشود من الحجاج ترتدي «الإحرام» الأبيض وهي بذلك ترمز إلى إمكانية تنقية النفس البشرية مما يعلق بها، كما ان تساوي ثوب الإحرام في اللون وطريقة لبسه يُعبّر عن المساواة في ظل رعاية الرحمن، الحج فرصة لكل فرد وجماعة لكي تتأمل في كيفية مواجهة التحديات ومخاطر الانقسامات، وكيف يمكننا حلها من خلال الوسائل السلمية بعيداً عن سفك الدماء... فطوبى لمن ينتفع بمعاني الحج في زمن «الربيع العربي»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:46 ص

      على الله المشتكى يادكتور

      اكاد اجزم يادكتور بأن من قطع ارزاق الناس لم ولن يتأسفوا على مافعلوه ولكن سوف يأتي يوم من ايام الله سبحانه ويأخذ بحق هؤلاء المضومين ممن تم اقصائهم وتجويعهم هي فقط الانتظار الصبر

    • زائر 29 | 4:51 ص

      لا فائدة

      صدام و غيره من الدكتاتوريين ذهبوا الى الحج و لكن أين هو الآن؟!

      ان الله يهدي من يشاء و يضل من يشاء، و من قطع رزق أخيه أو أيد ذلك لا يمكن أن يغفر له الرحمن دام قلبه مليئا بالحقد و الكراهية... فلو ذهب الحج ألف مرة و قلبه يحقد على طائفة فحجته غير مقبولة مهما فعل

    • زائر 28 | 4:48 ص

      عميت عين لا تراك عليها رقيبا

      لو استذكرنا بعضنا بعض مضامين دعاء عرفة للامام الحسين والذي يعد من أرقى ما يمكن للعبد التقرب به الى الله في هذه الايام الفضيلة وهو نمط فريد
      وكلمات نادرة لمن اراد ان يعترف بذنوبه امام خالقه
      ويطلب الغفران منه سبحانه فهذه الايام مختصة بمثل هذه الاعترافات وذنوبنا كثيرة في حق بعضنا البعض وفي حق انفسنا اتمنى لو نلجأ لله متخذين من هذه الادعية طريقا للتقرب في هذه الايام الفاضلة

    • زائر 27 | 4:38 ص

      الوطن وكرامة الانسان هما الركنان الاساسيان

      لم نكن في يوم من الأيام مرخصين لهذا الوطن فقد اعطيناه اعز ما لدينا من ارواح وحريات وتهجير واقصاء لكننا لم نخذله ولن نخذله ابدا دماؤنا فداءا للوطن وليسمع ويعرف الجميع ان الوطن اغلى منا جميعا
      ولكن هناك ايضا كرامتنا التي منحنا الله اياها ولم يرض لنا ان نرخصها او نرخص بها
      فالوطن والكرامة متوازيان يسير كل منهما بجنب الآخر
      فلا وطن بلا كرامة ولا كرامة بلا وطن
      ولم يرض لنا ديننا ان نرخص الوطن او ان نرخص كرامتنا
      ونحن شعب البحرين على هذا النهج

    • زائر 26 | 4:34 ص

      كان ممكن ان يكون الحج أضخم مؤتمرا في العالم يقرر مصيره في سبيل الخير والعدالة

      لكن للاسف
      تم فصله تماما عن حياة الانسان وهذا خطأ كبير

    • زائر 25 | 4:21 ص

      نتمنى ان يكون العيد عيد للجميع ....

      متى الانسان يوعى؟ ليس بالموافق بل بقوة الايمان الحقيقي فالسلام واضح للسني وللشيعي ومبادئة تدعو للاخاء والحب و... وليس العكس فبالحب والاحترام يتم التعايش وهذا هو حال اهل البحرين ولكن الدخلاء منهم ...ومنهم من اصحاب المصالح ومنهم .. هبوا لزرع وتاجيج الفتنه ولكن نتمنى ان يكون العيد كجرس تنبيه للبحرينين ليقولوا نحن اهل واصدقاء ولن نتفرق وسنعيشر في وظن واحد ونحبك يابحرين وعيدكم مبارك ياهل البحريتن سنه و شيعه

    • زائر 24 | 3:31 ص

      الواجب الوطنى والأخلاقي والديني والمذهبي

      عندما يتخصر الأرهابي حزاماً ناسفاً ( او يحزم ابنه ذو العشرة اعوام ) ويذهب للمسجد في باكستان او للمازارات في العراق فأنه على قناعة ان الشهادة هي جائزته وتتضاعف هذه الجائزة كلما تناثرت جثث وأشلاء اكثر .. فكيف تطلب من ان يتخلى هؤلاء الوطنيين عن التخلي عن دورهم الوطني في قطع الأرزاق ( ولو يستطيعون لقطعوا الأعناق) لا و الله فهم ماضون والحرب غنائم .. وهم دخلوا الحرب ولا يستطيعوا التراجع والإنهزام

    • زائر 23 | 2:47 ص

      سؤال

      هل تعتقدون من منع و من استحوذ على ارزاق الاخرين يعي او عنده ادنى احساس بما تقولون ؟

    • زائر 22 | 2:24 ص

      البحرين عصية

      كل عام وانت اخي الدكتور وكل كتاب وفريق جريدتكم جريدة الشعب وكل اهلنا في البحرين بأحسن حال وتقبل الله من حجاج البيت صالح الاعمال وجمعنا اياكم ومن تحبون الاعوام القادمة في هذة البقعة الطاهرة, اعرفك ماذا تحمل من حب وعشق لهذا البلد ولأهله, اعرفك تعبت وانت تكتب في شأن الوحدة واللحمة الوطنية كما كان والدك والدنا كيف ضحى بحياتة من اجل حقوق وكرامة هذا الشعب, اعرفك انك قدمت الكثير اعرفك انك سوف لن تحيد ولن تبيع, ولكني اقول لمرضى الطائفية ان البحرين عصية

    • زائر 21 | 2:05 ص

      أنك لأتهدي من احببت ولآكن الله يهدي من يشاء

      أن القلب المؤمن ليعتصر المآ في يوم عيد المسلمين عندما يشعربان هناك اسرمعتازه في أمس ألحاجة للمال الذي هو عصب الحيات ومايزيدنا المآ هو إصرار البعض على تجويع أخوتا لهم في الانسانيه والوطن إن لم يكونون مسلمين، ولي إن أتذكر عندي عامل هندوسي تفاقمت عليه المشاكل فقرر الانتحار ألا أنه آبا آن يخرج من الدنيا واحدا من الناس يطالبه بدين أو تبعية، فجاءني وطلب مبلغ 20 دينار ومنثم توجه إلى دائنية وسد دينه وكتب رسالته التي أبعدت عنا مسئوليه ألشبهه إلى أهله ليخبرهم عن نهايته حياته ومن ثم توجه البحر وانتحر.

    • زائر 20 | 1:51 ص

      والسؤال الإنكاري : هو لماذا تعتبر هذه الحالة الإنكارية أحد أسباب انهيار المجتمعات أو الحكومات أو الحضارات؟!

      الحج أيضاً يمثل فرصة لمصارحة النفس ومواجهة الحقائق المزعجة... فكما أن أحداث العام 2011 لم يتوقعها أحد، فإن ردود الأفعال التي نشهدها هنا وهناك تدل على أن البعض لايزال يعيش «حالة الإنكار»، وهي حالة من يعزل نفسه عمّا يجري، وكأن شيئاً لم يتغير. وتعتبر هذه الحالة الإنكارية أحد أسباب انهيار المجتمعات أو الحكومات أو الحضارات، وانتفاضات الربيع العربي كانت شاهدة على مدى توغل البعض في حالة الإنكار التي أدت إلى نهايات أو تطورات غير متوقعة.

    • زائر 19 | 1:44 ص

      عيدك مبارك يا شعبي الطيب

      الدين لدى البعض يا دكتورنا العزيز صوم و صلاة و نسوا ان الدين اخلاق.. نسوا ان الاسلام دين الوسطية و التسامح.. ("خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ ) ننصحههم بتجديد التوب ، انصاف الناس و رد الحقوق الى اصحابها ،فغذا موت و حساب و عقاب

    • زائر 18 | 1:11 ص

      بسم الله الرحمان الرحيم

      قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا

      الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ

      يُحْسِنُونَ صُنْعًا

    • زائر 16 | 1:55 ص

      من يسمع

      كلام واقعي وحكيم بإمتياز ، لكن أين المستمعون. حفظك الله دكتور منصور الجمري ووفقك لطرح هكذا مواضيع تخدم الوطن.

    • زائر 15 | 1:54 ص

      يعطيك العافية

      مقال رائع ويعطيك العافية

    • زائر 13 | 1:37 ص

      أحسنت ويرحم والديك

      وعليه فإننا نشهد بروز مدرسة جديدة تؤمن بأن الأمن القومي يتعزز من خلال تأكيد كرامة الإنسان، والشعب الكريم هو الذي يحفظ أمن وطنه. فعلا لأجله غالباً ما تنتفض الشعوب وتزيل عنها الغبار

    • زائر 11 | 1:31 ص

      يبن الاباء عميت القلب التى في الصدور

      عيدك مبارك دكتور والله يحفظك امتداد الىالاصل الطيب الشيخ المجاهد عبدالامير الجمري تعتقد دكتور ان لعب بحسبته الناس حاسب ضميره او ضميره حاسبه على اللي صار في اهل الديره اللي اتحداه اذا يقدر يثبت ان اي منهم مو بحريني على الاقل لعاشر جد مكروا ويمكر الله والله خير الماكرين الناس اللي من هذا النوع اعيونهم مبطله على حدها ولاكن الحقيقه انهم في سبات عميق مو الحج ينبه ضمير الظالم القيامه ما توعيه ثقت العالم في الله اكبر واملهم في الله كل يوم ايزيد فمن يضمن بقاء الكره الارضيه على حالها ساعه بعد الان

    • زائر 9 | 12:52 ص

      موضوع ممتاز

      موضوع موفق يوضح اهم النقاط :)

    • زائر 8 | 12:41 ص

      ........

      حج هذه السنة قتلى وجرحى احتجاجات و مسجونين
      .. ضحايا هذا العيد مفصولين واطفال ابرياء سجنوا
      احد والديهم وسلبت منهم فرحة العيد

    • زائر 7 | 12:32 ص

      المساواة بين الناس.. فالأصوات متساوية (صوت لكل ناخب) ولا إقصاء (الوطن والأمن للجميع)..

      حشود من الحجاج ترتدي «الإحرام» الأبيض وهي بذلك ترمز إلى إمكانية تنقية النفس البشرية مما يعلق بها، كما ان تساوي ثوب الإحرام في اللون وطريقة لبسه يُعبّر عن المساواة في ظل رعاية الرحمن،

    • زائر 6 | 12:29 ص

      الذنوب ثلاثة: ذنب لا يُغفر (الكفر بالله)، ذنب لا يُحسب (الظلم للنفس)، ذنب لا يُترك (ظلم الآخرين)..

      فإن الحج فرصة لمن ساهم في قطع رزق أخيه الإنسان واستغلال ما حدث للاستحواذ على وظائف الغير ان يراجع نفسه ويقارن أفعاله بشعائر الحج المرتبطة بتضحية النبي ابراهيم (ع) من أجل الهدف الأسمى.

    • زائر 4 | 11:42 م

      عبد علي البصري

      ليس البر ((يامنصور الجمري)) ان احج ولا ان اصلي ولا ان اصوم ولاكن البر ان اخاف الله ربي واليوم الآخر والحساب والكتاب ،والجنه والنار , هه ويش ذنب الهندوس والمجوس والبانيان في الهند والصين والنيبال وافريقيا حتى يدخلون النار ، ما قتلو ، ما احرقوا الناس احياء ، ما بنوا عليهم البنايات وهم احياء ولم يعرفوا الاسلام .؟؟؟؟ اذا كان هناك حساب على من عرف القرآن وتلاه وعرف حلاله وحرامه ولكم قصه .

    • زائر 3 | 11:27 م

      صح لسانك

      صح لسانك
      والله سبحانه يقول في محكم كتابه:
      أفلا تعقلون
      أفلا تتقون ولكن يبقى السؤال اين الذي يعقل ويتدبر

    • زائر 2 | 11:17 م

      الفرصة الأخيرة

      الحج يعتبر الفرصة الأخيرة لتصحيح امسار الإنسان وراجعة الذات والشعور بمراقبة الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية ، فكل ما يجري و ما جرى هو كله بعين الله تعالى ، و التائب من الذنب لا ذنب الله ، فادعوا جميع من ساهم في أذى المؤمنين أن يعود لربه و يتسغفر و يقول كلمة حق و يدعو إلى خير بدل الأكاذيب و التضليل و الشحن الطائفي ، أدعوه لمناصرة المظلمومين و الدعوة لانصافهم

      تحياتي/ أبو سيد حسين

اقرأ ايضاً