ينتظر الدبلوماسيون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا جديدا يتضمن تفاصيل جديدة عن البرنامج النووي الايراني بينما يتزايد الحديث عن ضربة عسكرية اسرائيلية ضد طهران.
وكان التقرير السابق للوكالة ركز على جهود ايران لانتاج مواد انشطارية -- يورانيوم وبلوتونيوم -- يمكن استخدامها لانتاج الطاقة او لغايات سلمية لكن لصنع قنبلة نووية ايضا.
لكن التقرير المحدث الذي يقول دبلوماسيون انه سيوزع على المندوبين الثلاثاء او الاربعاء سيركز على الجهود التي تبذلها ايران في مجال المواد الاشعاعية في رؤوس القذائف ولتطوير الصواريخ الناقلة لها حتى الهدف.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان "التقرير ان يتضمن اي دليل قاطع (...) لكنه سيشكل مزيدا من التأكيد سيصعب على ايران جدا نفيه واعتباره كذبا كما فعلت في الماضي".
وكان رئيس الوكالة الدولية الياباني يوكيا امانو قال في تقرير في ايلول/سبتمبر انه يشعر "بقلق متزايد" من "البعد العسكري الممكن" للنشاطات الذرية الايرانية، مؤكدا ان المعلومات التي تملكها الوكالة "واسعة وشاملة".
ويأمل المندوبون الغربيون في ان تساعد المعلومات الجديدة في اقناع دول اخرى بالحاجة الى ممارسة مزيد من الضغوط على الجمهورية الاسلامية التي فرض عليها مجلس الامن الدولي عقوبات مرات عدة.
وقال دبلوماسيون ان روسيا والصين اللتين تتبنيان مواقف اكثر ليونة حيال ايران من موقف الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي -- الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا -- غير مقتنعتين بالحاجة الى مزيد من التحركات.
واضافوا ان موسكو ذهبت الى حد الطلب من الوكالة الدولية الامتناع عن نشر التقرير معتبرة انه "لن يأتي في الوقت المناسب (...) ويمكن ان يزيد من توتر الوضع وقد يضر باستئناف مفاوضات جدية".
ونتيجة لذلك، من غير الواضح شكل القرار الذي ستتخذه الدول ال35 الاعضاء في مجلس حكام الوكالة في اجتماعها في 17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتكفي غالبية بسيطة خلافا لمجلس الامن الدولي حيث يمكن لاي من الدول الدائمة العضوية استخدام حق النقض (الفيتو).
وقال دبلوماسيون ان من الخيارات المطروحة عرض ملف ايران على مجلس الامن الدولي بينما تطرح ايضا فكرة امهال ايران حتى الاجتماع المقبل لمجلس الحكام الذي يفترض ان يعقد في آذار/مارس لتهدئة قلقهم.
وصرح اوليفر ترينرت من المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية "هل يستحق الامر انقساما جديدا في هيئة الحكام مجددا وانقسام الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا؟".
وقال لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان الامر كذلك مع ان الكثير يعتمد على نص التقرير".
ويأتي التقرير بينما تتحدث وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تكهنات بشأن توجيه ضربة لاسرائيل.
وحذر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز مساء السبت من ان "احتمالات شن هجوم على ايران" من جانب اسرائيل او دول اخرى "تتزايد".
وقال بيريز للقناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي ان "اجهزة استخبارات دول عدة التي تراقب (ايران) تشعر بالقلق وتضغط على قادتها للتحذير من ان ايران على وشك الحصول على السلاح الذري".
واضاف "علينا ان نتوجه الى هذه الدول لضمان الوفاء بالتزاماتها (...) لا بد من القيام بذلك، وهناك لائحة طويلة من الخيارات".
وقالت "هآرتس" ان تقرير الوكالة الذرية سيكون له "تأثير حاسم" على الحكومة الاسرائيلية.
وطرحت فرضية توجيه ضربة وقائية اسرئايلية الى ايران من جديد في الايام الاخيرة في تسريبات الى وسائل الاعلام التي تحدثت عن انقسام في الحكومة في هذا الشأن.