العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ

الحق والحقيقة شمس لا تُخفى

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

العبر التي يستقيها الإنسان من ثورة الإمام الحسين (ع) كثيرة، فهذه الثورة حملت معاني متضادة لاتجاهين متعاكسين، اتجاه الحق والخير والإباء والشجاعة والصبر والصدق واتجاه الباطل والشر والخسّة والكذب.

ولأن الإمام الحسين (ع) لديه المعرفة التامة أن الإعلام له دور مهم في الحركات الكبرى، فقد دلل على ذلك بعدة أفعال قام بها، ومن تلك الأفعال اختياره في طريق خروجه من مكة المكرمة طريقاً يكون مختلفاً للقوافل المتجهة نحو مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.

وهذا العمل وغيره قام به الإمام ليس لأجل إعلان ثورته وإعطائها صدى إعلامياً لدى الأمة الإسلامية وإبلاغها بما وصل إليه حالها وحكمها آنذاك بحيث تولاها حاكم بعيد عن روح الإسلام فحسب، بل لعلمه أن الآلة الإعلامية الأموية المعتمدة على الكذب والتدليس ستعمل ليل نهار قبل وبعد أي حركة يقوم بها من أجل تشويه تحركه.

وأي تتبع للروايات يوضح كيف كان الإعلام الأموي الكاذب والمدلس ينشر الأخبار، وأحد تلك الأدلة الواضحة والجلية وصفهم للإمام الحسين (ع) وهو سبط النبي (ص) والقائل عنه «حسين مني وأنا من حسين»، و«الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»، بأنه خارجي، فهذا الوصف الذي لم يصدقه إلا قائله وبعض الحمقى والجهال كحال الإعلام اليوم، لم يتوقف حتى بعد مقتل الإمام، إذ ظل يتحدث عن أن بنات رسول الله (ص) خارجيات وذلك عند دخولهن سبايا إلى الكوفة والشام، وذلك من أجل أن يخفي الحاكم جريمته الشنعاء.

ولا أعتقد أن هذا النوع من الكذب توقف مع تطور الأدوات الإعلامية ووصولها لحد معرفة العالم ما يجري في أي بقعة على الأرض خلال ثوانٍ معدودة بالصوت والصورة، إذ يصر من تقمص الكذب وأصبح جزءاً من شخصيته على الكذب على الناس وكأنهم مغفلون، ولقد شاهدنا قبل سنوات وزير إعلام الطاغية صدام حسين، محمد سعيد الصحاف عندما كان يتحدث للإعلام ويقول إن من دخلوا بغداد هم «شوية علوج وتمت معالجتهم»، أي تم تصفيتهم أو إخراجهم من بغداد بينما كانت القوات الأميركية موجودة في محيط مبنى وزارة الإعلام التي كان يتحدث منها.

وشهد الربيع العربي آلات إعلامية كاذبة استخدمت شياطين الجن والإنس لأجل أن تنقل صورة سيئة عن الثورات للعالم الخارجي، متناسية أن الإعلام الجديد من تويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها قد جعلت من كل شاب عربي قناة إعلامية متنقلة يهزم بالحقيقة التي ينقلها أعتى كذب، وأن الحقيقة مهما أخفيت فهي كالشمس التي حجبتها الغيوم، في النهاية تخرج لتضيء للناس وللعالم وتبين حقيقة أن الشمس لا يمكن إخفاؤها، فجربها بن علي والقذافي ومبارك ولكن النتيجة أن شمس الحرية أشرقت وستشرق، لتبين أن صورة الكذب لم يصدقها إلا صاحبها

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:34 ص

      هذا حقيقي

      حتى الصاحب الكذبة لم يصدقها ولكين يا إستاذ فقط يتعايش بفن معها حتى تنقله من الواقع المر الى الحقيقة التى لا يمكن الفرار منها ......

    • زائر 2 | 12:22 ص

      نعم يامالك

      ولاكن البعض يحاول تغطيه الشمس بمنخل وهذا قمه الغباء لان الشمس ستنفذ اشتها من خلال فتحات المنخل مهما صغرت وببساطه لايمكن حجب الشمس

اقرأ ايضاً