العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

اتجاه جديد يمزج التحدي بالحزن العميق

لوحات المرسم الحسيني 2011...

أحد المشاهد المستوحاة من كربلاء  - تصوير : محمد المخرق
أحد المشاهد المستوحاة من كربلاء - تصوير : محمد المخرق

دشّنت جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية مشروعها الأول هذا العام مع إطلالة محرم الحرام، لإحياء موسم عاشوراء الحسين، وحافظ على استقطاب أعداد كبيرة من الفنانين والجمهور، يبلغ ذروته ليلة العاشر من المحرم.

ويعتبر المرسم من المحطات الرئيسية التي يحرص على زيارتها الزوار العرب والأجانب للاطلاع على فعاليات عاشوراء، فالفن لغة عالمية تتجاوز الحدود واللغات، وما تخطه الريشة في أي بقعة من الأرض يفهمه أي إنسان في الطرف الآخر من المعمورة، بلا حاجة إلى شرح أو ترجمان. وبعض الزوار الأجانب يكون لديهم بعض الاطلاع على جوانب من التاريخ الإسلامي، فهم يسعون لمعرفة انعكاس ذلك الحدث على الفنان المسلم المعاصر في هذا البلد، ومنهم من يمثل له المرسم المحطة الأولى للتعرف على صفحات هذا التاريخ، فيدفعه ذلك للاطلاع. والرموز الفنية التي تحتويها المعروضات كفيلةٌ بإثارة الفضول وحب الاستطلاع لدى أي زائر أجنبي، إذ تحتل بعض اللوحات مناظر من الصحراء، أو الحرب القديمة بما فيها من سيوف وخيول ورماح ومقاتلين، ونهر الفرات والخيّالة والبيوت القديمة في أزقة الكوفة.

من بين المشاركين أحد الفنانين من أبناء الجالية الهندية، دانيش سوكوماران، الذي رسم لوحة من أروع لوحات هذا العام، فالفنان الأجنبي يبدع أيضاً حين يتناول شخصية تاريخية فذة كالإمام الحسين حين يلمّ بطرف من سيرته ويتعرف على لمحات من نضاله وتضحياته من أجل إرساء قيم الحق والعدالة والمساواة. وقد تعرف من خلال صديقه على المرسم، وأعرب عن سروره للروح التي تسود المكان، وقد تغيّرت نظرته للشعب البحريني كثيراً خلال ثلاثة أيام لما شاهده من تعامل وتسامح وتعاون.

شهد هذا العام مشاركة نسائية واضحة، بانضمام ستة عشر فتاة من الفنانات الناشئات، ثلثهن من الجامعيات والبقية من المرحلتين الثانوية والإعدادية، حيث انضممن لزميلاتهن ذوات الخبرة السابقة. وتبدأ الفتاة عادةً مشوارها الفني في هذه البيئة الحاضنة، صقلاً لموهبتها أو استكمالاً لتجربتها المدرسية أو الجامعية. ومن يتابع أداءهن يدرك مدى ما حققته الفتيات خلال هذه السنوات من تطورٍ وتراكم خبرة ونضج فني في الكثير من اللوحات.

في لوحات هذا العام، يلاحظ المتابع بروز اتجاه فني جديد، في عدد من الأعمال الفنية، يتميّز بالألوان الصارخة، كالأحمر ومشتقاته، للتعبير عن مواضيع وطنية ملحّة تؤرق ضمير الفنان البحريني. أكثر هذه المجموعة خطوط ورموز غامضة وصرخات ألم واحتجاج وتحدي، وفي بعضها وجوه عابسة غاضبة، ترمز إلى الضحايا والشهداء. وفي ظاهرةٍ ملفتة، يظهر علم البحرين في بعض لوحات المرسم 2011. صحيح أن المرسم شارك في عشرات الفعاليات الوطنية والدينية والسياسية، وكان طبيعياً أن يرسم فنانوه العلم الوطني في تلك المناسبات، إلا أنه يظهر لأول مرة في لوحات عاشوراء.

للأطفال خُصص ركن لاستقبالهم يومياً من الساعة السادسة حتى العاشرة مساء، حيث يبدأ بعدها الزحام.

حتى مساء الأحد، بلغ عدد اللوحات المنجزة الثمانين، ويتوقع أن تصل إلى مئة وعشرين لوحة مع منتصف ليلة العاشر، التي تشكل ذروة عملية الإحياء في هذا الموسم الديني الكبير، فيما سيتم إشعال الشموع بعد غروب شمس هذا اليوم (الإثنين) إحياءً لذكرى الشهداء

العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:45 ص

      شكرا

      نريد تغطية مصورة للفعاليات يا صحيفة الوسط كل سنة رجاءا للساكنين خارج البلاد وشكرا

    • زائر 2 | 3:54 ص

      مبدعين

      هنيئاً لكم نصرة قضية الإمام الحسين بطرق جديدة

اقرأ ايضاً