العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

بوتين وحزبه يتلقيان ضربة قوية في الانتخابات الروسية

وجه الناخبون الروس ضربة قوية للحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين امس الاحد من خلال تقليص اغلبيته في البرلمان في انتخابات اظهرت تزايد الاستياء من هيمنته على البلاد في الوقت الذي يستعد فيه لاستعادة منصب الرئيس . واظهرت نتائج لم تكتمل مواجهة حزب روسيا المتحدة بزعامة بوتين صعوبة حتى في الفوز بخمسين في المئة من الاصوات مقابل اكثر من 64 في المئة قبل اربع سنوات. وقالت احزاب المعارضة انه حتى هذه النتيجة ضخمها التلاعب . وعلى الرغم من انه مازال من المرجح فوز بوتين في انتخابات الرئاسة التي تجري في مارس اذار فان نتيجة الانتخابات التي جرت امس الاحد قد تقوض سلطة الرجل الذي حكم البلاد لمدة 12 عاما تقريبا بمزيج من السياسات الامنية المتشددة والفطنة السياسية وحب الظهور ولكنه واجه صيحات استهجان بعد مباراة في الجودو في الشهر الماضي . وحصل حزب روسيا المتحدة على 49.94 في المئة من الاصوات بعد فرز الاصوات في 70 في المئة من مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس الدوما او المجلس الادنى للبرلمان. وقال فلاديمير ريجكوف وهو زعيم معارض ليبرالي منع من ترشيح نفسه ان"هذه الانتخابات غير مسبوقة لانها اجريت على خلفية انهيار في الثقة في بوتين و(الرئيس ديمتري)ميدفيديف والحزب الحاكم. "اعتقد ان انتخابات مارس (الرئاسية)ستتحول الى ازمة سياسية اكبر واحباط وخيبة امل مع مزيد من البذاءة والاستياء وحتى تصويت احتجاجي اكبر." وترك بوتين بصمة في استعادة النظام في بلد عاني من عشر سنوات من الفوضى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتحرك بوتين بسرعة لسحق تمرد انفصالي في منطقة الشيشان المسلمة الجنوبية واسترد سيطرة الكرملين على مناطق كانت صعبة المراس واشرف على انتعاش اقتصادي. واحتفظ بوتين بصورة الرجل الصارم بالقيام بأعمال جريئة مثل ركوب فرس وهو عاري الصدر وتعقب نمور وقيادة طائرة مقاتلة . ولكن الشعب سئم من هذا السلوك الغريب وتراجعت شعبيته رغم انها مازالت مرتفعة. ويشير ناخبون كثيرون ملوا من الفساد المستشري الى حزب روسيا المتحدة بوصفه حزب المحتالين واللصوص ويشعرون باستياء من الهوة الكبيرة بين الاغنياء والفقراء. ويخشى البعض من ان احتمال ان تكون عودة بوتين الى الرئاسة بداية ركود اقتصادي وسياسي. وتولى ميدفيديف الرئاسة في 2008 بعد اضطرار بوتين للابتعاد بعد ان قضى فترتين متعاقبتين وهو اقصى ما يسمح به الدستور. وظهر بوتين وميدفيديف لفترة وجيزة في اجتماع عقد في المقر الرئيسي لحزب روسيا المتحدة. وقال ميدفيديف ان حزب روسيا المتحدة مستعد لتكوين تحالفات بشأن قضايا معينة لضمان الحصول على تأييد لاجازة القوانين. وكان حزب روسيا المتحدة يسيطر من قبل على اغلبية الثلثين مما يسمح له بتغيير الدستور دون دعم من المعارضة. وقال بوتين(59 عاما) ان"هذه نتيجة مثلى تعكس الوضع الحقيقي في البلاد. "بناء على هذه النتيجة نستطيع ضمان النمو المستقر لبلدنا." ولكن لا يوجد ما يشجع بشكل يذكر بالنسبة لرجل هيمن على الحياة السياسية في روسيا منذ ان اصبح قائما بأعمال الرئيس عندما استقال بوريس يلتسين في نهاية 1999 وانتخب رئيسا للبلاد بعد ذلك بأشهر. وربما يكون طريق عودته الى الرئاسة اكثر تعقيدا قليلا الان مع تزايد العلامات على ان الناخبين يشعرون بانهم تعرضوا للخداع بسبب قراره بتبادل المناصب مع ميدفيديف العام المقبل ويشعرون بقلق من احتمال بقاء رجل واحد على قمة السلطة لاكثر من عشر سنوات اخرى. وقال المحلل السياسي اندريه بيونتكوفسكي "انها بداية النهاية. "انها(النتيجة) تظهر فقد الحزب وزعماء البلاد مكانتهم." واظهرت النتائج الجزئية الى انه بعد مرور 20 عاما على انهيار الاتحاد السوفيتي كان الشيوعيون هم المستفيدون الرئيسيون مع زيادة اصواتهم الى المثلين تقريبا الى نحو 20 في المئة . وقال برلماني شيوعي"روسيا لديها واقع سياسي جديد حتى اذا اعادوا كتابة كل شيء." وادلى ناخبون كثيرون بأصواتهم لصالح الحزب الشيوعي احتجاجا على حزب روسيا المتحدة اكثر من تأييدهم للمثل الشيوعية لان بعض الروس يعتبرون هذا الحزب قوة المعارضة الوحيدة الموثوق بها. وشكت احزاب المعارضة من وجود مخالفات انتخابية في مناطق بروسيا وقالت هيئة تراقب الانتخابات ممولة من الغرب ووسيلتان إعلاميتان ليبراليتان إن متسللين أغلقوا مواقعها بهدف عدم توصيل أنباء حدوث انتهاكات. وتعطلت المواقع التابعة لمحطة ايخو موسكفي الإذاعية والبوابة الالكترونية سلون وجولوس الهيئة الرقابية الساعة الثامنة صباحا تقريبا. ورغم ذلك رفض ميدفيديف الحديث عن وجود تلاعب في الانتخابات. وقالت الشرطة ان 70 شخصا اعتقلوا في سان بطرسبرج ثاني اكبر المدن الروسية كما احتجز العشرات في موسكو في سلسلة من الاحتجاجات ضد التلاعب المزعوم. وتقول احزاب المعارضة ان الانتخابات لم تكن نزيهة منذ البداية بسبب دعم السلطات لحزب روسيا المتحدة بالمال وتخصيص اوقات له في التلفزيون. وتمثل نتيجة الانتخابات ضربة ايضا لميدفيديف الذي قاد حزب روسيا المتحدة الى الانتخابات . واصبحت شرعيته الان كرئيس وزراء مقبل للبلاد محل تساؤل .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً